«البترول» توقيع اتفاق لإقامة خط أنابيب للغاز بين قبرص ومصر

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

قال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، إن مصر شهدت تغييرات متلاحقة خلال السنوات القليلة الماضية، وقد فرضت هذه التغييرات تحديات ضخمة كانت المحرك الرئيسى للإصلاحات الاقتصادية التى تبنتها الحكومة فى عدة قطاعات، مشيرا إلى أنه يتم العمل حاليا على تطوير وتحديث قطاع البترول والغاز بما يساير المستويات العالمية فى إطار رؤية استراتيجية للتنمية المستدامة حتى عام 2030.

وأشار الملا، خلال مشاركته فى فاعليات مؤتمر أسبوع البترول الدولى بلندن، إلى أن من أهم عناصر مشروع التطوير والتحديث الرئيسية تحويل مصر إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول، ليكون بمثابة مركز إقليمى استراتيجى للطاقة من خلال إنتاج هذه الطاقة من موارد مصر أو عبر استيرادها من الدول المجاورة، لتلبية جانب من احتياجات السوق المحلى حال الاحتياج إليها وأيضا للأسواق الرئيسية فى دول أخرى، وأن القرار الاستراتيجى للتحول لمركز إقليمى للطاقة تم اتخاذه وفق عوامل هامة تتمثل فى موقع مصر الاستراتيجى على جانبي قناة السويس، مع إمكانية نقل وتخزين وتجارة الخام والمنتجات البترولية والغاز انطلاقاً من كونها مركزا لحركة الشحن المتدفقة لأسواق آسيا والشرق الأوسط من وإلى أوروبا.

وأضاف أن السوق المحلية الكبيرة بمصر تعد ثانى العوامل المهمة فى اتخاذ هذا القرار من حيث كونها ثانى أكبر سوق محلى فى إفريقيا، إضافة إلى الميزة التنافسية فى ضوء وجود تسهيلات التخزين والمنتجات البترولية والبتروكيماوية وخيارات نقلها شرق وغرب الخليج والبحر المتوسط، مما يجذب استثمارات أخرى ولاعبين من دول مجاورة فى كافة مجالات الصناعة البترولية.

وأوضح الملا أنه لتحقيق برنامج مصر الطموح فى ضوء ما تملكه من إمكانات ومقومات فإن البرنامج يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية، فعلى الصعيد المحلى اتخذت مصر بالفعل بعض الخطوات الجريئة نحو ترسيخ هذا الهدف، بدءا من إصدار قانون الغاز الجديد كخطوة أولى لإصلاح سوق الغاز، فضلاً عن تشكيل لجنة مشتركة بين الحكومة وأعضاء الوزارات والكيانات المختصة والهيئات المعنية بالعمل على تسهيل التحديات المحتملة.

ولفت إلى أنه على المستوى الفنى والتجارى فهناك عدد هائل من مشروعات البنية التحتية الجديدة الحالية وأخرى قيد الدراسة فى مناطق البحر المتوسط والعين السخنة على البحر الأحمر، إلى جانب المواني البحرية وتسهيلات التخزين، كما تمتلك مصر حاليا طاقات تكريرية هائلة يتم تحديثها وزيادتها، هذا إلى جانب شبكات خطوط الأنابيب لنقل المنتجات والغاز فى جميع أنحاء البلاد والتى يتم تطويرها وتوسعتها بصورة منتظمة، كما تمتلك مصر مصنعين للغاز الطبيعى المسال على سواحل البحر المتوسط فى دمياط وإدكو، مما يعظم من دورها فى تجارة وتداول الغاز الطبيعى، ويضاف إلى ذلك اكتشافات الغاز الأخيرة بالبحر المتوسط والتى فتحت آفاقا لمزيد من الاكتشافات البترولية ومزيد من التعاون مع الدول المجاورة المنتجة.

وبين أنه على المستوى السياسى فهناك مناقشات وتعاون مع الشركاء الإقليميين لتحقيق هذا الهدف بأن تصبح مصر مركزا إقليميا يسير بالتوازى مع استراتيجية الطاقة التابعة للاتحاد الأوروبى، ما يعطيها الفرصة للعمل عن قرب مع الاتحاد الأوروبى فى هذا النطاق.

 ونوه بأنه سيتم توقيع مذكرة تفاهم مطورة فى مجال الطاقة مع الاتحاد الأوروبى قبل منتصف عام 2018، حيث يتوقع أن يكون الاتحاد الأوروبى المستفيد الرئيسى للطاقة التى سيتم نقلها من مصر، مشيرا إلى أنه قد تم توقيع اتفاق مبدئى مع الحكومة القبرصية لإقامة خط أنابيب يمتد من قبرص إلى مصر، وهناك مناقشات بدأت مؤخرا بين الحكومتين فى هذا الصدد، كما أن هناك تعاونا وطيدا بين مصر واليونان فى صناعة البترول والغاز، فى ظل الإطار السياسى الذى يهيئ لعقد المزيد من الاتفاقيات التجارية، وهناك تعاون قوى وتدابير ثنائية مستمرة بين مصر والأردن فى هذا الصدد، مدللاً على ذلك بمذكرة التعاون الأخيرة بين مصر والأردن والعراق للتعاون فى نقل الغاز والزيت الخام من العراق عبر الأردن إلى مصر.

وفى ختام كلمته أكد الملا أن الطاقة تعد فرصة لتحقيق منفعة متبادلة فيما يتعلق بالتعاون الإقليمى وتكوين شراكات سياسية جديدة وتكامل الأسواق، وأن تحول مصر لمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول سيعود بالنفع على كل الأطراف المشتركة، وكذلك فإن تنويع إمدادات الطاقة سيكون متاحا بالنسبة لأوروبا لضمان أمن الطاقة المتوقع زيادة وارداتها بعد عام 2020، بسبب زيادة الفجوة بين العرض والطلب وانتهاء العقود طويلة المدى، مؤكدا التزام مصر بتحولها لمركز إقليمى للطاقة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على