تركيا أمريكا اختارت الحليف الخاطئ في سوريا

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

تمر العلاقات التركية الأمريكية بحالة من التوتر، وذلك منذ محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا في 2016، حيث تتهم أنقرة الولايات المتحدة بإيواء فتح الله جولن، المتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.

وزادت حدة التوترات مع بداية العملية التركية في عفرين شمالي سوريا ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، الذين تدعمهم واشنطن وتصنفهم أنقرة كجماعة إرهابية.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نشرت مقالًا لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، يشير فيه إلى خطأ الولايات المتحدة في التعامل مع الوضع في الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن "أوغلو" قوله: إن "الولايات المتحدة لديها العديد من المصالح في الشرق الأوسط، لكن تركيا لديها حدود على مسافة 800 ميل مع سوريا والعراق".

وأضاف بغض النظر عن ذلك، فكل من تركيا وأمريكا اشتركتا في محاربة تنظيم داعش، الذي يمثل عدوًا مشتركًا لهما، مؤكدًا أن الانتصار على "داعش" لم يكن يحدث دون مشاركة تركيا.

وتابع وزير الخارجية، في مقاله "أن تنظيم داعش فقد السيطرة على الأراضي بسوريا والعراق، لكنها لا تزال تحتفظ بالقدرة على إلحاق الضرر، حيث قامت السلطات التركية مؤخرًا بعمليات ضد التنظيم الإرهابي للقضاء على جهودها في إعادة الانتشار مجددا".

وأكد أن المسؤولين الأمريكيين أخبرونا بأن الولايات المتحدة تريد أن تبقى مشتركة في سوريا، وتحتاج إلى وجود جنود على الأرض لمنع بقايا "داعش" من تنظيم صفوفهم، لكن محاربة داعش لا يمكن ولا ينبغي أن تعني أننا لن نقاتل جماعات إرهابية أخرى في منطقتنا تهدد بلدنا وأمن مواطنينا.

وأضاف "أوغلو" "لقد وصلنا إلى طريق مسدود مع اختيار الولايات المتحدة للشريك المحلي في هذه الحرب: وهي وحدات حماية الشعب الكردية".

وأشار إلى أن تلك الجماعات قد تبنت أسماء مختلفة وطورت هياكل ملتوية، لكن ذلك لا يغير من واقعها، حيث يقودهم نفس الكوادر، ويتدربون في نفس المخيمات، ويشتركون في الهياكل التنظيمية والعسكرية، ويستخدمون نفس أدوات الدعاية والموارد المالية، بحسب نيويورك تايمز.

ويتولى حزب العمال الكردستاني، توجيه وحدات حماية الشعب الكردية، ويتم تدريب انتحاريين في معسكرات وحدات حماية الشعب في سوريا.

وأكمل "يؤسفنا أن إرهابيي وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني الموجودون لدينا وفي العراق وسوريا، يمتلكون أسلحة وتدريبات تقدمها الولايات المتحدة، فالأسلحة التي صادرتها قواتنا الأمنية من إرهابيي حزب العمال الكردستاني كانت تتزايد بشكل كبير من حيث العدد والتطور".

وتابع أن تقوم دولة عضو في حلف الناتو بتسليح منظمة إرهابية تهاجم حليف آخر في الحلف، هو خرق أساسي لكل قواعد الحلف، وهو شذوذ في السياسة العامة يحتاج إلى تصحيح"، مضيفًا "لا يساورنا شك في أن الولايات المتحدة ستشهد الضرر الذي تلحقه هذه السياسة بمصداقية حلف الناتو، وستصحح سياستها عن طريق وضع حلفائها ومصالحها طويلة الأجل أولا مرة أخرى".. "فالاعتماد الأمريكي على وحدات حماية الشعب هو خطأ، حيث تملك الولايات المتحدة بالفعل شريك قادر في تركيا".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على