خبراء أمنيون رسالة الظواهري لتهديد مصر فاشلة ومحاولة منه للزعامة

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

تزامنا مع العملية الشاملة التي تقوم بها القوات المسلحة للقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء، واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في مصر، خرج أيمن الظواهري رئيس تنظيم القاعدة برسالة تحريضية لجماعة الإخوان المسلمين يحثهم خلالها على العنف وحمل السلاح والانضمام إلى التنظيم.

الخبراء الأمنيون والعسكريون يرون أن رسائل الظواهري محاولة فاشلة لإعاقة الانتخابات الرئاسية وضعف بسبب سحق داعش في أكثر من منطقة، في حين يرى الباحثون في شئون الحركات الإسلامية، أنها محاولة لتكوين مخزون استراتيجي من شباب الإخوان بديلا عن الشباب الذين فقدتهم الحركات الإسلامية خلال الفترة الماضية.

اللواء محمد هاني زاهر، خبير الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة ومدير المركز الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال لـ"التحرير" إن رسالة الظواهري تأتي تزامنا مع العملية الشاملة التي تقوم بها القوات المسلحة واستعداد مصر للانتخابات الرئاسية، في محاولة منه أن يثبت للعالم أن مصر ما زال بها إرهاب وأن الانتخابات الرئاسية ستفشل، ويحاول أن يحرض على الاختراقات الأمنية ليثبت أن مصر غير آمنة، ويأتي هذا التحريض كنوع من أنواع الحقد بعد ما أنجزته مصر خلال الفترة الماضية على أرض الواقع من محاربة الإرهاب، ولكن رسالته ليس لها أي قيمة بل هي مجرد زوبعة في فنجان من شخص حاقد على مصر ويريد إسقاطها.

وأضاف زاهر أن القوات المسلحة مستمرة في عملها ولن تسمح لأحد أن يمس أمن مصر، ورسالة الظواهري ما هي إلا محاولة فاشلة لتنشيط الخلايا الإرهابية، مؤكدا أنه لن يتمكن أحد من إعاقة الانتخابات الرئاسية، فهناك ترابط قوي بين الشعب المصري والقوات المسلحة.

الدكتور كمال حبيب المفكر والباحث في شئون الحركات الإسلامية، يرى أن أيمن الظواهري يبث سلسلة من الرسائل الصوتية منذ عام 2016 تحت مسمى "بشرى النصر لأهلنا في مصر"، وناقش قضية الربيع العربي، ويعتبر أن الإخوان هم المسئولون عن فشل القضية بسبب المناهج التي يستخدمونها، والتي تقوم على فكرة العلمانية والتصالح مع الأنظمة وعدم تحكيم الشريعة، كما أنه يعتبر الرئيس المعزول محمد مرسي حاكما علمانيا لا يختلف في شىء عن مبارك، ويعتبر أيضا منهج الإخوان فاشلا، لذا يدعونهم للانضمام إلى القاعدة وإغلاق الصفحة السابقة وفتح صفحة جديدة تعتمد على أن كل الحركات تتحد لإسقاط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويطالبهم بالخروج في المظاهرات واقتحام الكمائن.

وأضاف حبيب أن رسالة الظواهري قد يكون لها علاقة بالفيديو الأخير لداعش الذي أعلن فيه مقتل الشاب عمر إبراهيم الديب الذي أعلنت جماعة الإخوان من قبل اختفائه قسريا، وكذلك قد يكون لها علاقة بالعملية الشاملة في سيناء والانتخابات الرئاسية المقبلة، موضحا أن الجماعات التكفيرية مثل القاعدة وداعش، تواجه مسألة استنزاف في شبابها ومواردها بسبب ما جرى لها في الموصل والرقة، وفي نفس الوقت جماعة الإخوان المسلمين ظهرت عاجزة في كل معاركها التي خاضتها سواء مع النظام أو الشباب الغاضب، وعجزت عن تقديم مراجعات فيما يتعلق بملف العنف وتركت الباب مفتوحا، وهذا العجز يجعلها نهبا للجماعات التكفيرية التي تستخدم القوة في التغيير مثل القاعدة.

وأضاف حبيب: الجماعات التكفيرية ومنها القاعدة تتوجه بخطاب سلفي جهادي لشباب الإخوان ليصبحوا المخزون الاسترتيجي لهم لتعويض المخزون الذي فقدوه من الشباب خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أنه بعد هذه الرسالة قد يكون هناك احتمالات أن تواجه مصر عمليات كبيرة تنظمها القاعدة وقد تواجه القوات المسلحة تنظيمات من خارج مصر لأن هذه التنظيمات عابرة للحدود، ولا شك أن مصر ستصبح هدفا لهم، ولكن كل هذا لن يعوق الدولة في شىء لأن الدولة لديها أدواتها التي تواجه بها كل هذا، قائلا 
"الجماعات عندما تضعف تتجه لاحتمال التواضع والالتقاء مع بعضها وبعض لحماية نفسها من الاستئصال".

العقيد حاتم صابر الخبير العسكري، وخبير مقاومة الإرهاب الدولي، قال لـ"التحرير" إن الظواهري كان مختفيا عن الساحة بعد انقلاب تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، ثم ظهر برسائل صوتية في محاولة من للظهور على الساحة من جديد، وبعد سحق داعش في العراق وسوريا وسحق أعوانهم في مصر، بدأ الظواهري في الظهور مرة أخرى في محاولة منه للعودة إلى الزعامة بعد أن فشل فيها بعد وفاة أسامة بن لادن، مؤكدا أن رسائله عبارة عن محاولات فاشلة لتصدر المشهد، مؤكدا أن العملية العسكرية في سيناء لن تسمح بقيام أي حركات مسلحة، والظواهري يحاول فقط كسب التعاطف والتلويح بأنه موجود، ولكن القوات المسلحة لن تسمح له بذلك.

جدير بالذكر أن أيمن الظواهري رئيس تنظيم القاعدة قد وجه رسالة صوتية لجماعة الإخوان في مصر، في إطار السلسلة التي يقوم بنشرها شهريا تحت عنوان "رسائل مختصرة لأمة منتصرة"، حث خلالها عناصر التيارات الإسلامية على حمل السلاح ومواجهة الحكومة المصرية، داعيا إياهم إلى نسيان الماضي والتخلص مما حدث خلال السنوات السبع الماضية، وأن ما قام به المصريون في يناير 2011 ذهب كله هباء، وضاع نتيجة صعود القيادات الصغيرة التي تربت على ما سمته بالطرق السلمية فقط، لافتا إلى أن هذه القيادات  "كانت دائما تختلف فيما بينها وتتفق على تجريم من يسعى، أو يدعو للجهاد ومقاومة الأنظمة العربية".

واعتبر الظواهري أن هذه القيادات هي التي خدعت الجماهير، ولم تدرك أن التفاهم مع الأنظمة العربية أضاع الثورة، مشيرا إلى أنهم تخلوا عن المطالبة بالشريعة، واقتصرت مطالبهم على شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي وعودته، وتنازل بعضهم عن هذه المطالبة في إشارة منه إلى جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها القاهرة في خانة الإرهاب.

ودعا الظواهري إلى العمل على توحيد المسلمين والمطالبة بتحكيم الشريعة وحمل السلاح، ومواصلة العمليات الإرهابية باقتحام الأكمنة، مطالبا بالخروج في المظاهرات، وإحداث الاضطرابات الاجتماعية، وشن الحملات الدعائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب جميع أبناء التيار الإسلامي في مصر ببداية جديدة تقوم على محو الماضي، وحمل السلاح في مواجهة الأنظمة.

شارك الخبر على