الشئون المعنوية وعودة روح أكتوبر

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

مرت 43 عاما على حرب أكتوبر 1973 المجيدة، حرب العزة والكرامة، تلك الحرب التي ضحى فيها جنود جيش مصر البواسل بأرواحهم لتحرير الأرض، واستعادة قطعة مباركة من الوطن، أرض الفيروز «سيناء» التي لطالما كانت لها مكانة خاصة في قلوب المصريين، حتى إن الله عز وجل أقسم بها في كتابه العزيز.
ولكن ما لفت الانتباه إلى احتفالات هذا العام أنها لم تكن كسابق عهدها، القاصي والداني رأى الاحتفالات وكأنه يشاهدها للمرة الأولى، لم تتمحور حول شخص بعينه أو سلاح دون آخر، على العكس فقد أبرزت احتفالات هذا العام الجهود والتضحيات التي قامت بها جميع الفصائل والكتائب والسرايا في جميع الأسلحة، وكل هذا بفضل الجهود التي بذلتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة هذا العام، لتظهر الاحتفالات بهذ الشكل الذي بهرنا جميعا، ودفعنا للتكبير كما لو كنا في أرض المعركة مع الأبطال الذين حققوا النصر، أو نالوا الشهادة في سبيل رفعة وعزة هذا الوطن.
نعم.. كل هذ الجهد يستحق الإبراز والإشادة، ظهور وجوه جديدة وقادة شاركوا في الحرب وكانوا سببا في النصر يستحق الإشادة، التفاصيل التي سردها أبطال أكتوبر خلال ظهورهم على الشاشات بتلك الاستفاضة، فمن منا كان يعرف المشير محمد علي فهمي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وأول قائد لقوات الدفاع الجوي المصري منذ 23 يونيو 1969، وظل قائدا لها أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، هذا الرجل الذي أنشأ حائط الصواريخ المضاد للطائرات والذي أوقف طائرات العدو عن التوغل داخل مصر.
ربما قليلون من كانوا يعلمون أن اللواء أركان حرب مهندس باقى زكى يوسف ياقوت، هو صاحب الفكرة العبقرية بتجريف رمال خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس فى حرب أكتوبر، استمعت إليه وهو يشرح عبر إحدى الفضائيات تفاصيل الفكرة التي تحولت إلى كابوس دمر أحلام الاحتلال وأطماعه في سيناء، تحدث الرجل عن طلمبات السد العالي التي رآها تطيح بالرمال من مجرى السد، وأنه استلهم الفكرة منها، وكيف أجرت القوات المسلحة 300 تجربة بطلمبات مختلفة للوصول إلى طبيعة الطلمبات التي استخدمت بشكل نهائي لتدمير خط بارليف المنيع، وعن آخر تجربة تم إجراؤها داخل جزيرة بالقرب من العدو وتحت عدسات الأقمار الصناعية التي كانت تستخدم للتجسس على الجيش في سيناء دون أن يدري أحد بما يحدث.
هناك أيضا أبطال شاركوا في الحرب، ولم يلق الضوء عليهم بسبب أو بآخر، وعلى رأس هؤلاء القادة «محمد عبد الغني الجمسي، محمد سعيد الماحي، محمد عبد المنعم الوكيل، محمد فؤاد نصار، أحمد إسماعيل علي، إبراهيم العرابي، تيسير العقاد».
أفلام وثائقية وصور، وروايات وبطولات عن حرب أكتوبر، خرجت إلى النور، بعد سنوات حفظها في الأرشيف، مثل فيلم «حائط البطولات» بعد 16 عاما من إنتاجه، حيث تم عرض الفيلم بالتزامن مع احتفالات أكتوبر، هذا العمل الذي يُكرم أبطال الجيش المصرى، ويبرز الكفاح والنضال والعرق والدم الذي بذلوه لكي تستعيد مصر قطعة عزيزة من أرضها، كما حرصت الشئون المعنوية على عمل بث حى لحاملتى الطائرات المصرية جمال عبد الناصر وأنور السادات، وروايات وبطولات أخرى شاهدناها قبل ذلك، كما لو كنا نشاهدها لأول مرة. وكان وراء ذلك رجال ما زالوا فى أرض المعركة يضحون من أجل إظهار قوة الجيش المصرى الحقيقية أمام الأجيال القادمة.
لقد استطاع رجال الشئون المعنوية بالقوات المسلحة إنعاش الوجدان المصري وإثراءه بمشاعر تهتز لها الوجدان وتجعلنا دائما نفخر بقواتنا المسلحة، وتوثق كل كبيرة وصغيرة في حرب الكرامة، لتكون وبحق الاحتفالات هذا العام كما لم تحدث من قبل.

 

شارك الخبر على