اتهامات فساد وانهيار لحزب تاريخي.. مستقبل جنوب إفريقيا بعد «زوما»

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

بعد سنوات من المحاولات، وأشهر آخرى من التكهنات، أُجبِر جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا على الاستقالة من منصبه أمس الأربعاء، وسط اتهامات بالفساد.

أشارت شبكة "بي بي سي" البريطانية، إلى أن زوما كان في موقف ضعف، منذ انتهاء ولايته الأخيرة في رئاسة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في ديسمبر الماضي، حيث أختير سيريل رامافوسا لرئاسة الحزب الحاكم، وأثارت علاقة زوما بشركات عائلة "جوبتا" الشك حول وجود فساد، بسبب منحهم عقود حكومية مربحة، وكان لهم تأثير على الموظفين الحكوميين بسبب علاقتهم بالرئيس.

كما من المتوقع إعادة فتح التحقيق في 18 تهمة فساد واختلاس وغسيل أموال شابت صفقات أسلحة في التسعينيات.

ماذا سيحدث الآن؟

قالت الشبكة البريطانية، إنه وفقًا للدستور الجنوب إفريقي، فإنه في حالة "وجود فراغ في منصب رئيس الجمهورية، فيجب اختيار رئيس للبلاد وفقًا للترتيب التالي: نائب الرئيس، وزير يختاره رئيس الجمهورية، وزير يختاره أعضاء مجلس الوزراء، أو رئيس البرلمان، حتى يختار البرلمان أحد أعضائه لهذا المنصب".

ومن المحتمل أن يخلف "رامافوسا"، زوما، في منصبه رئيسًا للبلاد، بصفته نائب الرئيس، ورئيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

وليس من الواضح إذا ما سيقبل الاستمرار كرئيس مؤقت للبلاد، أو يترشح للانتخابات المقرر عقدها في 2019، وفي تلك الحالة سيضطر الحزب الحاكم إلى ترشيح أحد أعضائه للمنصب، على أن يصوت البرلمان عليه خلال 90 يوم.

ماذا سيواجه زوما؟

على الرغم من استقالة زوما من منصبه فإنه سيظل يحتفظ بالعديد من الامتيازات السياسية، مثل الراتب الشهري الذي يصل إلى 2.98 مليون راند جنوب إفريقي (250 ألف دولار أمريكي)، بالإضافة لخدمات الحراسة.

ولكن من الممكن أن يواجه زوما خطر خسارة هذه الامتيازات، بسبب اتهامات الفساد الموجهة إليه، ويبقى مصيره في يد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.

وليس من الواضح الصفقة التي عقدها زوما، مقابل التخلي عن منصبه، ولكن العديد من المراقبين يرون أنه بالنظر إلى مهاراته السياسية، من المؤكد أنه لن يخرج خالي الوفاض.

مستقبل حزب المؤتمر الوطني

فاز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بكل الانتخابات التي عقدت في جنوب إفريقيا منذ انتهاء حكم الأقلية البيضاء في 1994، وبالنسبة للعديد من سكان جنوب إفريقيا فيعد الحزب هو مخلصهم من وحشية وعنصرية نظام الفصل العنصري، وهو أمر لا يمكن نسيانه بسهولة.

إلا أن شعبية الحزب بدأت في التدهور للمرة الأولى منذ إنشائه، وهناك احتمالية كبيرة أن يخسر الحزب السلطة، خصوصًا إذا ما شكلت أحزاب المعارضة تحالف.

تعرض الحزب لخسائر فادحة في الانتخابات المحلية عام 2016، فعلى الرغم من حصول الحزب على أعلى الأصوات، إلا أنه خسر سيطرته على المدن الكبرى ومن ضمنها المركز الاقتصادي للبلاد جوهانسبرج، والعاصمة بريتوريا.

وفي الوقت الذي تحسنت فيه حياة العديد من أبناء جنوب إفريقيا، إلا أن الكثيرين يشعرون بأنهم لم يشعروا بأي تغيير في ظل حكم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، حيث لا تزال جنوب إريقيا واحدة من أكثر البلدان تمييزًا في العالم، ويعيش أكثر من نصف السكان في فقر.

كما زادت مزاعم الفساد داخل حكومة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، من الشعور بأن النخبة المتميزة ذات النفوذ السياسي تستفيد على حساب مواطني جنوب إفريقيا العاديين.

وهناك أيضا شعور لدى العديد من المواطنين السود في جنوب إفريقيا بأن هياكل السلطة التي أنشئت بموجب سياسة الفصل العنصري لا تزال قائمة، وعلى وجه الخصوص، ملكية الأراضي والاقتصاد.

حيث تسير عملية إعادة توزيع الأراضي الزراعية التي انتزعت من المواطنين السود خلال فترة الفصل العنصري ببطء، كما تقع حوالي 95٪ من أصول البلاد في أيدي 10٪ من السكان، ولا يزال سكان جنوب إفريقيا البيض يكسبون خمس مرات أكثر من نظرائهم السود.

شارك الخبر على