«ناشيونال إنترست» تدخل واشنطن بشؤون إيران الداخلية سيأتي بنتائج عكسية

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

تعد الاحتجاجات الأخيرة التي وقعت في إيران هي الأكثر خطورة على الحكومة الشيعية منذ عام 2009، حيث تمثل رغبة متزايدة من قبل الشعب في وجود تغيير جذري بالحكومة، وفي حال نجاح القوى السياسية فإن التهديد الذي تفرضه إيران على المنطقة سينخفض.

مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، قالت في تقريرها اليوم الأربعاء: إن "أفضل شيء يمكن للولايات المتحدة أن تفعله لتسهيل هذا الأمر هو السماح للشعب الإيراني بإصلاح بلده داخليًا، لأن الوصول إلى تغيير حقيقي في الحكومة الإيرانية، يجب أن يأتي بضغط من الداخل دون أي مساعدة من الدول الخارجية".

ويعتقد الكثيرون في إيران أن هذا الأمر سيساعدهم وسيكون بداية لنهاية عزلتهم، وتحسين مستويات معيشتهم، ووضع حد لمعاداة أمريكا في طهران.

فعلى الرغم من الخطابات العدائية ضد الولايات المتحدة من قبل المتشددين، فإن المزيد من السكان الإيرانيين، وخاصة بين الشباب، ينظرون إلى أمريكا بشكل إيجابي - ففي أواخر عام 2017، لم يعد هناك عدد كبير من الإيرانيين الذين يدعمون فكرة أن أمريكا هي مصدر مشاكلهم. وبدلا من ذلك، ألقوا باللوم على الحكومة الفاسدة وغير الفعالة في طهران، بحسب المجلة.

وتابعت أن الجولة الأولى جاءت عندما وقت الاحتجاجات نتيجة ارتفاع أسعار العديد من السلع اليومية بما يتجاوز قدر المواطنين على التحمل - إضافة إلى أن المليارات التي ينفقها النظام على العمليات العسكرية في العراق وسوريا ولبنان، دفعت الشارع الإيراني إلى الغضب، حاملين لافتات كتب علبها "اتركوا سوريا وفكروا بأمورنا" و "الموت لحزب الله".

الاستياء الشعبي لم يأت من فراغ، ولكنه جاء نتيجة عجز الحكومة عن خفض البطالة و رفع الأجور، لكنها لا تزال تجد وسائل لإنفاق ما يقدر بنحو 15 إلى 20 مليار دولار سنويا على العمليات العسكرية في سوريا والعراق وحزب الله في لبنان، وفقًا لـ"ناشيونال إنترست".

وأوضحت "يجب على واشنطن أن تنتظر وتعرف أن الاحتجاجات تستغرق وقتًا طويلًا لإصلاح الأمور، لكن الأهم من ذلك، أن تعترف بأن هذه المسألة هي أمر داخلي، وأي محاولات لمساعدة المتظاهرين خارجيًا ستأتي بنتائج عكسية، ولذلك أفضل ما يمكن أن يحدث لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة هو أن تقوم الحكومة في طهران بإنهاء دعمها للإرهاب والحفاظ على تعهدها بعدم تطوير أسلحة نووية والدخول في نظام ديمقراطي وسلمي".

وحذرت المجلة من محاولة واشنطن الوصول إلى هذا الهدف باستخدام الوسائل العسكرية، كونه لن يسهل هذه النتيجة، ومن ثم، يتعين على الولايات المتحدة أن تعطي الشعب الإيراني الوقت اللازم لحل المسألة من تلقاء نفسه.

كانت قد شهدت إيران تظاهرات حاشدة احتجاجًا على الأزمة الاقتصادية، ورفضًا لسياسات حكومة الرئيس حسن روحاني، التى أسفرت عقب ذلك إلى وقوع أعمال عنف أدت إلى مقتل أكثر من العشرات وإصابة المئات.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على