أطباء نفسيون يكشفون طبيعة مرض «اضطراب ما بعد الصدمة» الذي أصاب هشام جنينة

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

"اضطراب ما بعد الصدمة" مصطلح جديد لأحد الأمراض النفسية أطلقته هيئة الدفاع عن المستشار هشام جنينة على الرأى العام المصري بعد اتهامه في إحدى القضايا بعد تسجيله لحوار صحفي مع أحد المواقع الإلكترونية، إذ أكدت هيئة الدفاع عن المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات إصابته بصدمة نفسية وعدم توازنه العصبى خلال تسجيله الذى زعم فيه احتفاظ رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الفريق مستدعى سامى عنان، بوثائق ومستندات تخص الدولة المصرية.

"التحرير" عرضت الأمر على أطباء الطب النفسي ليوضحوا طبيعة هذا المرض وأعراضه وكيفية الشفاء منه وهل يؤثر على إدراك الشخص المصاب وقواه العقلية؟

الاضطراب لا يدفع لارتكاب جريمة

قال الدكتور ماهر الضبع، أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية، إن أول ظهور لمرضى اضطراب ما بعد الصدمة، كان عقب حرب فيتنام والعراق، فأصيب الجنود العائدون من تلك الحروب باضطراب ما بعد الصدمة، اضطراب يصيب بعض الأشخاص الذين مروا بحدث مؤلم أو تجربة صادمة أو مخيفة أو خطيرة، وكثيرا ما يحدث معه مشكلات نفسية أخرى مثل الاكتئاب والفكر المشوش وعدم الاهتمام بنفسه وحالة من عدم التركيز.

وأضاف الضبع لـ"التحرير"، أنه من الوارد إذا تعرض الشخص لحادث اعتداء أو فقد شخص أو شىء عزيز عليه أن يصاب باضطراب ما بعد الصدمة، غير أن ذلك المرض لا يدفع الشخص إلى ارتكاب جريمة، غير أنه يصاب بالتوتر والقلق والخوف، الذى يؤثر بطبيعة الحال على أحاديثه أو قراراته، فهو فى حكم الشخص غير المؤهل لاتخاذ قرار، فهو لا يجيد صنع القرار بشكل سليم نفسيا وقد يدلي بتصريحات وهو لا يعلم خطورتها لأن تفكيره مشوش، ويعيش حالة من الاضطراب النفسي.

وتابع: "ويعيش مرحلة من التقلبات الحادة، ما بين الفرح والحزن، ثم يعود ويشعر بالتوتر والخوف والإحساس بالخطر، ومريض الاضطراب النفسي لا تظهر عليه أعراض جسدية، ويمكن لأى طبيب نفسي أن يتعرف على طبيعة المرض، ويكون العلاج على حسب درجة وحالة المريض، فقد يكون بالعلاج بأدوية معينة، وفى حالات أخرى يكون بوسائل أخرى مثل الحوار والنقاش، ويصاب الفرد عقب الحادثة مباشرة بالاضطراب النفسي والذى قد يستغرق علاجه فترة طويلة، والاضطراب النفسي مرض نفسي وليس عقليا، ولكن إذا أصاب الإنسان لفترة طويلة قد يؤثر على خلايا المخ ويسبب هلاوس سمعية وبصرية".

وأوضح ماهر أن المحاكم لا تعتد بطبيعة ذلك المرض، إلا فى حالات نادرة، وفى حالة إصابة الشخص بالاضطراب ما بعد الصدمة ويكون ماثلا للتحقيق، يستوجب على الجهات المختصة أن تضع المريض فى مستشفى علاجي.

حالات يفقد فيها الشخص الوعى

وأكد الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، أن شخصا مثل المستشار هشام جنينة، عمل ضابطا بالداخلية ثم التحق بالقضاء ثم بالجهاز المركزى للمحاسبات، فهو شخصية عامة ذات منصب رفيع، فمن الوارد عقب تعرضه لحادث اعتداء أن يكون أصيب باضطراب ما بعد الصدمة.

وأضاف فرويز، أنه إذا تعرض الشخص لحادث أو اعتداء أو إطلاق رصاص بشكل عنيف، فإنه يتعرض للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، وتظهر عليه عدة أعراض، منها الرعشة، وسرعة فى ضربات القلب، وأحلام سيئة، وعرق شديد.

وتابع بأنه من الوارد أن يكون جنينة قد أصيب باضطراب ما بعد الصدمة، إلا أن ذلك العارض النفسي والذى يعد نوعا من أنواع الاكتئاب لا تجعله يدلي بتصريحات وهو غير مدرك لها، ولكن إذا تعاطى أنواعا معينة من الأدوية بجرعات معينة، فوارد جدا أن يظهر ويتحدث مع الناس فى أمور مختلفة، غير أنه غير واع من الأساس، شريطة حصوله على أدوية معينة بجرعات معينة، وقد يتعرض الشخص لنوبات من الصرع، تجعله يفقد القدرة على الاتزان، فى حالة تعرضه لخبطة شديدة فى المخ بالعصا.

وشدد على أن هشام جنينة، من الوارد أن يكون مصابا باضطراب ما بعد الصدمة، إلا أن ذلك لا يجعله يدلي بتصريحات غير مدرك لها، فحواره يؤكد أنه مدرك لما يتكلم عنه، ومن الوارد أن يتحدث ويظهر وكأنه مدرك وهو فى حقيقة الأمر غير مدرك وفاقد الوعى، فى حالة تناوله لأدوية معينة وبجرعات معينة، نافيا إصابة جنينة بهستيريا انشقاقية، تحدث في مثل هذه الحالات.

الحوادث المؤلمة تصيب باضطراب ما بعد الصدمة

أشار الدكتور هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسي، أن كرب ما بعد الصدمة، يحسها الإنسان بعد تعرضه لأزمة خطيرة تهدد استقراره وحياته، والكرب أو الاضطراب ما بعد الصدمة ليس بدرجة واحدة عند كل الناس، وأن الأمر يتوقف على حسب طبيعة كل شخص، فهناك أشخاص تكون صدمتهم كبيرة فى الأموال، وهناك شخصيات فى أمور أخرى مثل الحوادث أو الموت.

وأضاف بحرى لـ"التحرير": تظهر أعراض المرضى على هيئة نوع من القلق والخوف والاكتئاب، والأعراض تستمر لمدة طويلة تصل لعدة أشهر تحتاج لعلاج دوائي ونفسي ولكن لو لم يتم معالجتها، فالأعراض تنخفض تدريجيا لكنها تعود مع أى حدث يذكر الإنسان بالموقف الذى تسبب له فى صدمة.

وتابع: "إنه تابع حوار المستشار هشام جنينة، ومن خلال رؤيته الشخصية فإن المستشار غير مصاب باضطراب ما بعد الصدمة، فليس على وجهه أى أعراض قلق ولا اكتئاب وإنما ألفاظه تحلت بالترتيب والدقة، مؤكدا فى الوقت ذاته أن الحكم على الإصابة من عدمه لا بد وأن تتوافر له مقابلة الشخص نفسه، أما الحديث عن عدم الإصابة فمجرد رأى شخصي، غير مبنى على أدلة علمية، وأن الاضطراب ما بعد الصدمة مرضى نفسي وليس عقليا، وأن حالة جنينة قد تجعله مصابا بالتوتر والقلق والحزن، غير أن تلك الأشياء لا تجعله فاقد الوعى أو التركيز.

 

 

 

 

شارك الخبر على