روسيا تنكر علاقتها بمجازر الغوطة الشرقية في سوريا

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

أنكرت روسيا علاقها بدعم قوات بشار الأسد في المجازر التي اركبت خلال الأيام الأخيرة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق وأودت بحياة عشرات المدنيين هناك.

ووصف الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاتهامات الموجهة إلى روسيا بقصف الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ما أسفر عن سقوط عشرات المدنيين، بأنها اتهامات عارية عن الصحة. وقال "هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة، ومن غير الواضح إلى أي أسس استند فيها أصحابها. هذه الاتهامات غير معززة ولو بدليل واحد، ونحن نرفضها جملة وتفصيلا".

ودعا بيسكوف وسائل الإعلام إلى توجيه الأسئلة حول ما يجري في الغوطة الشرقية إلى وزارة الدفاع الروسية. وقال إن الأسئلة حول "الوضع الميداني وأي تغيرات تكتيكية على الأرض، يجب توجيهها إلى وزارة الدفاع الروسية.

يأتي هذا الموقف بعد أيام على تأكيد قاعدة حميميم الروسية في سوريا تقديمها الدعم للحملة التي يشنها نظام الزسد على الغوطة الشرقية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اقترح مؤخرا تكرار سيناريو حلب في الغوطة، في إشارة منه إلى القصف الذي تشنه قوات النظام بغطاء جوي روسي كثيف على المدينة في نهاية عام 2016، بذريعة القضاء على "جبهة النصرة" والإرهابيين. وتسبب القصف الروسي حينها بمقتل أعداد كبيرة من المدنيين، فضلا عن تدمير عدد من المستشفيات والمدارس. واضطرت فصائل المعارضة إلى توقيع اتفاق خروجها من المدينة تحت تهديد "إما الإبادة أو الخروج". ورأت موسكو آنذاك أن ما جرى في حلب "عملية إنسانية" لإنقاذ المدنيين. غير أن روسيا تلمِّح اليوم أيضا إلى إمكانية تكرار نفس السيناريو السابق مع ما يحدث حاليا في الغوطة الشرقية.

من جهة أخري، أجرى نائب المبعوث الدولي إلى سوريا رمزي رمزي مباحثات مع نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين ، نقل خلالها قلق الأمم المتحدة على مصير التسوية السياسية للأزمة السورية في حال استمر الوضع في الغوطة على ما هو عليه.

وبحث الجانبان، وفق وزارة الدفاع الروسية، خطوات إضافية لتنفيذ قرارات مؤتمر ما يسمى بـ "الحوار السوري" في سوتشي. كما أكدا على ضرورة تفيعل الجهود لتشكيل اللجنة الدستورية التي تسعى روسيا لإقرارها، وأعلنت عن أن موسكو قد حددت أعضاءها وتنتظر موافقة جميع الأطراف الأخرى عليهم.

وفي سياق ما يجري في الغوطة الشرقية، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف بأ موضوع فرض هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية سيتقرر في إطار العمل الجاري حاليا في مجلس الأمن الدولي في نيويورك. وذلك في إشارة إلى مشروع القرار الذي قدمته مؤخرا كل من السويد والكويت، ودعتا فيه إلى هدنة إنسانية في كل الأراضي السورية لمدة شهر، إلأ أن روسيا رفضته. ومن ثم جرى إدخال تعديلات على النص، من بينها أن الهدنة لا تشمل عمليات نظام الأسد ضد "جبهة النصرة". وجرى تفسير ذلك من جانب دمشق بأنه ضوء أخضر لإجراء عمليات عسكرية في كل من الغوطة الشرقية وإدلب.

ولاحظت تقارير أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف تهرب من سؤال الصحفيين حول موقف روسيا من ما يجري في الغوطة الشرقية، مطلقا عبارات انتقاد إلى الولايات المتحدة، ومتهما إياها، مع دول أخرى، بممارسة المعايير المزدوجة.

وقال " لقد تحولت المسائل الإنسانية، بما في ذلك المساعدات الإنسانية ووصولها إلى محتاجيها، إلى أكثر الأمثلة الصارخة المعبرة عن المعايير المزدوجة من جانب الولايات المتحدة وشركائها في التفكير حول الملف السوري بأكمله.. كل يوم نرى كيف تقوم واشنطن بشكل انتقائي ووقح بطرح المسائل الملائمة لها من ناحية ممارسة الضغط على دمشق وفصلها عن الأوضاع الأخرى المشابهة التي تخلق الإزعاج للأمريكيين لأسباب مختلفة".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على