في ميلاده ٥٨.. «لوف» المونديالي الذي أعطاه كلينسمان قبلة الحياة

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

يحتفل اليوم السبت، يواكيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني، بعيد ميلاده الـ58، حيث إنه ولد في الثالث من فبراير لعام 1960، بمدينة شوناو الواقعة بمنطقة الغابة السوداء (شفارتس فالد) في ولاية بادن فورتمبرج جنوبي غربي ألمانيا، وهو أكبر إخوته الأربعة.

لوف الذي يناديه جمهور المنتخب الألماني «المانشافت» باسم «يوجي»، حصل عام 1977 على الشهادة المتوسطة، وأنهى بعد ذلك تدريبا مهنيا بمجال تجارة الجملة والتجارة الخارجية، والتحق خلال نفس الفترة بالخدمة الكنسية.

لوف تزوج في عام 1986 من دانييلا بعد أن التقيا في عام 1978، وانفصلا بعد زواج دام أكثر من 30 عامًا، ولم يرزقا فيها بأطفال، لكن لم يتم الحديث بعد عن تحديد موعد للطلاق.

مسيرة متواضعة كلاعب

بدأ يواكيم لوف مسيرته الكروية في 1978 مع فريق الدرجة الثانية نادي فرايبورج، وعاد إلى النادي مرتين (1982، 1985)، وفي سنة 1980 انضم لوف إلى نادي شتوتجارت في الدوري الألماني الممتاز، ولكنه واجه صعوبات ولعب أربع مباريات فقط (ولم يسجل أهدافا)، على الرغم من أن مركزه لاعب خط وسط. 

وفي موسم 1981-1982 لعب لوف لنادي آينتراخت فرانكفورت (24 مباراة وسجل خمسة أهداف)، لكنه عاد إلى فرايبورج في العام التالي، وفي موسم 1982-1983 سجل 8 أهداف (من 34 مباراة)، وفي موسم 1983-1984 سجل 17 هدفا (من 31 مباراة) في دوري الدرجة الثانية الألماني، وبعد ذلك عاد إلى دوري الدرجة الأولى مع نادي كارلسروه، ولكنه مرة أخرى لم ينجح، وسجل هدفين فقط في 24 مباراة. 

ولاحقا عاد يواكيم لوف إلى ناديه فرايبورج واستمر معهم أربع سنوات (لاعبا 116 مباراة ومسجلا 38 هدفا)، ثم اختتم لوف مسيرته في سويسرا، حيث لعب لنادي إف سي شافهاوزن (1989-1992) ونادي فينترتور (1992-1994).

وعلى الصعيد الدولي لعب يواكيم لوف أربع مباريات مع منتخب ألمانيا لكرة القدم للشباب تحت 21 سنة، ولم يلعب مع المنتخب الألماني الأول، وهذا يوضح ضعف السيرة الذاتية للوف عندما كان لاعبا.

لوف المدرب

اتجه يواكيم لوف بعد الاعتزال مباشرة إلى التدريب حيث إنه كان يريد أن ينجح في هذا المجال فتولى تدريب نادي فينترتور، بعدها تحدث معه المدرب الكبير لرولف فرينجر من أجل أن يكون مساعدا له خلال توليه تدريب نادي شتوتجارت بعدها جاء عرض للمدرب فرينجر فاضطر إلى ترك النادي مما جعل الإدارة الفنية للنادي تختار وتجازف ببلوف من أجل القيادة الفنية للفريق وبالفعل استطاع أن يفوز بكأس ألمانيا والوصول إلى المباراة النهائية في كأس الكؤوس الأوروبية.

بعدها سافر يواكيم لوف إلى تركيا بعد تلقيه عرضا من نادي فنربخشة عام 199 لكن لم تدم المدة طويلة فانتقل إلى نادي كارلسروهه ولكنه أيضا ترك الفريق بسبب العروض السيئة، وفي عام 2001 تولى تدريب نادي أداناسبور ولكنه أقيل بسبب النتائج أيضا، بعدها انتقل إلى الدوري النمساوي وفاز ببطولة الدوري النمساوي تيرول أنسبروك ولكنه ترك الفريق في نفس العام بسبب إفلاس النادي، وبعدها لم يتلق لوف أي عروض لمدة سنتين ولكن بعدها جاءت النقلة التي ينتظرها.

قبلة الحياة من كلينسمان 1

كان لوف زميلا لـيورجن كلينسمان في كلية الرياضة بمدينة هنف حينما كان الاثنان يدرسان للحصول على رخصة التدريب، وعندما تولى كلينسمان قيادة منتخب ألمانيا خلفا لرودي فولر عام 2004 اختار لوف ليكون مساعدا له كأس العالم الذي سيقام في ألمانيا عام 2006، وخلال بطولة القارات وكأس العالم قدما مع المنتخب الألماني أداء ممتع في معظم مبارايات البطولتين وفاز المنتخب الألماني بالمركز الثالث في البطولتين.

وتقول مجلة كيكر الألمانية، إن سبب اختيار كلينسمان له هو إعجابه الشديد بطريقة شرح لوف للعب بأربعة مدافعين عندما كانا معا في كلية الرياضة، حيث استطاع لوف أن يشرح في دقيقتين مزايا اللعب بأربعة مدافعين.

وقبل أسبوعين من انطلاق كأس العالم في ألمانيا قام لوف بإعطاء المدافعين آنذاك (فريدريش، ميرتيساكر، ميتسلدر، ويانسن) درسا عمليا في هذه الطريقة، موضحا لهم أهمية التعامل وبسرعة مع تغير انتقال الكرة يسارا ويمينا وإلى الخلف وإلى الأمام، كما درس لوف أبجديات الدفاع الجماعي في المنطقة (تعطيل الهجوم والإبعاد خارج المنطقة واختيار اللحظة والسرعة المناسبة)، وفقًا لمجلة كيكر.

قبلة الحياة من كلينسمان 2

لوف وفي أعقاب بطولة كأس العالم 2006، أعلن كلينسمان عدم تجديد العقد، ليتولى يواكيم لوف تدريب المنتخب الألماني، ليقود لوف المانشافات ويصبح مثار إعجاب العالم، وصار عنوانا لكرة القدم الفخمة، عبر أقدام لاعبين مثل كروس، أوزيل، رويس، جوتزه، دراكسلر، بواتينج، خضيرة وهوميلس وغيرهم.

كما أن لوف شارك في تطوير جيل ذهبي، يقف على رأسه أسماء مثل شفاينشتايجر، وفيليب لام، وقام بتطوير أداء المنتخب الألماني إلى الناحية الهجومية قولا وفعلا، ويشير لوف دائما وأبدا إلى نموذج الكرة الإسبانية كطريقة مثالية للعب متمثلا في التمريرات القصيرة المتقنة للاعبين على أعلى مستوى تقني مثل تشافي هيرنانديز وأندرس أنيستا.

حقق يواكيم لوف خلال أول عامين حتى بطولة أوروبا نتائج إيجابية كبيرة وفي بطولة الأمم الأوروبية قدم المنتخب الألماني الكثير من الحلول الهجومية جعلته يدخل المربع الذهبي للبطولة بل العكس وصل المنتخب الألماني إلى المباراة النهائية بعد الفوز على منتخبات البرتغال وتركيا في الأدوار الإقصائية، ولكن في نهاية البطولة خسر 1-0 من المنتخب الإسباني.

وفي كأس العالم 2010 تغيرت ملامح المنتخب الألماني من حيث الأفراد وصعد يواكيم لوف بمجموعة جديدة من الشباب مثل خضيرة وأوزيل ومولر وقدم مباريات رائعة واكتسح كلا من الأرجنتين وإنجلترا بالأربعة ودخل المربع الذهبي ولكنه خرج على يد المنتخب الإسباني.

وفي عام 2012 واصل لوف العروض الأوروبية القوية في بطولة الأمم الأوروبية ووصل إلى الدور قبل النهائي ولكنه خرج على يد المنتخب الإيطالي.

وفي عام 2014 استطاع يواخيم لوف أخيرا أن يصنع الإنجاز والفوز بكأس العالم في البرازيل بعد تقديم أداء كبير وممتع واستطاع أن يقدم مباراة العمر أمام المنتخب البرازيلي في الدور قبل النهائي والفوز بنتيجة 7-1، واستطاع الفوز في المباراة النهائية على المنتخب الأرجنتيني بنتيجة 1-0.

بعدها وفي 2016 قدم مستوى جيدا في بطولة الأمم الأوروبية ولكنه خرج من الدور قبل النهائي على يد صاحب الجمهور والأرض فرنسا بنتيجة 2-0.

وتشير الأرقام إلى أن يواكيم لوف خاض مع منتخب ألمانيا 158 مباراة، فاز في 106 وتعادل 29 وخسر 23، مسجلا 387 هدفًا بينما استقبلت شباكه 146، وبلغت نسبة فوزه 67.09%.

وحصل لوف على العديد من الجوائز وتم تكريمه بأشكال عديدة، فقد حصل على وسام الاستحقاق الألماني، ومنحته بلدته "شوناو" في منطقة الغابة السوداء لقب "المواطن الفخري"، كخامس شخص يحصل على هذا اللقب في تاريخ تلك البلدة، وأطلق اسمه على ملعب فريق شوناو ليصبح ملعب "يوجي لوف".

وفي عام 2015 حصل على جائزة الإعلام الألماني، وفي حفل الجائزة تحدث لوف 12 دقيقة دون أن يقرأ من ورقة وكانت لحظات رائعة، حسب وصف صحيفة بيلد آنذاك، حيث كان الحديث عن كرة القدم أقل بينما كثر حديثه حول القيم والتسامح والاحترام والحرب والأزمات في العالم.

أما إنجازات لوف من حيث البطولات فسنجد أنه فاز مع فريق شتوتجارت بكأس ألمانيا، وبطولة الدوري النمساوي مع نادي إنسبروك، ومع المنتخب كأس العالم 2014 وكأس القارات 2017، ودائما منذ أن تولى تدريب المنتخب الألماني ما يكون لوف في المربع الذهبي لأي بطولة قارية أو في كأس العالم.

شارك الخبر على