الأردن خسارة ٢٠٠ كتاب قيّم في خزانة الجاحظ في حريق مدفأة

أكثر من ٦ سنوات فى سي إن إن

عمّان، الأردن (CNN) -- لم يستطع الأردني هشام المعايطة أن يخفي تأثره خلال حديثه عن احتراق خزانة الكتب الخاصة بمكتبته الشعبية الشهيرة " خزانة الجاحظ" القابعة في قلب عمّان القديمة، ويعود تاريخ تأسيسها إلى أكثر من مائة عام.

المستودع الذي التهمته نيران مدفأة تركها المعايطة لدقائق إلى جانب "قط" التجأ إليه هربا من البرد القارص تعثر بها قبل يومين، يضم آلاف الكتب والدوريات القديمة بنسخها الأصلية، والتي شكلت كنزا لطلاب العلم والباحثين والقراء، ومرجعاً متاحاً للجميع .

ويقول المعايطة 62 عاماً، الذي ورث المكتبة عن والده وجده، إن الحريق ليس هو الأول الذي يأتي على جزء من مخزون المكتبة الأقدم في عمّان، والتي انتقلت من محافظة الكرك الأردنية التي ينتمي لها، ومن بعدها إلى القدس العام 1921، ولاحقاً إلى عمّان منذ "النكبة" في العام 1948.

ويقول المعايطة لـCNN بالعربية، إن خزانة الجاحظ أو ما يسميها بخزانة التزويد، كانت تضم كتبا قيّمة ومصاحف، إضافة إلى 10 آلاف رواية للمبادلة، بما في ذلك طبعات من كتب نادرة لكل بلد، كطبعات للعراق والنجف وطبعات حيدرية وطبعات للقدس منذ العام 1910 .

وبحزن لافت ، قال المعايطة إن نحو 200 كتاب قيّم من كتب التراث العربي خسرها في الحريق، من بينها طبعات أولى لمجلة المتقطف المصرية ومجلة العربي وطبعة الملك فؤاد من رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، وطبعة بيت المقدس من مجلة "النفائس العصرية" التي تعود لنحو 150 عاما ومنذ زمن العثمانيين.

وأسهمت خزانة الجاحظ في إتمام عدة رسائل جامعية وأبحاث، إذ أشار المعايطة إلى أن باحثة استعارت منه العدد الأول من مجلة "منيرفا اللبنانية" قبل 20 عاماً، لكتابة بحث عن الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل المعروف بـ"عرار"، حيث ضمت المجلة مقالات للشاعر، إلا أنها ذهبت في الحريق.

ونوه المعايطة أن المستودع لم يكن يضم أية "مخطوطات"، وأنها جميعها اشترتها مؤسسات ثقافية عديدة كمكتبة الجامعة الأردنية، ومؤسسة آل البيت، وجامعة آل البيت.

واشتهرت مكتبة "الجاحظ" بتأجيرها للكتب بأنواعها بدينار أردني ( أقل من دولار ونصف) وبتبديل الكتب، وأيضاً بتزويد الباحثين والمثقفين بنسخ من مراجع ودوريات نادرة، وأعداد أولى من مجلات مشهورة.

واحترقت الخزانة العام 1947 المرة الأولى، فيما تلقت دعماً ملكياً لتجديدها ، كان أحدثه الخميس، بحسب ما أعلنت إذاعة وموقع "هلا أخبار" التابعة للقوات المسلحة الأردنية، وأكده المعايطة.

وأضاف المعايطة :" جلالة سيدنا تابع المكتبة ..هذه ثالث إرادة ملكية بدعم خزانة الجاحظ."

وأثار الحريق ردود فعل عديدة محلياً، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وبين أوساط مثقفين، وأكد المعايطة أن "خزانة الجاحظ" ستبقى موجودة ، واصفاً إياها بمكتبة الفقراء.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على