لماذا سمحت روسيا بدخول قوات الأسد إلى عفرين؟

over 7 years in التحرير

"لماذا قد يقبل أردوغان بسيطرة الجيش السوري على عفرين؟".. هكذا تساءلت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية، في تقريرها اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى الموقف التركي تجاه نظام الأسد.

وأوضحت "الصحيفة" أن تركيا ليس لديها أي مصلحة في محاربة الجيش السوري طالما تم إقصاء وحدات حماية الشعب من على حدودها الجنوبية الشرقية.

وأضافت أنه على الرغم من إصرار أردوغان على أن الحكومة السورية ووحدات حماية الشعب قد توصلا إلى اتفاق دون موافقة موسكو، فإنه من الصعب تصديق أن دمشق اتخذت هذه الخطوة الجريئة دون استشارة حاميها الأساسي.

فمنذ بداية الحملة العسكرية التركية في عفرين أواخر يناير الماضي، كانت روسيا داعمة لطموحات تركيا في شمال سوريا.

حيث أعطت موسكو الضوء الأخضر لعملية تركيا، التي يطلق عليها "غصن الزيتون"، من خلال السماح لها باستخدام المجال الجوي في "عفرين" لمهاجمة معاقل وحدات حماية الشعب.

ويبقى السؤال هنا: لماذا غيرت روسيا مسارها وسمحت للحكومة السورية بالتدخل؟

"ميدل إيست آي" أكدت أنه منذ هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا، كان الهدف الأساسي لروسيا هو الخروج من ساحة المعركة دون وضع وحدة الأراضي السورية في خطر، ولتحقيق ذلك، طلبت موسكو من الأكراد نقل "عفرين" إلى الحكومة السورية مقابل ضمانات أمنية، وهو ما رفضه القادة الأكراد السوريون.

لذلك، قررت موسكو أن تتجاهل هجوم تركيا على عفرين، في محاولة لإخضاع وحدات حماية الشعب لإرادتها، وخلق الوضع الذي يُمهد لتدخل الحكومة السورية لإنقاذ الأكراد وإعادة تأكيد سيطرتها في شمال سوريا.

وتابعت "الصحيفة" أن موسكو والحكومة السورية خططا لتحويل عملية تركيا إلى فرصة لدمشق للإطاحة بالقيادة الكردية من "عفرين"، أو على الأقل الحد من الحكم الذاتي لها.

أما الآن، فيبدو أن محاولة الحكومة السورية إعادة تأكيد سلطتها في "عفرين" قد توقفت، إلا أنه من غير المؤكد خروج سوريا بشكل كامل من هذه المباراة، حسب "الصحيفة".

ولكن مع ضغط روسيا، قد يقبل أردوغان في نهاية المطاف سيطرة الحكومة السورية على "عفرين"، لأنه يرى أن وجود الأكراد يمثل أكثر تهديد له.

فإذا تمكنت موسكو من ضمان إقصاء وحدات حماية الشعب بشكل دائم من عفرين -حتى لو كان هذا يعني أن سيطرة المنطقة ستعاد إلى الحكومة السورية- قد توافق تركيا على التراجع، حيث ترى أن هذا أفضل سيناريو للوضع الحالي، والذي يمكن أن تستفيد منه بدلاً من الدخول في صراع آخر دون نهاية، وفقًا للصحيفة.

أما بالنسبة للأكراد، فالسماح بتدخل الجيش السوري قد يعني أنهم سيفقدون بعض استقلاليتهم التي اكتسبوها بصعوبة، إلا أن هذا الأمر سيساعد في إنقاذ الآلاف من أرواح المدنيين عن طريق وقف هذا الصراع، حيث إن تركيا ليس لديها مصلحة في محاربة الجيش السوري طالما تمت الإطاحة بوحدات حماية الشعب من حدودها الجنوبية الشرقية.

كانت القوات التركية أطلقت هجومًا بريا وجويًا ضد أهداف جماعة وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة "عفرين" في شمال غرب سوريا، وهي العملية التي أطلقت عليها أنقرة "غصن الزيتون".

بينما أعلنت بعد ذلك وسائل الإعلام السورية، أن قوات شعبية ستدخل عفرين، فيما ذكرت تركيا أنها ستواجه القوات السورية إذا دخلت منطقة عفرين لمساعدة وحدات حماية الشعب الكردية.

Mentioned in this news
Share it on