فتاة تونسية تلتقي ماكرون «صدفة» فاصطحبها إلى بلدها في طائرة الرئاسة

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

ذكرت قناة «BBC» الفضائية الإخبارية البريطانية، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، التقى بفتاة تونسية تدعى مها عيساوي، بالصدفة، في مدينة جنوب شرقي فرنسا، ودار بينهما حوار قصير انتهى بدعوة رسمية لها لمرافقته إلى بلدها في الطائرة الرئاسية.

لم تتردد مها كثيرا وقبلت بدعوة الرئيس الذي أشار في تغريدته بأن القدر والصدفة جعلا مها فردا في وفده الرسمي إلى تونس.

وفي حوار أجرته مع «BBC ترند»، قالت مها إنها لم تأخذ دعوة ماكرون في البدء على محمل الجد، حتى تلقت اتصالا من قصر الإليزيه يعلمها بموعد الرحلة، وأردفت: «كان اللقاء محض صدفة، فقد قادني فضولي في ذلك اليوم لساحة المدينة لمعرفة أسباب ذلك التجمع وقد التقيت هناك بمحافظ المدينة الذي قدمني إلى الرئيس».

وظهر ماكرون في مقطع فيديو على موقع «تويتر» وهو يتحدث مع الفتاة التونسية بشأن الوضع الراهن في بلدها، إذ سألها قائلا: «هل أنت سعيدة في فرنسا؟ هل تريدين العودة إلى تونس؟» وأجابت الفتاة قائلة: «لدينا بعض المشاكل في تونس ولكنها حلت بعد انتخاب السبسي».

وأصبحت مها حديث مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، حيث تم تداول الفيديو الذي جمعها بماكرون مئات المرات، وأبدى نشطاء على فيسبوك إعجابهم بلفتة ماكرون ورأوا فيها دليلا على قوة استراتيجيات التواصل، بينما انتقد آخرون القصة برمتها والضجة التي أثيرت حولها، وتساءل مغردون آخرون عما إذا كانت القصة فعلا من وحي الصدفة أم أنها خطة اتصالية اتبعها ماكرون قبل زيارته إلى تونس، خاصة أن الفتاة معروفة بين الناشطين في المجتمع المدني.

وتناولت «BBC» بعض المعلومات المتوفرة عنها، حيث ولدت مها عيساوي في تونس، وكانت من أوائل النشطاء الذين وثقوا في 2010 أحداث مدينة سيدي بوزيد، التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية.

وقالت مها لـ«BBC ترند» إن نشطاها السياسي جعلها معروفة لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية، وقد استفادت بفضل هذا النشاط حيث حصلت على منحة دراسية في فرنسا لمزاولة دراستها في الطب، وتابعت: «أنا فخورة بما يحدث اليوم في تونس، فقد ناضلت شخصيا من أجل حرية التعبير عن الرأي والحلم أصبح حقيقة اليوم».

من ناحية أخرى، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته لتونس الخميس الماضي بتجربة تونس السياسية، ووعد بدعمها، وقال في كلمته التى ألقاها في مجلس نواب الشعب التونسي: «إن تونس فندت مقولة أن الإسلام لا ينسجم مع الديمقراطية»، كما أعلن ماكرون عن تعزيز تعليم الفرنسية في تونس من خلال إعطاء دفعة للفرانكفونية في تونس، ومضاعفة عدد متعلمي الفرنسية خلال سنتين.

وفتحت تصريحات ماكرون عن الفرانكفونية جدلا آخر في مواقع التواصل الاجتماعي بشأن هوية البلاد و النفوذ الفرنسي فيها، فقد دشن نشطاء على فيسبوك مجموعة هاشتاجات، صبت جميعها في خانة انتقاد تلك التصريحات، إذ رأى البعض أن هذه الزيارة تدخل ضمن سياق الهيمنة الثقافية الفرنسية الممتدة من الحقبة الاستعمارية.

وتحتل اللغة الفرنسية المرتبة التاسعة عالميا، ويتحدث بها نحو 30% من سكان العالم.

ونقلت «BBC» وصف مغردون لخطاب ماكرون الأخير بالبرغماتي قائلين إنه لجأ إلى كل الأساليب للتأثير على المشاعر، إلا أنه بخطابه ساوم التونسيين واستغل وضعهم الاقتصادي المتدني، على حد تعبيرهم، وأعاب آخرون على الحكومات التونسية بعد الثورة السياسات الخارجية التي تنتهجها مع فرنسا، وطالبوها ببناء علاقات قوامها الندية وتحرير البلادمن التبعية الاقتصادية والثقافية.

وبينما تساءل بعض التونسيين عن مدى جدية فرنسا في دعم الديمقراطية في بلادهم، استنكر آخرون التدوينات المشككة في قوة العلاقات بين البلدين واتهموا ما وصفوه بالصفحات المؤدلجة بالوقوف وراءها، وقد تداول تونسيون بكثافة مقاطع مصورة أظهرت مجموعة من التونسيين وهو يتحلقون حول ماكرون ويطالبونه بمنحهم تأشيرة إلى فرنسا الأمر الذي أثار حفيظة البعض ممن وصف المشهد بالمهين.

شارك الخبر على