الكاتب الصيني "فانغ ينغ ون" ألف ليلة وليلة خففت عنى أوقاتاً عصيبة
ما يقرب من ٩ سنوات فى أخبار اليوم
غالبًا ما يهوى المرء قراءة الكلمات التي تشبهه، تعبر عنه وتعكس مشاعره والأفكار التي تدوي في رأسه، عندما التقى بالُكُتاب الذين ترجمت نصوصاً، مقالاتهم وقصصهم القصيرة لهم، أشعر كأنني أعرفهم من قبل أو كنت أتحدث معهم لوقت طويل.
قابلت 4 كتاب، أجريت حوارين مع كاتبتين عبر البريد الالكتروني، وراسلت العشرات من الكتاب الصينيين، وفى كل مرة يحدث معي الشيء نفسه. لكن هذه المرة اختلف الأمر بعض الشيء، عندما قابلت الكاتب الصيني الكبير، فانغ ينغ ون، وهو كاتب صيني معاصر وخطاط، ولد عام 1958، تخرج في قسم اللغة الصينية وآدابها بجامعة شي بيى، وهو عضو في جمعية اتحاد الكتاب الصينيين. من أشهر أعماله رواية " الزهور المتساقطة"، و"الحديقة الخلفية".
تعرفت على الكاتب فنغ ينغ ون فى المرة الأولى من خلال قصة ترجمتها له بعنوان «لغة الشمس»، وحينها راسلته لأطلب منه ترجمتها، كان فانغ ينغ ون متحمساً جدًا منذ اليوم الأول لمرسالتى له، ففى إحدى مكاتبتنا أرسل لي لوحة فنية بخطه الصيني الجميل والتي كان مضمونها:
"السيدة المحترمة مي،
سعدت كثيرًا برسالتك، وشعرت أن أوراق الشجر المتساقطة بفعل الخريف، هي ميدالية ذهبية أحضرتها لي.
أرحب بك لتأتى إلى مدينة شى آن، فهنا أماكن أثرية كثيرة، وهنا أيضًا يعيش كتاب وفنانون صينيون مشهورون، متأكد أنهم سيكونون مسرورين لرؤيتك.
تحياتي،
فانغ ينغ ون "
ولأن المرء دائما لا يعرف ما ينتظره في المستقبل، ولا يدرى ما الفرص التي قد تمنحها الحياة له، جاءت فرصة على غير المتوقع للذهاب إلى مدينة شي آن، وهى عاصمة مقاطعة شان شي وسط الصين، واحدة من أعرق المدن الصينية، وكانت واحدة من العواصم السبع للصين في القدم.
عند وصولي إلى شي آن اتصلت بالكاتب فنغ ينغ ون، وحددت معه موعداً في اليوم التالي، في الصباح عندما نظرت من النافذة وجدت الثلج يفترش الأرض ببياضه الناصع، ورغم برودة الطقس لم أشعر به، لأن الحماسة كانت هي المسيطرة حينذاك.
عند الموعد المحدد وصل الكاتب فانغ ينغ ون، وكان يحمل بيديه فطيرة صغيرة، قال إنه اشتراها لى خصيصا من شارع خوى مين، (هو من أهم الشوارع الموجودة في شي آن، مليء بالمطاعم الصينية الإسلامية)، لأنه خشي إن لم يتح أمامي وقت لتناول الإفطار.
دام اللقاء ساعة، تحدثت مع الكاتب حول الأدب الصيني، وأعماله، وعن مدينة شي آن.
فور عودتي من رحلتي إلى مدينة شي آن بالصين، وبعد لقائي بالكاتب الكبير فانغ ينغ ون، فوجئت أن العديد من الصحف الصينية قد تناقلت خبر لقائي مع الكاتب فانغ ينغ ون، انقل لكم ما كتُب على المواقع وفى الصحف الصينية، وخاصة موقع اتحاد كتاب مقاطعة شان شي، والذي ورد فيه التالي:
التقى الكاتب الكبير فانغ ينغ وين مؤلف قصة " لغة الشمس"، ونائب رئيس اتحاد الكتاب الصينيين بمقاطعة شان شي، بالمترجمة المصرية مي عاشور والتي ترجمت قصة" لغة الشمس" إلى العربية. تخرجت مى عاشور من قسم اللغة الصينية وآدابها بجامعة القاهرة.
مي عاشور هي واحدة من قراء الكاتب الكبير فانغ ينغ ون، وقد اختارت اسم :" ماى" ليكون اسمها باللغة الصينية، وهذا الاسم موجود فى رواية "الزهور المتساقطة" الكاتب الكبير فانغ ينغ ون". راسلت المترجمة مى الكاتب فانغ ينغ ون، وحصلت على حقوق ترجمة قصة:" لغة الشمس"، وعندما أتت إلى شي آن طلبت لقاءه، أهداها الكاتب الكبير فانغ ينغ ون بعضا من أعماله، وكتب لها إهداء خاصا بالخط الصيني على كتابه"تانغ ماي"، والذي كان كالتالي:
الأستاذة مي :
عندما علمت بخبر حضورك إلى مدينة شي آن فرحت كثيرًا! وكتبت إليك هذه الكلمات :" تساقط الثلج بحضور ماى"، فهذه المرة الأولى يتساقط فيها الثلج في مدينة شي آن هذا العام، كلمة ماى تحمل معنى زهرة البرقوق باللغة الصينية، وهى زهرة جميلة الشكل واللون تتفتح في الشتاء والجو قارص البرودة، وهو أيضًا اسم بطلة روايتي "الزهور المتساقطة".
"ماى تانغ" هو كتاب قصصي يضم 25 قصة قصيرة متميزة للكاتب فانغ ينغ ون، ومن أبرزها :" لغة الشمس"، "يأس"، الزعيم ماو يأتي إلى قريتنا"، و"وداع"، تمتعت هذه القصص بشهرة واسعة، وأذيع منها في الإذاعة، نشر بعضها في كتب لمجموعات قصصية متنوعة، وأصبح بعض منها ضمن النصوص الدراسية.
قال الكاتب الكبير فانغ ينغ ون أن مصر والصين بلدان تتمتعان بحضارة وتاريخ عريق، ويملكان كنوزا من الأدب والتراث، كما أضاف أنه قرأ "ألف ليلة وليلة"، وأنها كانت تخفف عنه بعض الأوقات العصيبة التي مر بها، بل وأنها أثرت في بعض أعماله.
سعيدة جدا بتجربة لقائى بالكاتب لفانغ ينغ ون، فقد أذهلني تواضعه، فرغم مشاغله وسوء الطقس، جاء خصيصا لرؤيتي، فالتواضع هو السمة السائدة للكتاب الصينيين.