الكتاب وعاء المعرفة.. انطلاق النسخة الـ٢٣ من معرض مسقط بـ٥٠٠ ألف عنوان

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط -يَعبُر الكتاب، بوصفه "خير جليس"، أو "خير صديق"، من أزمنة غابرة، إلى مستقبل تشكل فيه "المعرفة"، بأبوابها كافة، أصلاً وغاية بذاتها، ما يحيله - أي الكتاب - منارة لتقدم الأمم والشعوب، يحج إليها الساعين إلى الشمس رفعة وسمواً.الرفعة والسمو، وهما ديدن السلطنة ومبتغاها، كُرّست لهما الجهود، وانبرت لأجلهما السواعد، تشييداً وبناء، فيما يأتي معرض مسقط الدولي للكتاب، الذي فتح أبوابه أمس، حلقة تجسّد وتكمل مسيرة نهوض شاملة، خط أبجديتها ورعاها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم - حفظه الله ورعاه.يحتضن معرض مسقط الدولي للكتاب الـ 23، الذي رعى افتتاحه معالي وزير الدولة ومحافظ ظفار السيد محمد بن سلطان البوسعيدي، 500 ألف عنوان، 35% منها إصدارات حديثة، فيما تشارك فيه783 دار نشر، من 28 دولة."تظاهرة متعددة الأبعاد"، هكذا رأى سعادة رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشورى علي بن احمد المعشني المعرض.المعشني ساق المعرض في إطار من دوره الوظيفي، وقال إنه "يجلب العلوم والثقافة، من حول العالم، إلى السلطنة، ويُحدِث ترابطاً بين جمهور الكتاب وناشره".لا يتوقف تنظيم معارض الكتاب عند سياقها المعرفي، على أهميته، بل تتجاوزه إلى أبعاد اقتصادية واسعة، يتأتى بعضها من صناعة الكتاب ذاته، وأيضاً من أنشطة الأعمال المرافقة والحاضنة، وفق قول المعشني.ورأى سعادة عضو مجلس الشورى هلال بن سعيد اليحيائي، الذي استطلعته "الشبيبة" بشأن المعرض، أن "الكتاب - بذاته - أداة لقياس تقدم المجتمعات والدول"، مبيناً أن "الانتاج الفكري"، كماً ونوعاً، يعد مؤشراً مهماً على التقدم.ورغم تأكيده على نوعية وسوية الكتاب بالدرجة الأولى، ينظر اليحيائي بعين الرضا إلى الإنتاج العُماني من الكتب، ويراه متوائماً مع الواقع النامي للسلطنة، ويشهد عاماً تلو الآخر تطوراً أكبر.ويخالف سعادة عبد بن محمد البلوشي، عضو مجلس الشورى، اليحيائي في الرضا عن الكتاب العُماني، ويقول - في سياق الحث على المزيد - إن "الكتاب العُماني لا زال دون مستوى التوقعات والتطلعات، وآمل له ظهوراً وحراكاً أكبر في المستقبل القريب".عدم رضا البلوشي لا يعكس رأيه فيما حققه المعرض على مدى سنوات انعقاده، وقال إن "معرض مسقط شهد نقلة نوعية منذ انطلاقه وحتى اليوم، وهي نقلة تعكس حقيقة نجاحه في استقطاب مختلف الفئات العمرية العُمانية، وباختلاف مستوياتها العلمية والثقافية".ولفت البلوشي لـ "رحلات طلبة المدارس إلى المعرض"، التي تسهم في زيادة أعداد أصدقاء الكتب، ورفع السوية المعرفية عموماً.الاسهام العُماني في انتاج الكتب ضارب في القدم، وهو ما يستدل عليه رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء سعيد بن محمد الصقلاوي بالإشارة إلى "الخليل بن أحمد الفراهيدي، وابن دريد، وابن المبرد".يقول الصقلاوي، الذي استطلعته "الشبيبة"، إن "العمانيين أصدقاء الكتاب، واسهاماتهم لم تتوقف عبر التاريخ العربي والإسلامي، ولعل الخليل بن أحمد الفراهيدي، وابن دريد، وابن المبرد، نماذج تذكر ويستدل بها".وزاد "الإنسان العُماني معطاء بطبعه، ويصبو للمزيد، ويطمح للعلياء"، وهو ما يفسر - بحسبه - تطوير الكاتب العُماني لأدواته، وتالياً لمنجزه الفكري.الكتاب تطور، على مر التاريخ، من شكل لآخر، ابتداء من "رقاع الجلود"، مروراً بـ "الشكل الورقي"، ووصولاً إلى "النموذج الإلكتروني"، لكنه حافظ على وصفه "وعاءً معرفياً".

شارك الخبر على