من الأشهر اليوم؟

كتب - إيهاب محمد
​ما الذى يمكن أن تشى به النظرة العابرة إلى اللافتات والعناوين والتواريخ، فقط، فى حدث كبير مثل الدورة الـ 49 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب؟.. ما الذى يمكن أن تنتجه الإجابات على أسئلة بسيطة مثل: من، وما الذى يجمع بينها، وما هو القاسم المشترك بين الشخصيات التى اختيرت لتطلق أسماؤها على القاعات والأجنحة والمخيمات التى تقام فيها الأنشطة والفاعليات الثقافية والفنية للمعرض؟.. أسئلة أولية بسيطة قد ترد على ذهن أي من رواد المعرض، أو المتابعين فقط لأخباره.

يمكن باختصار شديد تقسيم رواد المعرض إلى نوعيات محدودة، فهناك من يذهب لشراء الكتب فقط، عناوين محددة، من دور نشر محددة، هناك من يذهب ليرى الجديد ويختار من بين ما لم يعرف بودوده من قبل، هناك من يذهب فقط لمتابعة النشاط الفنى والثقافى المصاحب، ولا يهتم كثيرا بالكتب وشرائها، وهناك من يذهب لعمل ما وهو غير معنى إلا بعمله ولا يعنيه المعرض بكل تفاصيله، وهناك من يذهب للنزهه والترفيه، كل واحد من هؤلاء قد يخطر بباله السؤال عن الأسماء المرفوعة أعلى القاعات والخيام وفى طرقات المعرض.

وأيا ما كان النشاط الثقافى والفنى الذى يذهب إلى رواد المعرض، وهى حصر: اللقاء الفكرى، المحور الرئيسى، ضيف الشرف، كاتب وكتاب، المئويات، الموائد المستديرة، ملتقى الشباب، المقهى الثقافى، السينما، المسرح المكشوف، الفنون، حفلات التوقيع، نشاط البادية المصرية، أنشطة الطفل، فسيقابل هذه العناوين: قاعة عبدالرحمن الشرقاوى، قاعة لطيفة الزيات، قاعة سيد حجاب، قاعة محمد أبوالمجد، مخيم فؤاد حداد، مخيم مكاوى سعيد، مخيم أحمد فؤاد نجم، مخيم يوسف شاهين، مسرح زكريا الحجاوى، مخيم الفنانة شادية، مخيم عبدالرحمن الأبنودى، مخيم الأزهر، مخيم الشيخ صديق بو عبعاب، وجناح الجزائر.

وفى أنشطة الطفل هناك: ركن بابا شارو - الورشة الفنية للطفل (1)، ركن فريدة عويس- الورشة الفنية للطفل (2)، ركن أبلة فضيلة: حفلات التوقيع، ركن مجدى عبدالرحيم: ورش الحكى والألعاب الشعبية، ومسرح محمد فوزى: العروض الفنية للطفل.

هذه هى الأسماء محل التساؤل المتوقع، ويمكن أن يكون من بين أهم هذه الأسئلة: ما المشترك بينها، ما فعلت فى حياتها وفى حياتنا لتستحق هذا التقدير، وهل هناك دلائل ما يمكن أن نخرج بها من مثل هذه الأسئلة؟

نلاحظ أن هناك 14 قاعة ومخيما، بالإضافة إلى جناج الجزائر - ضيف الشرف للدورة الحالية للمعرض- جميعها تحمل أسماء كتاب وفنانين وأدباء راحلين، بالإضافة إلى الأزهر - الجامعة والمشيخة- ونبدأ بالإجابة على سؤال: من هو الشيخ صديق بو عبعاب، (1935 – 1991)؟

هو أبو بكـر عبد العزيز مرسـي محمــد غيث البرهومي مـن قبيلة البراهمة، فرع أولاد خروف إحــدى قبـائل أولاد علي القاطنــة فى المنطقة الشمالية الغربية لمصر فى محافظات: مطروح والبحيرة والإسكندرية، ولد في منطقة وادي القمر بالإسكندرية ولقب بالشيخ صديق نسبة إلى اسمه أبوبكر، تيمنا بأبي بكر الصديق ثانى أول الخلفاء الراشدين، أما (بوعبعاب) فهو طائر الهدهد، وقد استخدم اللفظ كثيرا مؤلف جميع أغنيات "بوعبعاب" الراحل عبدالمنعم مرسي غيث البرهومي؛ والذي كان يطلق عليه أمير شعراء البدو، فى كلمات أغانيه كمرسال بينه وبين محبوبته، لمصداقيته وسرعة ترحاله وسفره، ومن ثم أطلق اللفظ على أبا بكر، أما لقب الشيخ فقد جاءه من كونه فقد بصره وهو في سن مبكرة من عمره، ثم اتجه إلى حفظ القرآن الكريم، وأتم حفظه كاملا، وكان ذا صوت جميل، مما أتاح له فرصة العمل كمقرئ للقرآن الكريم في مسجد شركة المكس للملاحات بالإسكندرية.