المهرجان يعكس الاهتمام بالموروث العُماني عروض فروسية في «الخيل التقليدي» بإبراء

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

كتب - حمود بن سالم الرياميشهدت ولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية يوم أمس الأول مهرجان رياضات الخيل التقليدية ضمن مسابقة رياضات الخيل التقليدية لهذا الموسم 2017/ 2018م وهي النسخة الثالثة والتي يشرف عليها الاتحاد العُماني للفروسية وذلك على ميدان زاد الراكب للفروسية، حيث جاءت هذه الفعالية بتنظيم من لجنة زاد الراكب للفروسية بولاية إبراء، تحت رعاية صاحب السمو السيد محمد بن ثويني بن شهاب آل سعيد، بحضور والي إبراء سعادة الشيخ صقر بن سلطان الشكيلي، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والمكرّمين أعضاء مجلس الدولة، ورئيس الاتحاد الدولي لالتقاط الأوتاد محمد بن عيسى الفيروز وممثل الاتحاد العُماني للفروسية د.جمعة بن راشد المشايخي أمين السر بالاتحاد، ورئيس لجنة المسابقات بالاتحاد العُماني للفروسية أحمد بن سيف العبري وعدد من المسؤولين بالمؤسسات الحكومية والمشايخ والأعيان ومحبي رياضات الخيل التقليدية. وشاركت في هذه الاحتفالية نحو 128 خيلا من مختلف ولايات السلطنة، وتأتي هذه المسابقة انطلاقا من أهمية مشاركة ملّاك وفرسان الخيل وتفعيل السياحة الداخلية بالسلطنة بالإضافة إلى المحافظة على العادات والتقاليد العُمانية المتعارف عليها وتوريثها لأجيال المستقبل.استقبال بالخيولوعند وصول راعي المناسبة كانت كوكبة من الخيول وعلى ظهرها فرسان وفارسات السلطنة في انتظار تشريف سموه لهذا المهرجان حيث اصطفت الخيول على جانبي مدخل ميدان زاد الراكب وفي مقدمتها مجموعة أخرى من الخيول رافقت سموه حتى وصوله إلى المنصة الرئيسية للاحتفال في لوحة مهيبة عنوانها الفخر والاعتزاز بما تحقق من منجزات عظيمة على هذه الأرض الطيبة تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه، حيث توشح الفرسان والفارسات بأجمل وأبهى حللهم حاملين أعلام السلطنة وهم على صهوات جيادهم.الاستئذانبدأ حفل مهرجان الخيل التقليدي باستئذان مجموعة من الفرسان والفارسات لراعي المناسبة لانطلاق المهرجان حيث تقدم ثلاثة منهم إلى المنصة الرئيسية وتم إعطاؤهم إشارة بدء المهرجان، كما تم تقديم الورود إلى راعي المناسبة من قِبل أحد الأطفال تعبيرا عن الترحيب براعي الحفل.الفنون المغنّاةصدحت ترانيم الفنون التقليدية المغناة أمام المنصة الرئيسية من خلال عدد من الفنون العُمانية التقليدية تقدمت هذه الفنون فن الرزحة أو الرزفة كما يُطلق عليها، حيث تعتبر الفنون التقليدية المغنّاة ورياضات الخيل التقليدية وجهين لعملة واحدة، وقد تناغمت شلات الفنون التقليدية بصورة رائعة عبّرت أبياتها عن حب الوطن والقائد المعظم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.مسيرة الخيلوبعدها بدأ العرض من خلال دخول الفرسان المشاركين إلى ساحة الاستعراض أمام المنصة الرئيسية في عرض منظم لمسير الخيل الذي رسم من خلاله جميع الفرسان لوحة تراثية جميلة ازدانت بلباسهم التقليدي الموحد وجيادهم الموشحة بالحلي الفضية التي اصطفت جنبا إلى جنب وهم يرددون فن همبل الخيل وهو أحد الفنون التراثية الجميلة المرتبط برياضات الخيل التقليدية.فن التحوريبثم بدأت عروض الفرسان بتقديم فن التحوريب وهو أحد الفنون التقليدية التي تمارس مع الخيل حيث شكّل الفرسان وهم يمتطون صهوات الجياد حلقة طولية حول المضمار وخلال هذا الفن يقوم أحد الفرسان بإلقاء أبيات شعرية فيها امتداح لمآثر الخيل وافتخار بما تحقق على تراب هذا الوطن من منجزات عظام وعلى إثره يجيبه الفرسان بتكبيرة بعد انتهاء صدر وعجز كل بيت شعري، ومن ضمن الأبيات التي تم ترديدها «فرحي يا إبراء وكبري أهل الصواهل واصلين وعلى المعزة كبري نحيي دهور من سنين».عرضة الخيلالإثارة والتشويق في حفل مهرجان الخيل التقليدية بولاية إبراء كانت حاضرة من خلال ركض العرضة التي يحرص جميع الفرسان على المشاركة فيها لما لها من أهمية ومكانة خاصة لدى الفرسان المشاركين كونها تمثل قمة المهارة التي يمتلكها الفارس والتي ينطلق من خلالها فارسان في سباق ثنائي بسرعة فائقة حيث يلتقيان في نقطة معينة بعد الانطلاق ويضع كل واحد منهما يده على امتداد كتفي الآخر خلف منطقة العنق ويمسكه جيّدا بينما يمسك زمام الفرس باليد الأخرى وهم يظهرون بعض الحركات والمهارات الاستعراضية التي لا تكاد تخلو من المغامرة والمخاطرة كالوقوف على ظهر الخيل وهي تعدو، حيث يعتبر ركض عرضة الخيل من الفنون التقليدية التي يمارسها الفرسان في شتى المناسبات والأعياد المختلفة.التقاط الأوتادكما قدّم فرسان الولاية مهارة التقاط الأوتاد بالرمح للفرق والتتابع من خلال استعراض أربعة فرسان حيث نال هذا الاستعراض إعجاب الجميع ودلّ على مهارتهم وإتقانهم لهذه الرياضة الدولية.مهارات الخيلبعدها انطلقت فعالية مهارات الفرسان قدّمتها مجموعة من الفرسان حيث أبدعوا في أداء مهاراتهم العالية والراقية والتي لم تخلُ من الخطورة والإثارة والمتعة في عرض أبهر جميع الحضور من خلال الاعتماد على القدم في التأرجح على الخيل ورأس الفارس في الأسفل وكذلك الاعتماد على يد واحدة في الإمساك بسرج الخيل وجسم الفارس بجانب بطن الخيل.تنويم الخيلبعدها تقدمت مجموعة من الفرسان والفارسات أمام المنصة الرئيسية لراعي الحفل والحضور مؤدين بعض المهارات الترويضية للخيل من خلال تنويم الخيل على الأرض واستجابة الخيل لفارسها مما نال استحسان الحضور.القصائد الشعريةالشعر كان له حضوره في هذا المهرجان الجميل من خلال القصائد الشعرية المعبّرة حيث ألقاها أحد الفرسان وهو على ظهر خيله مرتديا زيه التقليدية والخيل تقف شامخة بكامل حليها وزينتها التقليدية.معرض حرفيأقيم على هامش المهرجان معرض مصاحب احتوى على مجسم للخيل ومجهّز بكامل زينة الخيل من فضيات وسرج عُماني وذلك للتعريف بأهم المشغولات الفضية والنسيجية التي تحتوي عليها زينة الخيل، كما اشتمل المعرض على الصناعات الحرفية بتنظيم دائرة الصناعات الحرفية بمحافظة شمال الشرقية متمثلة بقسم التسويق والإنتاج الحرفي؛ بهدف الحفاظ على هوية المنتج الحرفي العُماني وتطويره بما يتناسب مع التطلعات المستقبلية وبما لا يخل بهوية المنتج؛ لأنه يساهم بعقد فرص أو مجالات تسويقية وإنتاجية للقرى الحرفية التي تم افتتاحها خلال العام 2015 بالمحافظة، إضافة إلى مساعدة الحرفيين على تسويق منتجاتهم الحرفية والترويج لها وتمكين الحرفيين المشاركين من التواصل المباشر مع زوّار المعرض لإيجاد فرص ولقاءات تعريفية تساهم في تسويق المنتجات الحرفية.التكريم وتبادل الهداياوفي نهاية المهرجان قام صاحب السمو راعي المناسبة بتكريم عدد من الجهات الراعية والمساهمة في إنجاح الحدث، وكذلك تم تبادل الهدايا التذكارية بين الاتحاد العُماني للفروسية وبين لجنة زاد الراكب للفروسية وتقديم الهدايا التذكارية لراعي الحفل.لوحة الختامفي نهاية المهرجان شكّل الفارسان بخيولهم اللوحة الختامية من خلال اصطفافهم أمام المنصة الرئيسية وهم متوشحون الزي التقليدي وتم التقاط مجموعة من الصور التذكارية.الرعاة والداعمونجدير بالذكر أن من بين الرعاة والداعمين لهذا المهرجان الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، الشركة العُمانية الهندية للسماد، شركة صناعة الأنابيب المحدودة، شركة أبو هاشم للإنشاءات والإعمار، مطبعة سيلان الرقمية، خيام ومظلات الدار، مظلات الحياة.رياضة عريقةتأتي إقامة هذه المسابقة التي يشرف عليها الاتحاد بطابع مختلف هذا الموسم وبتنظيم كامل من قِبل لجان الفروسية بالولايات وبمشاركة خيول من مختلف ولايات المحافظة التابعة لها الولاية المُقامة عليها الفعالية، وهي تعتبر تكملة للمشوار الذي بدأه الاتحاد في السنوات الفائتة من أجل المحافظة على هذه الرياضة العريقة، كما تأتي لإتاحة الفرصة أمام ملّاك وفرسان الخيل للتجمع والمشاركة في إحياء هذه الرياضة العريقة، وبالفعل يسعى الاتحاد إلى تطوير رياضات الخيل التقليدية لنشرها بشكل أوسع.أنشطة متنوعةاختيار ولاية إبراء لإقامة هذه الفعالية يأتي إدراكا بأهمية توزيع أنشطة المسابقات لهذه الرياضة بولايات السلطنة التي تهتم بتربية الخيل وتوليها أهمية بالغة وعظيمة وذلك من خلال وجود عدد جيّد من الخيول، كما أن الاتحاد أقام فعاليات مماثلة في عدد من ولايات السلطنة خلال المواسم الفائتة وذلك بسب ازدياد أعداد المشاركين في هذه الرياضة.

شارك الخبر على