٨ أعمال تغيّرت نهاياتها في اللحظات الأخيرة.. منها «الطوفان» و«حلاوة روح»

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

شهدت أعمال درامية عدة تغيرات في مشاهدها الأخيرة، والتي يضطر صناعها إلى ذلك بناءً على رغبة قوية من الجمهور أو سلطات رقابية، ليتفاجأ المُشاهد بخاتمة لم يتوقعها في ظل الصراع الدرامي وتصاعد أحداثه، فيما عمد مخرجون إلى قلب نهايات أعمالهم المأخوذة عن روايات لتختلف مع النسخ الكتابية، طمعا في إرضاء الجمهور أو وفقا لما يرونه الأنسب لأعمالهم، وهو الأمر الذي تكرر في عدد من الأفلام والمسلسلات، من بينها ما نرصده في السطور التالية.  

الطوفان
جاءت نهاية مسلسل «الطوفان»، الذي عُرض في نوفمبر وديسمبر الماضي، سريعة وغير منطقية بعض الشيء وفقًا للمشاهدين الذين تابعوا العمل على مدار 46 حلقة، إذ وجد البعض فيها شيئًا من المبالغة والخيالية، وآخرون وصفوها بأنها عادلة ومنطقية، فبعد أن اتفق الأبناء على قتل والدتهم «الحاجة صفية»، كي لا تحضر جلسة المحكمة، وتدلي بشهادتها التي تفيد بأحقية أرض محل نزاع لشقيق زوجها، من أجل الطمع في الحصول على الثروة الكبيرة المنتظرة، التي تُقدر بـ300 مليون جنيه، دارت الأحداث في إطار درامي حتى النهاية. 

وتغيرت أحداث الحلقات الأخيرة من المسلسل عن الفيلم الأصلي المأخوذ عنه المسلسل، الذي يحمل نفس الاسم، لذلك انتظر الجمهور النهاية ليعرفوا ماذا سيحدث للأبناء بعد قتلهم الأم من أجل المال، وانتهى «الطوفان» بموت أغلب أبطاله أو بمعنى أدق انتحارهم، فالأبناء لم يستطيعوا العيش من ألم قتلهم لوالدتهم.

و«الطوفان» بطولة وفاء عامر، ونادية رشاد، وماجد المصري، وأحمد زاهر، وروجينا، وآيتن عامر، ومحمد عادل، وإيهاب فهمي، وفتحي عبد الوهاب، ورامي وحيد، وسيناريو وحوار حمد رجاء ووائل حمدي، وإخراج خيري بشارة. 

حلاوة الدنيا
الفنانة هند صبري، كشفت في تصريحات صحفية، سابقا، أنه بناء على رغبة جمهور مسلسلها «حلاوة الدنيا»، الذي عرض في شهر رمضان الماضي، تم تعديل أحداث الحلقة الأخيرة، وتفادى قرار موت الأبطال، وهو ما كان سيحدث في النسخة الأصلية، لكن الجمهور طلب أن لا تكون النهاية مأساوية.

و«حلاوة الدنيا» بطولة هند صبري وظافر العابدين ومصطفى فهمي وحنان مطاوع وأنوشكا، ومن تأليف ورشة كتابة يُشرف عليها تامر حبيب، وإنتاج شركة «بي لينك»، وإخراج حسين المنباوي.

الفيل الأزرق
حققت رواية «الفيل الأزرق»، لمؤلفها الكاتب الشاب أحمد مراد، عام 2014، نجاحًا كبيرًا عند طرحها في الأسواق، وخرجت للسينما من بطولة كريم عبد العزيز، وخالد الصاوي، وإخراج مروان حامد.

والقصة تنتمي لتصنيف الدراما والغموض، عن طبيب نفسي «يحيى» فقد عائلته في حادث سير تسبب فيها بعد سكره، ليجد نفسه فجأة مسؤولا عن حالة زميل دراسته «شريف» المتهم بقتل زوجته، وهنا تظهر «لبنى» شقيقة شريف المتزوجة التي تمثل ليحيى حبا عظيما لم يفز به منذ سنين، وتنتهي الأحداث بأن شريف قد تلبسه خادم من الجان، كما عرف يحيى بواسطة أقراص الفيل الأزرق، ولا بد من طلاسم معينة لصرفه، يفعلها يحيى وينقذ شريف بصعوبة، ويبدأ حياة جديدة ناسيا خطاياه مع لبنى، التي طلبت الطلاق من أجله وحصلت عليه.

أما الأصل المكتوب لنهاية القصة، فيشترك مع الفيلم في زواج يحيى من لبنى، لكن يحيى في الرواية فعل هذا دون أن يشعر، إذ انتقل خادم الجان ليحيى نفسه، وعاش بداخله بدلا من شريف ليتزوج لبنى، بعدما أقنعها بضرورة الطلاق.

خاتم سليمان
قال السيناريست محمد الحناوي، مؤلف مسلسل «خاتم سليمان»، الذي عُرض عام 2011، في تصريحات له حينها، إن «المخرج أحمد عبد الحميد، اضطر إلى حذف عدد كبير من المشاهد في الحلقة الثلاثين، بسبب الأزمات الإنتاجية التي تعرض لها المسلسل، ومداهمة وقت العرض قبل الانتهاء من العمل، فتغير عن أحداثه المرسومة في السيناريو».

و«خاتم سليمان» من ﺇﺧﺮاﺝ أحمد عبد الحميد، وتأﻟﻴﻒ محمد الحناوي، وبطولة خالد الصاوي، رانيا فريد شوقي، فريال يوسف، ومحسن منصور.

البريء
يعتبر فیلم «البريء»، الذي طرح عام 1986، علامة من علامات نضج السينما المصرية، ونظرًا لمناقشته قضية المظلومين داخل السجون، تم تشكيل لجنة رقابية مكونة من وزير الدفاع محمد عبد الحليم أبو غزالة ووزير الداخلية أحمد رشدي ووزير الثقافة أحمد عبد المقصود هيكل، وقررت حذف النهاية الأصلیة للفيلم، التي يقوم فيها «سبع الليل» بقتل جميع الموجودين في المعسكر قبل أن يموت هو بيد زميل له، واستبدلتها بأخرى.

وظلّت النسخة الأصلية للفيلم ممنوعة من العرض لمدة 19 عامًا قبل أن توافق وزارة الثقافة في عام 2005 على عرضه كاملًا مع النهاية المحذوفة في المهرجان القومي للسينما، كتكريم للفنان الراحل أحمد زكي بطل الفيلم الذي أخرجه عاطف الطيب، وأﻟفه وحيد حامد، وشارك في بطولته محمود عبد العزيز، ممدوح عبد العليم، إلهام شاهين، جميل راتب، أحمد راتب، وآخرين.

وا إسلاماه
رواية «وا إسلاماه» أحد أشهر المؤلفات الأدبية في التاريخ الإسلامي، لمؤلفها علي أحمد باكثير، وخرج منها فيلم حامل لنفس الاسم عام 1962، ويرصد الفيلم قصة «قطز»، الذي يتسلم عرش مصر ويتزوج من حبيبة طفولته «جلنار»، ويعلن الحرب على التتار، وتندلع معركة «عين جالوت» التي كاد المسلمون يخسروها لولا صيحة الزوجة الشهيرة لتحفيزهم بكلمة «وا إسلاماه».

أما الرواية فتروي حكاية أخرى حزينة لكلمة «وا إسلاماه»، حيث كاد القائد قطز يلقى حتفه في المعركة على يد أحد الخونة، لولا فارس ملثم فدى عنه السيف وتلقاه بدلا منه، هذا الفارس لم يكن سوى «جلنار» زوجته التي لفظت آخر كلماتها هامسة له: «لا تقل وا حبيبتاه بل قل وا إسلاماه».

دعاء الكروان
خالفت نهاية فيلم «دعاء الكروان»، الذي أنتج عام 1959 نص الرواية الأصلية، التي ألّفها عميد الأدب العربي طه حسين، وحملت نفس الاسم، والتي لم يمت خلالها البطل، بل سامحته البطلة وتزوجا في نهاية الأمر، بينما لم يجد المخرج هنري بركات مخرجا من قتل البطل بحثا عن إرضاء الجمهور الذي لم يكن ليرتضي نهاية أخرى.

ونال «دعاء الكروان» الترتيب السادس في قائمة أفضل 100 فيلم عربي، وهو من ﺇﺧﺮاﺝ هنري بركات، وبطولة فاتن حمامة، أحمد مظهر، زهرة العلا، وأمينة رزق.

لاشين
ارتعدت مفاصل عرش الملك فاروق، من فيلم تم إنتاجه في مارس 1938، بعنوان «لاشين»، الذي تدور قصته حول قائد جيش ينغمس في شهواته النسائية، ويترك شعبه جائعًا فقيرًا، حتى يقود فلاح يدعى «يوسف» الثائرين، للاستيلاء على مخزن الطعام‏.

وفوجئ صناع الفيلم بمصادرته عقب حفلته الأولى، واضطر «استوديو مصر» لتصوير نهاية جديدة ينتصر فيها السلطان العادل وينعم بحب شعبه بعد سحق المؤامرة، وقد أُعيد عرض الفيلم بالنهاية السعيدة التي أرضت الحكومة وقتها، فيما شارك في بطولة «لاشين» حسن عزت، حسين رياض، نادية ناجى، حسن كامل، أحمد بيه، محمود السباع، وعبد العزيز خليل، وكتب سيناريو وحوار الفيلم أحمد رامي وأحمد بدرخان، وأخرجه فريتز كرامب.

شارك الخبر على