صناع «أغسطينوس ابن دموعها» إنتاج الفيلم تجاوز الـ٥ ملايين دولار

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

بعد النجاح الذى حققه فى عدد من المهرجانات الدولية التي شارك فيها وحصوله على العديد من الجوائز، عرض فيلم «أغسطينوس ابن دموعها» للمرة الأولى فى القاهرة مساء أمس السبت على مسرح الجمهورية، بحضور أبطاله من تونس والجزائر، إضافة إلى المخرج الكبير سمير سيف، والمؤلف سامح سامى، ونال الفيلم اهتمام كثيرين بعد الاطلاع على تفاصيل قصته التاريخية، التي تجسد رحلة الفيلسوف أغسطينوس، وهو بطولة الجزائري أحمد أمين بن راضي سعد، والتونسية عائشة بن أحمد، عماد بن شني، وبهية الراشدي، واشترك فى إنتاجه 4 هيئات بأربع دول مختلفة هي: مصر، تونس، الجزائر، ولبنان.

سمير سيف: تحمست لإخراج الفيلم

جاءت فكرة إنتاج الفيلم من تونس والجزائر باعتبارهما الموطن الرئيسى للقديس أغسطينوس، كما ذكر المخرج سمير سيف فى تصريحاته لـ«التحرير»، موضحًا أنه برغم اشتراك 4 هيئات فى إنتاج الفيلم إلا أنهم كانوا يعملون بشكل متناغم جدا، لافتا إلا أن الشخصية التى يتناولها الفيلم معروفة فى الوطن الغربى كله، ولكنهم لم يكن يعرفون أنه من أصل تونسى وجزائرى، وهذا هو الأمر الذي حمسه ليقوم بإخراجه.

وأكد سيف أنه لم يواجه أي صعوبات أثناء التصوير رغم قيام صناع العمل بتصوير الفيلم فى الأماكن الحقيقية، التى كان يعيش فيها القديس أغسطينوس، مشيرا إلى أن حماسه الشديد لعمل الفيلم هو السبب الرئيسى فى عدم وجود صعوبات، إلى جانب الدعم الكبير من وزارتى الثقافة في تونس والجزائر، لكونهما يتفهمان جيدا القيمة الأدبية والتاريخية للقيام بعمل هذا الفيلم، مؤكدا أن الفيلم تاريخي ولا يمكن تصنيفه على كونه فيلما دينيا، وتمنى أن ينال إعجاب الجمهور المصري.

سامح سامى: ترجمنا الفيلم إلى أكثر من لغة

الفيلسوف أغسطينوس من القلائل الذين قاموا بكتابة قصة حياتهم، وألف كتابا يدعى «اعترافات أغسطينوس»، وهذا هو الأمر الذى سهل على المؤلف سامح سامى الكتابة، حين عرض عليه الأمر، كما أوضح لـ«التحرير»، وتابع سامى قائلا «إن الفيلم هذه المرة مختلف عن الأعمال التاريخية، التي وجدت قبل سابق، وذلك لكون المعلومات المتوفرة عن الشخصية كثيرة، وهذا ما جعل الكتابة أمرًا سهلًا، وكانت مهمتى أن أحاول تقليل المادة بعكس ما يحدث فى أعمال أخرى».

واشتراك أكثر من دولة فى الفيلم، وأكثر من ممثل من بلاد مختلفة، جعل اللغات فى الخطوط الزمنية للفيلم تختلف، مما اضطرهم لعمل ترجمة بأكثر من لغة للفيلم، ولكن كانت اللغة السائدة هي العربية الفصحى، وهذا ما أكده سامح، مشيرا إلى التكلفة الإنتاجية للفيلم تجاوزت الـ5 ملايين دولار، كما توقع أن يحقق الفيلم نجاحا كبيرا، خاصة أنه استطاع أن يرى نجاح الفيلم في أكثر من مهرجان شاركوا فيه، إلى جانب الجوائز التي حصلوا عليها.

عائشة: نجاح الفيلم سيزيد من الأعمال التاريخية

بدور القديسة مونيكا أم أغسطينوس، التى تحاول أن تقوم ابنها على الطريق الصواب، واجهت الفنانة التونسية عائشة بن أحمد بعض الصعوبات أثناء تجسيد الشخصية، حسبما ذكرت، موضحة أن المراحل العمرية التى كانت تمر بها الشخصية من خلال الفيلم كانت مشكلة بالنسبة لها، وذلك لأن الفيلم لم يكن يصور بترتيب زمنى معين، وهذا اضطرها لأن تصور في بعض الأحيان أحد المشاهد وهى صغيرة، ومشاهد أخرى وهي امرأة عجوز.

وعبرت عن سعادتها بعرض الفيلم فى مصر قائلة: «مبسوطة بعرض هذه النوعية من الأفلام هنا فى مصر، خاصة لأن الجمهور المصرى تعود على الأفلام التجارية»، وتمنت أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور، وأن يحقق نجاحا كبيرا، لافتة إلى أن نجاح الأفلام التاريخية سيشجع عددا كبيرا من صناع السينما لعمل مثل هذه النوعية من الأفلام كثيرًا وهذا ما نحتاجه.

يذكر أن الفيلسوف أغسطينوس توفى عام 430 ميلادية عن عمر يناهز 75 عاما أثناء اقتحام قبائل «الفندال»، إحدى القبائل الجرمانية الشرقية التى اقتطعت جزءا من الإمبراطورية الرومانية، وأسست دولة لها، مركزها مدينة قرطاج، لأسوار مدينة «هيبو»، الذى كان أحد المؤسسين والمشجعين لمقاومة هجومهم على منطقة شمال إفريقيا، ولقب هذا الفيلسوف بـ«ابن الدموع أو ابن دموعها» نسبة إلى أمه التى ظلت تبكى عليه لسنوات طويلة، نظرا لاعتناقه الديانة المانوية الوثنية، وطلبت من الله أن يعيده إلى ديانته الأولى المسيحية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على