آباء وأبناء وشخصيّات إشكاليّة في قوائم الانتخابات

حوالي ٦ سنوات فى المدى

تكشف القوائم المُسرّبة للمرشحين في انتخابات أيار المقبل التشريعية، عن مفارقات عديدة، منها ترشّح آباء وأبنائهم في قوائم واحدة أو متفرقة.
كما تُظهر لوائح الترشح أن شخصيات إشكالية قد ترأست القوائم في بغداد، فيما قرّر آخرون الانضمام الى كتل سياسية كانت لسنوات محل انتقادهم.ومن اللافت أيضاً أن محافظ النجف السابق الذي اتهمه البعص بالفساد قد برأه مجلس المحافظة الآن بالتزامن مع ترشحه في قائمة بالمحافظة.ولم تتوقف مفاجآت انتقال النواب من قائمة الى أخرى عند هذا الحد، بل زادت الى تحول مرشحين ونواب سابقين الى محافظات ثانية غير محافظاتهم الأصلية.ومن المتوقع أن يخوض نحو 7 آلاف مرشح، وهو أقل بـ2000 مرشح عن الانتخابات السابقة، ضمن 88 حزباً وتحالفاً سياسياً الانتخابات التشريعية المقبلة، لشغل 329 مقعداً في مجلس النواب.
آباء وأبناء المرشّحينوأظهرت قائمة مرشحي تحالف الوطنية في بغداد، التي يتزعمها إياد علاوي وجاء اسمه فيها بالتسلسل رقم واحد، ترشح ابنته سارة في التسلسل رقم 7.ولأول مرة يدفع علاوي بابنته خريجة العلوم السياسية في القائمة، التي يتواجد فيها اسم رئيس البرلمان سليم الجبوري بالرقم 2، وهو كان قد فاز في الدورة السابقة عن ديالى. وحجز النائب السابق عدنان الدنبوس التسلسل رقم 12 في القائمة، وحصل وزير الاتصالات الأسبق محمد توفيق علاوي على التسلسل رقم 44.في المقابل ظهر اسم سرمد عبداللطيف الهميم، نجل رئيس الوقف السني، بالرقم 20 في قائمة علاوي، فيما تسربت أنباء أمس عن سجن نجل الهميم 10 سنوات على خلفية تهم فساد، من دون ذكر اسمه بشكل صريح.ويرجح أن المتهم هو نفسه المرشح في القائمة الوطنية، خصوصاً أن مواقع التواصل الاجتماعي نشرت العام الماضي، وثيقة قالت إنها مذكرة اعتقال في حق سرمد الهميم وفقا للمادة 360 من قانون العقوبات بتهمة تخريب معدات إطفاء ، فيما لم يتسنّ لـ(المدى) التأكد من صحة المعلومات.ويرأس قائمة علاوي في الموصل وزير الزراعة الحالي فلاح زيدان، فيما احتل النائب حامد المطلك رقم واحد في قائمة الانبار، وجاء النائب عبدالله الجبوري بالتسلسل رقم واحد في ديالى.ولم تكن فكرة زج أبناء النواب في القوائم الانتخابية حكراً على علاوي، إذ كشف النائب المثير للجدل مشعان الجبوري، عن ترؤس نجله القيادي في الحشد الشعبي يزن قائمة الفتح التي تضم قوى الحشد في صلاح الدين.وقال الجبوري في تصريح متلفز لمحطة عراقية إن ابنته هوازن، خريجة فرنسا، "هي أول امرأة ترشح على رأس قائمة الفتح في الموصل الى جانب شقيقها".وكان الجبوري قد غادر قائمة النصر التي يتزعمها رئيس الوزراء حيدر العبادي، بعد رفض بعض الاحزاب وجود الأخير في التحالف، بحسب تسريبات من أعضاء في الائتلاف.وكشف الجبوري الاسبوع الماضي، في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن أن شخصيات من ائتلاف علاوي طلبت منه مغادرة التحالف قبل الموعد النهائي لتسليم قوائم المرشحين الى المفوضية.
عودة الزرفيويرأس شيوخ من حزب الدعوة الإسلامية قائمة العبادي "النصر" في المحافظات، حيث يتزعم صادق الركابي القائمة في ذي قار، والنائب عامر الخزاعي في البصرة، فيما احتل النائب علي العلاق الرقم ١ في بابل، ووزير التعليم السابق علي الأديب رقم ١ في كربلاء.لكنّ المفاجأة كانت بعودة محافظ النجف السابق عدنان الزرفي الى الانتخابات بعد تنحيته عن المنصب قبل 3 سنوات بتهم فساد.وجاء تسلسل الزرفي بالرقم 2 في قائمة رئيس الورزاء في النجف، فيما كان مجلس المحافظة قد قرر قبل أيام، تبرئة الأخير من التهم السابقة.وكشف وسام الزجراوي رئيس لجنة النزاهة في مجلس محافظة النجف، في اتصال مع (المدى) أمس، أن "المجلس أنهى قبل أيام عمل لجنة تحقيقية كانت قد بدأت منذ عام 2016، ووجدت الاخير غير مقصر"، عازياً تأخر حسم الامر الى أنّ "عمل اللجان التحقيقية يأخذ في الغالب وقتاً طويلا".وصوّت مجلس محافظة النجف، الإثنين الماضي، على إلغاء قراره السابق بإقالة المحافظ السابق عدنان الزرفي، لكنه أكد ان ذلك لن يترتب عليه إعادة الاخير الى المنصب.وكان المجلس قد صوّت بالاغلبية في صيف 2015 على إقالة الاخير من منصبه على إثر اتهامه بقضايا فساد.في المقابل كشف الزجراوي أن "الزرفي كان متهماً بـ20 تهمة تم إرسالها الى هيئة النزاهة والقضاء"، وأكد ان بعض التهم قد تم البت فيها.وانتقد مسؤولون في النجف الخطوة الاخيرة لمجلس المحافظة التي تزامنت مع ترشيح الاخير، واعتبروا ماحدث دعاية انتخابية للزرفي.
تحوّلات الخنجر وعبد اللطيففي غضون ذلك كشفت قائمة مرشحي ائتلاف دولة القانون في بغداد التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، ترشح النائب السابق علي الشلاه عن العاصمة، على الرغم من أنه فاز في انتخابات 2010 عن بابل.والمفارقة أيضاً، ترشح النائب السابق وائل عبداللطيف عن بغداد، وهو شخصية سياسية بصرية معروفة وكان محافظاً للبصرة ونائبا عنها، وسبق أن حصل على مقعد في انتخابات 2006 ضمن قائمة إياد علاوي عن محافظته.وعرف عن عبد اللطيف الذي كان أحد أعضاء مجلس الحكم السابق، بأنه من أشد المنتقدين لسياسية نوري المالكي وحكومته السابقة.وضمن مفآجات موسم الانتخابات، جاء السياسي المثير للجدل خميس الخنجر على رأس قائمة تحالف القرار في بغداد التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي الذي يترشح بالتسلسل واحد عن التحالف في نينوى.وانتقد محمد سعدون الصيهود، عضو دولة القانون، وجود الخنجر في القائمة، واعتبر في تصريح لـ(المدى) أن ترشّح الخنجر يمثل "خرقاً كبيراً في الانتخابات ومحاولة لتسلل أعداء البلاد الى البرلمان".وتابع الصيهود: "لن نحتاج الى دليل بأن الخنجر معادٍ للنظام الحالي، فالامر واضح". وطالب النائب هيئة المساءلة والعدالة وهيئة النزاهة باستبعاد الخنجر والتدقيق جيداً في ملفات المرشحين.وجاء الخنجر كمرشح تسوية بعد حدوث خلافات على رئاسة قائمة القرار في بغداد بين النائبين أحمد المساري ورئيس لجنة النزاهة في البرلمان طلال الزوبعي، اللذين حلّا بالتسلسلين 2 و3 في القائمة على التوالي.من ناحيتها قالت أزهار عبدالكريم الشخيلي، المرشحة عن تحالف القرار في بغداد لـ(المدى) أمس، إن "اختيار الخنجر بالرقم واحد عن القائمة في العاصمة أمر يعود الى رئاسة التحالف".وعلّقت الشيخلي، وهي وزيرة المرأة في حكومة إبراهيم الجعفري عام 2005 ونائبة سابقة عن ائتلاف العراقية (علاوي) في عام 2010، على الاتهامات الموجهة ضد الخنجر بالقول: إن "أسماء المرشحين ستكون لدى هيئة المساءلة وعند الجهات القضاء وهي من ستحكم وليس الآراء الشخصية".

شارك الخبر على