مجلة أمريكية تكشف أسباب تغير موقف ترامب من الأزمة الخليجية

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

سلطت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، في تقريرها اليوم السبت، الضوء على موقف ترامب الأخير من الأزمة الخليجية، قائلة: إنه "أصبح يميل إلى قطر بدلاً من السعودية ودول المقاطعة الأخرى".

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه في يونيو 2017، قامت كل من الرياض وشركاؤها بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، أما بالنسبة للقوى الدولية فقد لا تكون جميع ردود الفعل مقبولة، خاصة بالنسبة لمعظم المراقبين الأمريكيين، حيث يعتبرون أن أكثر التحديات الأمنية عمقا في العالم العربي تتمثل في التهديد الخارجي من إيران والداخلي من قبل القوى السياسية الإسلامية (السنية)، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، والتي تفضل السعودية والإمارات والبحرين مواجهتها، في حين تحاول قطر التعاون معهم.

وفيما يتعلق بإيران، فإن الدوحة لا تملك خيارات متعددة: فهما أكبر دولتان يتمتعان بحقول الغاز الطبيعي في العالم، الأمر الذي يعتبر أساس ازدهار وبقاء قطر.

ونظرًا لصغر دولة قطر، فمن شأن العداء مع طهران أن يضع مستقبل الدوحة في خطر، وفي ظل هذه الظروف، يصعب على الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أو حكومة بلاده، قطع العلاقات مع نظرائه في إيران، أما المملكة العربية السعودية فليست بحاجة للتعاون معهم، ونتيجة لذلك، يتبع كلا البلدين سياسات مختلفة.

وأوضحت "ناشونال إنترست" أن موارد قطر الكبيرة من الطاقة تجعل أمنها شيئًا مهمًا استراتيجيًا بالنسبة للولايات المتحدة، فأكثر من نصف صادرات البلاد من الغاز الطبيعي تذهب إلى حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، فضلاً عن استعداد الدوحة لاستخدام ثروتها من الطاقة لتغطية حصة كبيرة من نفقات قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية.

وتابعت أن الحوار الاستراتيجي الأخير بين الولايات المتحدة وقطر أسفر عن 3 اتفاقيات ثنائية، كان بعضها بمثابة جهود قطرية لمعالجة المخاوف الأمريكية القديمة من أجل تسهيل تبني الولايات المتحدة قضية الضغوط التي تواجهها الدوحة من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.

وذكر بيان رسمي للحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر، وهو نص تفاوضي أقرته الحكومتان صراحة، بأن الولايات المتحدة أعربت عن استعدادها للعمل مع قطر لردع ومواجهة أي تهديد خارجي يضر بسلامة أراضيها، ولا يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة.

إلا أن هذا البيان المشترك ليس ميثاق، أي أنه لا يوجد أي التزام قانوني، ولكن هذا الإعلان السياسي يوضح أن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن قطر ضد أي هجوم.

وفي سلسلة اللقاءات التي عُقدت مؤخرًا هذا العام، اتفقت الولايات المتحدة وقطر على اتفاقية طيران تفصح بموجبها الخطوط الجوية القطرية عن بيانات تمويلية مفصلة، وتكشف عن العقود مع المؤسسات الأخرى المملوكة للدولة في الأعوام المقبلة.

ويهدف هذا لمواجهة الانتقادات من شركات الطيران الأمريكية الرئيسية بشأن المساعدات غير العادلة التي تقدمها الدول الخليجية لشركات الطيران الخليجية، وقد لقي ذلك ترحيبًا من شركات الطيران الأمريكية، إذ وصف إد باستيان، المدير التنفيذي لشركة دلتا، الاتفاق بأنه - خطوة أولى قوية في عملية تهدف لتحقيق الشفافية والمسائلة التجارية، بحسب المجلة.

كما وقّعت الحكومتان الأمريكية والقطرية في آخر الاجتماعات أيضًا مذكرة تفاهم حول مكافحة الاتجار بالبشر، إلى جانب إعلان مشترك بخصوص المصالح الأمنية المشتركة، والتزمتا كذلك بعقد الحوار الاستراتيجي بصورة سنوية.

وسارعت قطر كذلك بإعلان دعمها للاقتصاد الأمريكي، حيث قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في واشنطن هذا الأسبوع: إن "بلاده تستثمر 100 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، من بينها 10 مليارات في مجال البنية التحتية، وهو المجال الذي غالبًا ما يصفه الرئيس ترامب كأولوية".

بدوره صرح دومينيك دودلي، الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر للالتفاف على الحصار الاقتصادي والسياسي الذي فرضه عدد من حلفاء البلاد السابقين في المنطقة فعالة، وذلك في ظل تأكيد الولايات المتحدة الآن على دعمها للدوحة، فيما تواصل دعوتها كافة الأطراف للتوصل إلى تسوية، مضيفًا أن تلك الجهود تؤتي ثمارها بالفعل.

كانت قد أعلنت مصر والبحرين والإمارات والسعودية، مقاطعة "دولة قطر"، وأوقفت جميع العلاقات الدبلوماسية معها، لدعم الأخيرة للإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، بينما رفضت الدوحة تلك الاتهامات وتحركت سريعًا لتعميق علاقاتها مع البلدان الأخرى في المنطقة -مثل إيران وعمان وتركيا، بما في ذلك الولايات المتحدة.

شارك الخبر على