«مصيرة».. الجزيرة المنسية

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com
تمتلك سلطنة عُمان عدداً من الجُزر ذات الطبيعة الخلّابة والشواطئ البكر، وغير ذلك من المقومات الطبيعية، ومن بين تلكم الجُزر جزيرة مصيرة التابعة إدارياً لمُحافظة جنوب الشرقية، والتي تبلغ مساحتها قرابة 650 كيلومترا يقطنها حوالي 14 ألف نسمة.اسمها الرسمي جزيرة مصيرة وقيل إن اسم مصيرة مشتق من مصير الإنسان أو المكان المرتفع ويطلق عليه بالعامية (صيره) وأبرز ما قيل عنها ما جاء به ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان “مصيرة بالفتح ثم الكسر جزيرة عظيمة في بحر عُمان تتبعها عدة قرى” تملك جزيرة مصيرة تاريخاً رائعاً فقديماً كان يتردد عليها الإسكندر المقدوني وأطلق عليها اسم سيراييس بل واتخذها قاعدة لقواته ومنها كان ينطلق لحملاته العسكرية.لن ندخل هنا في سرد تفصيلي ووصفي عن تاريخ الجزيرة فهذا ليس من اختصاص المقال ولكن أحببنا أن نطلع القارئ الكريم على نبذة بسيطة عن أهمية جزيرة مصيرة فهناك العديد من الجُزر سواء على المستوى العالمي أو حتى الخليجي مستغلة سياحياً ومؤهلة بجميع الإمكانيات من بنى أساسية وخدمات ومرافق سياحية متكاملة ولكن بالنسبة لجزيرة مصيرة فهناك علامة استفهام كبيرة؟قمت بزيارة جزيرة مصيرة منذ عدة أسابيع وهذه ثاني زيارة لي بعد زيارتي الأخيرة منذ قرابة عشر سنوات لم أرَ حقيقية في الجزيرة من جديد متجدد سوى زيادة في البنى الأساسية والخدمات الحكومية، أما عن المرافق السياحية فهي غائبة باستثناء منتجع يتيم اسمه منتجع شاطئ مصيرة وبعض الشقق والفنادق التي تعد على أصابع اليد المنتشرة هنا وهناك دون تخطيط مسبق.في اعتقادي أنه آن الأوان لتوجيه بوصلة السياحة إلى جزيرة مصيرة الخلابة فهي تستحق وبلا شك ابتداء من إنشاء جسر يربطها باليابسة وهي غير بعيدة عنه نسبيا؟! فالمسافة تقدّر بـ45 دقيقة من مرفأ شنّه عبر العبارة ومما يساعد على سرعة إنجاز الجسر ضحالة المياه هناك وما المانع في الاستفادة من دول عملت أنفاقا وليس جسورا في أعماق البحار، وإذا كان عمل الأنفاق يكلّف الكثير فلمَ لا يتم إنشاء جسر ولو بأبسط الإمكانيات عن طريق شركات متخصصة وهناك أمثلة ناجحة على المستوى الخليجي منها جسر الملك فهد الذي يربط المملكة العربية السعودية بمملكة البحرين، وحتى إن استعصت المادة إنجاز ذلك فبالإمكان فتح أبواب الاستثمار على مصاريعها للشركات السياحية العالمية وسترون جزيرة (لنكاوي) أخرى في الخليج.تتميّز جزيرة مصيرة بشواطئها الخلابة التي يرتادها الكثير من السياح لاسيما الأجانب منهم لممارسة رياضة التزلج الشراعي على الماء ومنهم من يمارس رياضة ركوب الأمواج والغوص وكلها رياضات بحرية على شواطئ مصيرة الأخّاذة كان المفروض استغلالها والعمل على تطويرها سياحيا لعمل منتجات بحرية في ظل توفر شواطئ فسيحة (شاطئ راظم مثالا) وإنشاء كورنيش بحري كذلك وممشى يساعد على التنزه والتجوال على الأقدام. وحبذا لو يتم استغلال مساحة الجزيرة الشاسعة في عمل حديقة حيوانات وملاه في آن واحد عوضا عن الترحال لخارج الحدود، أضف إلى ذلك تأهيل وتطوير المتنزهات الموجودة هناك وتوفير كافة الخدمات بها، فالموجودة في الوقت الحالي لا ترقى لأن نُطلق عليها مسمّى متنزه، وبالمناسبة متى سيتم تفعيل مشروع الحديقة في الأرض المحجوزة لذلك والمحاذية لمستشفى مصيرة الجديد؟!المطلوب كذلك تنشيط الحركة التجارية من خلال إنشاء مجمع تجاري استهلاكي متكامل متوسط الحجم قابل للتوسعة مستقبلا بدلا من المحلات المتناثرة الموجودة حاليا والخالية من التنظيم. وتمكين المؤسسات الحكومية في جزيرة مصيرة من إنجــــاز جميع متطلبات استخراج التراخيص اللازمة للمشاريع السياحية دون الحاجة للرجوع إلى الوحدات الإدارية بالمحافظة (تحقيقا لمبدأ اللامركزية) وتسهيلا للإجراءات مما يساعد على تحريك عجلة السياحة وبالأخص المحلية بعدما ظلت الجزيرة غير مرغوبة للسائح المحلي نظرا لقلة توفر الخدمات السياحية والمرافق التجارية فيها وبكافة أنواعها وأشكالها.باختصار.. أنعشوا جزيرة مصيرة سياحيا قبل أن يفوتها قطار الاستثمار السياحي (ونداء) لرجال الأعمال العُمانيين للاستثمار في الجزيرة فهم أولى من الغريب، ولا تنظروا للربح السريع بل للاستفادة من القادم ولو بعد حين.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على