اللبناني «زياد عيتاني».. الجاسوس البريء خلف القضبان
أكثر من ٧ سنوات فى التحرير
"زياد عيتاني"، رغم شهرته كفنان لبنانى فإن اسمه ذاع صيته أكثر خارج الحدود اللبنانية مؤخرا بعد أن تم الزج به خلق القضبان بتهمة التخابر مع إسرائيل بعد إلقاء القبض عليه فى نوفمبر الماضى، وذكر جهاز أمن الدولة حينها أنه اعترف أيضًا بإعطاء الإسرائيليين تقارير عن ردود فعل الشارع اللبنانى، بعد التطورات السياسية الأخيرة فى لبنان، عقب إعلان رئيس الوزراء سعد الحريرى استقالته بصورة مفاجئة من الرياض.
إلا أنه فى مفاجأة من العيار الثقيل أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية رسميًا براءته بعد أكثر من 4 أشهر خلف القضبان، كما كشفت عن تورط ضابطة فى تلفيق التهمة إلى عيتانى.
من يعتذر؟
"على كل اللبنانيين الاعتذار لزياد عيتاني. الفخرُ به وبوطنيته هو الحقيقةُ الثابتة والوحيدة. والويلُ للحاقدين والأغبياء والطائفيين، الذين لم يجدوا غير هذا الهدف الشريف البيروتى الأصيل"، هكذا أعلن وزير الداخلية اللبنانى نهاد المشنوق، براءة الممثل المسرحى المعتقل منذ بضعة أشهر، من تهمة التجسس لصالح إسرائيل عبر تغريدة له عبر "تويتر" إلا أنه سرعان ما حذفها بعد موجة جدل عارمة بين المسؤولين، الذين اعتبر بعضهم أن السلطة هى التى عليها الاعتذار لا اللبنانيين، لأنها رأس الفساد.
"لا علاقة للبنانيين بالاعتذار لعيتانى، وما من أحد فوّض الوزير للتحدث باسمهم وعلى السلطة الاعتذار للبنانيين لكثرة الفساد والفوضى فى مطبخها الممغنط" ، هذا كان رأى رئيس اللقاء الديمقراطى النائب وليد جنبلاط، الذى اعترض على مطالبة المشنوق للبنانيين بالاعتذار.
كما أثارت تغريدة المشنوق حفيظة وزير العدل سليم جريصاتى. مؤكدا أن الشعب اللبنانى لا يعتذر لأحد، ولا يليق بأى مسؤول تقديم أوراق الاعتماد الانتخابية عن طريق طلب مثل هذا الاعتذار.
وتعليقا على قضية عيتانى، شدد رئيس الوزراء سعد الحريرى على أن ما حصل ليس انتهاكا لحرية زياد عيتانى وكرامته وحده، بل "انتهاك لكرامة كل اللبنانيين الشرفاء، ولن يمرّ دون حساب"، مؤكدا أنه "لن يسمح بعد اليوم بأن تكون كرامة المواطنين الأبرياء وقودا لإشعال نار الإثارة والترويج لإنجازات هى فى الحقيقة إخفاقات خطيرة على مستوى بعض الأمنيين والقضاء وتستدعى معالجات سريعة".
وسيعود عيتانى إلى الحرية غدا الاثنين، فيما تشير مصادر معنية بالتحقيق إلى أن قاضى التحقيق العسكرى يتجه إلى إصدار قرار بمنع المحاكمة عن عيتانى، وهو القرار الذى يعنى تثبيت البراءة.
الضابطة المتهمة
وبدلا من إدانه عيتانى البرىء، تم توقيف المقدم فى قوى الأمن الداخلى سوزان الحاج التى لفقت له هذه القضية، وأحد قراصنة الإنترنت.
وتعود القصة التى كشفت عنها التحقيقات من زاوية تحديد شخصية المرأة، التى وردت فى ملف التحقيق لدى أمن الدولة أنها ضابطة إسرائيلية جنّدته للعمل لحساب استخبارات الموساد، والتى ورد فى المحاضر أنه التقى بها فى تركيا، وأنها كانت تكلّفه بمهمات تجسّسية "اسمها المفترض هو كوليت".
بعد تدقيق تقنى، من خلال ملاحقة الحسابات الإلكترونية المشبوهة التى كانت تراسل عيتانى، تم تحديد "قرصان إنترنت" لبنانى، يعمل كمخبر لجهاز أمن الدولة.
وبعد توقيف القرصان والتحقيق معه، والتدقيق فى حاسوبه المحمول، وفى هاتفه وعدد من الأجهزة والتطبيقات التى يستخدمها، تم العثور على ملف سمّاه "زياد عيتاني"، يحوى اسم الدخول وكلمة السر للحسابات التى كانت تستخدمها "كوليت".
ووفقا للمصادر الأمنية اللبنانية اعترف القرصان بأنه اخترع شخصية "كوليت"، وأنه تمكّن من القيام بعملية تزوير إلكترونى تُظهر أن الحساب يُشغّل من إسرائيل.
وقال القرصان إن هدفه كان الإيقاع بعيتانى، بناءً على طلب المقدم فى قوى الأمن الداخلى سوزان الحاج.
سوزان الحاج، أرادت الثأر من عيتانى، لأنها تتهمه بالتسبّب فى طردها بعد نشره صورة إعجابها بتغريدة على موقع "تويتر" مسيئة للنساء السعوديات والنظام السعودى، حسب صحيفة "الغد".
وتؤكد مصادر وزارية أن الحاج طلبت من القرصان القيام بالتزوير نفسه للإيقاع بأشخاص آخرين، غير عيتانى، تعتبرهم أعداءً لها، وتريد أن ينتهى الأمر بهم فى السجن أو أن يتم تشويه صورتهم.
من هو عيتانى؟
زياد عيتانى ممثل لبنانى فى مطلع الأربعينات، ذاع صيته فى السنوات الماضية فى أعمال مسرحية هزلية تناولت تاريخ مدينة بيروت وعاداتها والتغيّرات التى طرأت عليها فى العقود الماضية.
من أعماله، مسرحية "بيروت طريق الجديدة"، "بيروت فوق الشجرة"، كما اشترك فى مهرجانات بيت الدين 2015 بعمل استعراضى غنائى موسيقى "بار فاروق" وسجل أكثر من 200 عرض لمسرحية بيروت طريق الجديدة وتخطى مشاهدوها الـ35000.
لاقت هذه الأعمال المسرحية، إقبالا جماهيريا واسعا جعل عروضها يستمر على مدى سنوات.
وشارك مؤخّرًا فى برنامج "بى بى شى" الذى عرض عبر قناة الـ"إل بى سى" مكان "أبو طلال" ثم غادر بعد فترة قصيرة.