محمد رجب.. الكلاشنكوف الذي أصبح «نجما إلا ربع»

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

أقاويل خاطئة حول اعتذار الفنان محمد رجب، عن المشاركة في مسلسل «لعنة كارما»، أمام النجمة اللبنانية هيفاء وهبي، دفعته لتوضيح حقيقة الأمر، نافيًا ما تردد عن أن الاعتذار جاء بسبب الأجر، موضحًا أنه تحمس في البداية للعمل فور قراءته نص العمل لأن مخرجه إسماعيل فاروق، من المخرجين المحببين له، كما أنه تربطه علاقة صداقة قوية ببطلة العمل، ويرى أن أعمالها الدرامية ناجحة ومهمة، مشيرًا إلى أن ضيق الوقت كان سببًا قاطعًا لاعتذاره عن العمل، لأنه مبتعد عن الدراما منذ سنوات طويلة. 

«رجب» أوضح في بيان له، أنه يريد أن يتأنى في اختياره للمسلسل الذي سيعود به مجددًا للشاشة الفضية، وهذا نفس سبب اعتذاره عن أغلب الأعمال الدرامية التي عُرضت عليه مؤخرًا، مؤكدًا أنه التزم الصمت بمجرد اعتذاره عن المسلسل حتى «لا يشوشر على العمل»، احتراما للمسلسل وللبطل الذي سيحل محله، ولكن الأقاويل الخاطئة جعلته يوضح حقيقة الأمر، خاصةً أنه لم يحدث تطرق إلى الجوانب المادية مع منتج العمل من الأساس.

هكذا أوضح رجب صاحب الـ42 عاما سبب نأيه بنفسه عن الدراما في الموسم المقبل، لكن بالنظر إلى أعماله بالسنوات الأخيرة نجد أنها شهدت على من صعوده عالم النجومية، لكن لا تزال موهبته الفنية عصية عن منحه البطاقة الخضراء للبطولة المطلقة.

ورغم بذل رجب حياته في العمل الفني إلا أن «المهنة» ربما لا تزال تتذكر أيامه الأولى التي ألقت به في طريقها صدفة رغم أنه لم يكن يهواها إذ كان يحلم بأن يصبح ضابطًا، بينما عائلته أرادت له الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، لأنه موهوب في النحت، لكنه دخل كلية الإعلام.

وبعد تخرجه عمل لفترة في التليفزيون المصري، ثم تعثر كثيرًا وقضى 15 عامًا في الوسط الفني متعدد التسميات المهنية، من مساعد مخرج أغان، ورسام، ونحات، ومساعد مخرج دراما، إلى مدير إنتاج ثم كومبارس يظهر في «شوت» ضمن مجاميع ثم ممثل أدوار صغيرة، وتعرف على المخرج يحيى العلمي الذي أسند له دورًا صغيرًا في مسلسل «الزيني بركات»، 1995، تلا ذلك عدة أدوار منها في فيلمي «المصير»، «عمر 2000»، ثم عمل مساعدًا للمخرج طارق العريان، في فيلم «السلم والثعبان»، عام 2001.

انطلاقة رجب الحقيقية كانت بلعبه دور الشرير في فيلم «مذكرات مراهقة» عام 2001 مع المخرجة إيناس الدغيدي، بطولة أحمد عز وهند صبري، ثم نفس الدور في فيلم «الباشا تلميذ» عام 2004، مع المخرج وائل إحسان، بطولة كريم عبد العزيز وغادة عادل، ثم يزيد من تكرار تجربة الشرير في فيلم «كان يوم حبك» عام 2005.

 ونال الفنان أولى بطولاته في فيلم «ثمن دستة أشرار»، مع المخرج رامي إمام، والمنتج وائل عبد الله، والمؤلف خالد جلال، وتصدر به شباك تذاكر عيد الفطر عام 2006، وحصد 10 ملايين جنيه إيرادات، وتنبأ له الجميع حينها أن يُصبح من الكبار سريعًا، حيث إنه تصدر دور العرض بأول أفلامه، خاصة أنه طالما كان دؤوبًا ساعيًا آملًا لا يفوت الفرص المتاحة.

سرعان ما خفت بريق «رجب» فختفى بعد النجومية وعاد عام 2008، وقدّم للسينما فيلمه الثاني وبطولته المطلقة الأولى «كلاشنكوف»، مع غادل عادل، إلا أن الفيلم لم يُحقق نجاحًا كسابقه إذ حصد 2 مليون جنيه إيرادات، وفي شهر رمضان من نفس العام أقدم على أداء دور البطولة في مسلسل «أدهم الشرقاوي»، وتناوله عدد من الكتاب العمل بالنقد، ثم أخذ يقدم الأفلام الخفيفة، التي لم يُبذل الجهد الكافي فيها، سواء على صعيد الفكرة أو الإخراج أو الأداء التمثيلي، بدايةً من فيلم «المش مهندس حسن»، الذي طرحه في موسم عيد الأضحى، وحقق به إجمالي إيرادات لم يصل إلى 4 ملايين جنيه، ثم في عام 2010، قدّم فيلم «محترم إلا ربع»، ولم تتجاوز إيراداته الـ2 مليون جنيه، على الرغم من استعانته بالفنانة اللبنانية لاميتا فرنجية.

وعاد رجب لهدوئه ثانية، وأيقن رسالة سوء حصد الإيرادات فتخلى عن البطولة المطلقة، وشارك مع رفيق المشوار والبدايات الفنان أحمد عز، بطولة فيلم «الحفلة»، عام 2013، فكان اللقاء بين نجم محقق لإيرادات الشباك، وآخر ما زال يسعى لتحقيق نجومية الشباك، وعلى الرغم من إجادة رجب كعادته في الأدوار الجماعية، فإنهما لم يُحققا نجاحًا كبيرًا عكس ما كان متوقعًا، بسبب الأحداث السياسية التي كانت تمرّ بها مصر وأثرت على الفيلم بدور العرض.

رجب في العام التالي، قرر العودة للبطولة المطلقة مجددًا، من خلال فيلمه «سالم أبو أخته»، عام 2014، في أول تعامل له مع «السبكي»، وتجاوزت إيراداته 7 ملايين جنيه، وهو رقم ليس كبيرًا بالرغم من الاستعانة بالراقصة صافيناز أملًا في أن تُحدِث زلزالًا مجددًا، وجاء الفيلم «محاولة لخلق نجم جماهيري حصل على فرص كثيرة لم تحقق له أي نجاح جماهيري، ومحاولة خلقه بنفس نوعية الأفلام التي قدمت محمد رمضان للبطولة المطلقة»، حسب تصريحات صحفية للناقد طارق الشناوي، حينها، لافتًا إلى أن رجب يحاول خلق قاعدة جماهيرية له ولكن دون جدوى.

 فيما رأى الناقد مجدي الطيب أن نوعية الفيلم هي نفسها تيمة أفلام السبكي، أي البلطجي، والفرح الشعبي، والراقصة، أما عن محمد رجب فهو يجيد عمله في الأعمال التي لا يقوم ببطولتها، حيث توجد المنافسة التي تنتهي بانتصاره، مثلما حدث في فيلم «الحفلة» بتفوقه على «عز»، لكن عندما يقوم هو ببطولة عمل ويقوم باختيار الفريق الذي يعمل معه تصيبه أعراض النجومية، وينتهي العمل بالفشل الذريع.

وفي عام 2015، قدّم رجب فيلم «الخلبوص»، مع إيمان العاصي، وتمكن من تحقيق إيرادات تخطت 5 ملايين جنيه بقليل، ثم في عام 2016، خاض تجربة التأليف السينمائي للمرة الأولى في فيلمه «صابر جوجل»، وتأكد وقوع بطله في دائرة الفشل بعد سلسلة من الأفلام التي لم تحظ باهتمام الجمهور، حيث وجد في المركز قبل الأخير في سباق عيد الأضحى، ولم يتخط حاجز المليوني جنيه إيرادات، على الرغم من استعانته بالوجه الحسن سارة سلامة.

وبدا واضحا منذ طرح «صابر جوجل» أن مساحة رجب الجماهيرية المحدودة منذ بدايته، تقل تدريجيًا بسبب سوء اختياراته وإصراره على كونه النجم الأول، كما بدا طموحه الفني لا يتجاوز الأفلام التجارية التي تتشابه في العديد من تفاصيلها، رغم ما يمتلكه من موهبة.

رجب سفير النوايا الحسنة من الاتحاد العربي الأفريقي، ينتظر حاليًا عرض أحدث أفلامه «بيكيا»، بعد أن انتهى من تصويره وسجل خلاله أغنية بصوته تحمل اسم «سيب علامة»، وكان مقررا طرحه في موسم إجازة منتصف العام الجاري، إلا أنه تقرر طرحه في موسم شم النسيم المقبل بعدما راهن منتجه أحمد السبكي على حسن الرداد في الأولوية على شباك التذاكر من خلال «عقدة الخواجة».. ونتمى في النهاية أن يوفق رجب في طموحه الفني ويقود دفة البطولة المطلقة بأعماله بعد إعادة ترتيب أوراقه.

شارك الخبر على