«أعداء الأمس أصدقاء اليوم».. شعار السعودية الجديد بسبب النفط

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

"تربعت السعودية منذ فترة طويلة على عرش القوة المهيمنة على النفط، الأمر الذي جعل العديد من الدول تحت رحمة مصالحها، أما الآن فيجب على المملكة تحديث استراتيجيتها بعد انخفاض أسعار النفط".. هكذا بدأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرها، مشيرة إلى الوضع الحالي في مجال الطاقة.

وأوضحت "الصحيفة" أن الطبيعة المتغيرة لصناعة النفط (ازدهار الإنتاج في الحقول الصخرية الأمريكية، واستمرار انخفاض أسعار النفط الخام، وصعود الغاز الطبيعي) حولَت المعادلة الجيوسياسية".

وفي حين أن المملكة العربية السعودية لا تزال منتجًا رئيسيًا للنفط، فعليها أن تعوض عائداتها المفقودة، بينما تأمل الولايات المتحدة والصين وروسيا في الحصول على ميزة في هذا المجال.

وتتلاءم رغبات القوى العظمى الثلاثة مع استراتيجية المملكة العربية السعودية لإيجاد شركاء استثماريين جدد كجزء من اتفاقية أوسع لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط، وتقليص العجز الكبير في الميزانية وتأمين مستقبل المملكة، وفقًا للصحيفة.

روسيا

ترغب روسيا في عقد صفقات نفطية مع المملكة على الرغم من تنافسها في سوريا، حيث تدعم الدولتان الجانبين المتنافسين.

الصين

بينما تسعى الصين مع انخفاض إنتاجها المحلي من النفط إلى الاستثمار السعودي في صناعاتها البتروكيماوية ومجال التكرير.

واشنطن

أما واشنطن مستعدة لقبول أي شيء على أمل أن تستمر المملكة العربية السعودية في كونها حصن استراتيجي ضد إيران.

وأكدت "نيويورك تايمز" أن اللعبة الجيوسياسية المتغيرة قد بدأت في ديسمبر الماضي، عندما قام وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، بافتتاح مشروع محطة إنتاج غاز طبيعي تقدر تكلفتها بنحو27 مليار دولار، بروسيا، حيث رافقه الرئيس فلاديمير بوتين، ووزير الطاقة أليكسندر نوفاك.

أما بالنسبة لبوتين، كانت خطوة جريئة من قبل الحليف الأمريكي عندما انتقل لتوسيع ثرواته في مجال الطاقة على الرغم من العقوبات الحالية، وبالنسبة للفالح، فكانت فرصة لمناقشة مبيعات الغاز في المستقبل وجذب الاستثمارات لشركة "أرامكو" السعودية وتنسيق الجهود لدعم أسعار النفط العالمية.

بدوره قال بيل ريتشاردسون، وزير الطاقة والدبلوماسي الأمريكي السابق: إن "السعودية تحاول تعويض دورها في منظمة (أوبك) واتباع نهج براجماتي جيولوجي سياسي في مجال الطاقة وسياساتها الخارجية"، مضيفًا أن الأمر ليس مجرد تعويض عن القوة المفقودة، بل أنهم يضيفون إلى قوتهم في السياسة العالمية.

فيما أفاد بروس ريدل، المحلل السابق للشرق الأوسط لوكالة الاستخبارات المركزية، أن انخفاض أسعار النفط كان له تأثيره على استقرار السعودية، لذا يجب عليهم إيجاد بدائل، وبالتالي أي شريك يجد أنه سيساعدهم على القيام بذلك، سيتعاونون معه بكل حماس.

بينما يعتبر الشريك الأكثر إثارة للدهشة هو "روسيا" التي لا تزال على الجانب الآخر من الحرب الأهلية السورية، وتحاول أيضا بناء علاقات أفضل مع إيران- المنافس الإقليمي للمملكة العربية السعودية.

أما فيما يخص الصين، فبالفعل نمت العلاقات بين شركات النفط الصينية والسعودية في السنوات الأخيرة، حيث قامت شركة "أرامكو" بشراء حصة 25% في مقاطعة "فوجيان" التي تديرها شركة "سينوبك" العملاقة للنفط المملوكة للدولة، ولدى هذه الشركات مشاريع تكرير مشتركة في المملكة العربية السعودية.

كما وقعت الصين والمملكة اتفاقًا أوليًا في الصيف الماضي لإنشاء صندوق استثماري بقيمة 20 مليار دولار لمشاريع البنية التحتية والطاقة والتعدين.

وتعتبر المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، حيث يعد النفط والغاز الطبيعي من أهم المصادر الطبيعية في المملكة، وقد اكتشف بالجزيرة العربية لأول مرة كانت على أرض المملكة العربية السعودية سنة 1925، ويبلغ احتياطها الثابت من النفط الخام 260,5 مليار برميل وإنتاجها اليومي يزيد عن 11 مليون برميل.

شارك الخبر على