جولة تفاوضيّة لحسم الخلافات بين بغداد وأربيل قريباً

حوالي ٦ سنوات فى المدى

يبدو أنّ الازمة القائمة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان تتجه أكثر نحو الانفراج بعد اتفاق مبدئي بين الطرفين ينصّ على استئناف العمل بمطاري السليمانية وأربيل أمام الرحلات الدولية قريباً، لكن تنفيذ هذا الاتفاق مرهون بزيارة يجريها وفد كردي الى بغداد لاستكمال المباحثات بشأن بعض النقاط الخلافية.
والتقى رئيس الوزراء حيدر العبادي، قبل أيام، برئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني على هامش المنتدى الأمني الذي عقد في مدينة ميونخ الالمانية، وهو لقاء وُصف بالودي والجيد لتسوية الخلافات بين بغداد وأربيل، وهذا اللقاء هو الثالث من نوعه بين العبادي وبارزاني بعد أزمة الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان في 25 أيلول الماضي وتسبب بفرض بغداد عقوبات على الإقليم.وتكشف مصادر عليمة في بغداد لـ(المدى) عن"وجود تقارب جيد بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان لاستئناف العمل بمطاري السليمانية وأربيل أمام الرحلات الدولية"، موضحة أن"الطرفين اتفقا خلال اللقاء الذي جمع العبادي بالوفد الكردي في مدينة ميونخ على حسم الكثير من النقاط الخلافية".وتتحدث المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أن"اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق ستستكمل قريباً في العاصمة بغداد"، مؤكدة أن"اللقاءات (الثلاثة) كسرت حالة الجمود والقطيعة بين الطرفين وساهمت في التوصل إلى اتفاق بشأن النقاط الخلافية".وتروي المصادر أن"الطرفين اتفقا على حل مشكلة توزيع رواتب موظفي إقليم كردستان التي ستكون عن طريق الحكومة الاتحادية"، موضحة أنّ"الوفد الكردي طالب العبادي بتسريع وتيرة عمل اللجان الفنية لحسم مشكلة الرواتب".واتفقت الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم منتصف الشهر الماضي على تشكيل عشر لجان مشتركة تكون مهمتها البحث في ملفات النفط والمنافذ الحدودية والمطارات ورواتب الموظفين من أجل التوصل إلى حلول توافقية لإنهاء الخلافات بين الطرفين.وتتطرق المصادر المطّلعة الى أن"رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي طرح على الوفد الكردي إمكانية إرسال قوة من الشرطة الاتحادية للمشاركة في إدارة مطاري السليمانية وأربيل"، لافتة إلى أن"حكومة أربيل ستردّ على طرح العبادي الأسبوع المقبل".وتصف المصادر اللقاء الذي جمع العبادي بالوفد الكردي في ألمانيا بـ"الناجح"، موضحة أن"حسم هذه النقاط التي تم بحثها بشكل مفصل تحتاج إلى جولة تفاوضية حاسمة بين الفريقين ستكون في العاصمة بغداد قريبا".وفرضت بغداد إجراءات وصفها الكرد بـ"العقابية"، رداً على ذهاب الإقليم باتجاه إجراء الاستفتاء في أيلول الماضي، رغم رفض حكومة العبادي والممانعة الإقليمية والدولية. وتصاعدت حدة الخلاف والتعقيد في الأزمة بين المركز والإقليم بعد إعادة انتشار القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها وفرض حظر الطيران الدولي على مطارات الإقليم والمطالبة بتسليم المنافذ الحدودية إلى السلطة الاتحادية.وتكشف المصادر أنّ"قرارات كبيرة ومهمة ستتخذ من قبل الجانبين الأسبوع الجاري، لحلحلة المشاكل والخلافات العالقة".وكانت (المدى) قد كشفت في السابع من الشهر الجاري عن وجود زيارة مرتقبة لرئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان بارزاني إلى بغداد لاستكمال المفاوضات مع الحكومة الاتحادية لحل كل المشاكل والخلافات.وتلفت المصادر العليمة إلى ان"هناك شبه اتفاق على وضع آلية معينة لتصدير نفط كركوك عبر الحكومة الاتحادية"، مؤكدة ان"منفذي إبراهيم الخليل وفيشخابور لم يكونا على طاولة المباحثات بين الطرفين في لقائهما الأخير".وتناولت وسائل إعلام متعددة قبل يومين أنباء نسبتها إلى مصدر مقرب من رئيس مجلس الوزراء تحدثت فيها عن توصل بغداد وأربيل إلى اتفاق بشأن إعادة فتح مطاري السليمانية وأربيل أمام الرحلات الدولية خلال الفترة القليلة المقبلة.بدوره، أكد النائب علي العلاق المقرب من رئيس مجلس الوزراء أن"هناك اتفاقاً على استمرار الحوارات بين الطرفين للخروج برؤية موحدة تساعد في تجاوز الأزمة الراهنة"، مؤكداً أن"هذه اللقاءات تعطي انطباعات عن تقدم في المفاوضات والحوارات".وردّ العلاق على استفسار (المدى) بشأن وجود تقارب حاصل بين أربيل وبغداد بالقول"لا أمتلك معلومات"، وإن"اللجان الفنية مازالت تعمل من دون توقف وهي تأتي إلى بغداد وتعود مرة أخرى إلى إقليم كردستان".

شارك الخبر على