٥ قضايا يتناولها مسلسل «أبو العروسة».. أبرزها «الإرهاب» و«الطلاق»

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

تواصل شبكة قنوات «DMC» عرض حلقات مسلسل «أبو العروسة»، الذي ينتمي إلى الدراما العائلية، التي يفتقدها المشاهدون منذ زمن بعيد، وحاجتهم إلى عمل، يتحدث عنهم عن مشاكلهم وهمومهم، بعيدًا عن الأعمال التي تكرس للبلطجة ومشاهد الدم والقتل والعلاقات الخارجة عن الزواج والألفاظ الخارجة، ومع اقتراب النصف الأول من المسلسل، الذي رسخ العديد من القيم الاجتماعية، الذي يحاول أن يجد حلولًا لكل مشاكل الطبقة المتوسطة، التي لم تعد ممثلة فى الدراما، إذ يرصد التغيرات التي حدثت لتلك الطبقة، وكيف تغيرت البيوت المصرية، ونرصد فى السطور التالية أبرز القضايا التي يناقشها المسلسل، الذي نجح في لم شمل الأسرة المصرية..

الكرة تجمع المصريين

ركز مسلسل «أبو العروسة» على أهمية كرة القدم بالنسبة للمصريين، وبصفة خاصة مباريات المنتخب المصري، على مدى قدرتها على توحيد الجميع، لا يوجد هناك أهلاوى وزملكاوى؛ فالجميع مصريون يجلسون على نار من أجل تشجيع وطنهم، ويرددون كلمة واحدة «يا رب»، وعندما يكسب المنتخب تجتاح الفرحة جميع البيوت، وتمتلئ الشوارع بالشعب، لا فرق بين مسلم ومسيحي، أو بين فتاة وولد، فالجميع يهتف ويقول «مصر».

رصدت الحلقة الرابعة عشرة من المسلسل مباراة تأهل المنتخب المصري لكأس العالم 2018 في روسيا، التي انتهت بفوز مصر على الكونغو بهدفين مقابل هدف، ونقل «أبو العروسة»، كيف تابعت كل الطبقات هذا الماتش الهام، على المقاهي الشعبية، التي تواجد بها الفنان سيد رجب وأقاربه، وداخل المنازل البسيطة تتجمع الأسرة أمام التليفزيون حتى من ليس يعلم شيئًا عن الكرة، وعلى المقاهى الغالية، فكانت الفرحة والترقب والأمل بتأهل المنتخب للكاس واحد؛ فلا فرق بين غني وفقير فى هذه اللحظات، ومع فوز المنتخب فى آخر الحلقة كان اللاعب محمد صلاح هو نجم الحلقة، حيث ظل الجميع يردد اسمه.

الطلاق والتفكك الأسري

تأتي القضية الأبرز التي يتبناها المسلسل هى التفكك الأسري، الذي يعانى منه المجتمع، وأن الاختيارات الخاطئة فى شريك الحياة وعدم التوافق الاجتماعي والتعليم يكون نهايته الطلاق، الذي يؤثر بالسلب على الأبناء، لأنهم هم المشتتون بين الأب والأم، ويعانون من أزمات نفسية نتيجة شعورهم بعدم الأمان، وتم تناول ذلك من خلال عائلة نرمين الفقي ومدحت صالح، اللذين وصلا إلى طريق مسدود، وتظهر أنانيتهما الشديدة فى تخطيط كل منهما لحياته دون التفكير فى ابنتهما.

تجسد «الفقي» دور دكتور على درجة عالية من العلم والثقافة، متزوجة من الفنان مدحت صالح، الذي لم يكمل تعليمه، وتقع بينهما العديد من الأزمات والمشاكل، نظرًا لبعدهما عن بعضهما، ولديهما ابنة تدعى «مريم» تدرس فى الخارج، وظهرت فى الحلقات الأولى قيام زوجها بخيانتها، وهى على علم بذلك، لكنها مستمرة فى الحياة معه، حتى لا تخسر ابنتها، فكل ما تحلم به أن تزوج ابنتها، وبعد ذلك تطلب الطلاق لتتخلص من الألم، الذي يتسبب فيه زوجها.

صراع الحموات

يعد مشهد التقدم للخطبة ومراسم الزواج والعادات والتقاليد التي تتبناها كل أسرة، أحد أبرز الموضوعات، التي ركز عليها مسلسل «أبو العروسة»، وما الأسس التي يتم الاختيار على أساسها، وأهمية التوافق الاجتماعي والمستوى العلمي والثقافي هو أحد أسباب نجاح أغلب البيوت المصرية، وهذا تم تجسيده فى أكثر من نموذج، أحدهم قائم على الحب، والآخر قائم على المصلحة والطمع.

لعل أبرز المشاهد، التي حققت نسب مشاهدة مرتفعة على موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب»، هو قدوم أهل العريس عائلة الفنان أحمد صيام لخطبة ابنة الفنان سيد رجب، ليدور مشهد يتكرر داخل أغلب البيوت المصرية، حين ترى والدة العريس، أن الفتاة التي يريد أن يتزوجها ابنها ليست على المستوى الاجتماعي المطلوب، فتتعالى عليهم في الحديث، لكن الأم ترد عليها حتى لا تكسر قلب ابنتها، واعتبره المشاهدون أنه درس في كيفية قهر الحماوات المتعجرفات.

الإرهاب والشهداء

لم يغفل مسلسل «أبو العروسة» القضية التي تهدد أمان وطننا هى الإرهاب، الذي نحاربه منذ سنوات، والذي راح ضحيته الآلاف من خير أجناد الأرض، فداخل كل بيت مصري قصة تحكيها الأسرة عن فقدان شخص غال، إذ رصد المسلسل الإرهاب فى سيناء ورفح من خلال (خالد) -الفنان الشاب أحمد سامي- الذي أستشهد أثناء خدمته فى رفح، ونقل العمل كل مشاهد الحزن والألم التي يشعر بها الآباء والأمهات بعد فقدان أبنائهم.

تفاعل المشاهدون مع لقطات الجنازة، وكيف أنها لخصت كل آلام الحسرة والفراق، وكان هناك ظهور خاص للفنان عايدة فهمي، التي قامت بدور أم الشهيد، التي وجهت رسالة صامدة للإرهابيين، وعبرت عن مشاعرها بصدق شديد، بينما قال المخرج كمال منصور، فى تصريحات صحفية، «من أصعب المشاهد التي تم تصويرها في المسلسل (مشهد الجنازة) حيث تواجد في مقابر حقيقية في المنصورية منذ الساعة الخامسة صباحًا، ومعه نحو 600 كومبارس، لتصوير ذلك المشهد المهيب».

الأباء والأبناء

وأخيرًا، يحاول المسلسل بطريقة سهلة وبسيطة تعليم المشاهدين كيف يمكنهم التعامل مع أبنائهم، وذلك من خلال العديد من المواقف بين أبطال «أبو العروسة»، ويرسخ لأن الحديث هو أفضل طريق لحل أى خلاف، مشدد على ضرورة خلق لغة حوار بين الأب أو الأم والأبناء، وأن يكون هناك نوع من الصداقة حتى لا يشعر الطرفان بفجوة كبيرة فى التعامل والتفكير.

يذكر أن المسلسل من تأليف هانى كمال، وإخراج كمال منصور، وإنتاج سكوير ميديا للمنتجين منى قطب وإبراهيم حمودة، بعد تعاونهما سابقًا في مسلسل «ليلة»، الذي تم عرضه العام الماضي بطولة رانيا يوسف ومكسيم خليل.

شارك الخبر على