هل تحقق تركيا المزيد من النجاح في هجماتها على أكراد سوريا؟
over 7 years in التحرير
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقريرها اليوم الأحد، الضوء على الهجوم الذي شنته القوات التركية على أكراد سوريا، قائلة: إنه "قد يضر بالمنطقة بأكملها".
وأوضحت "الصحيفة" أن هذا الهجوم ليس مجرد صراع محلي، بل يمكن أن يؤدي إلى ثورة كردية أوسع تعيد رسم الخريطة في المنطقة بأكملها، ويجب على الغرب أن يقرر ما يريد تحقيقه في الشرق الأوسط.
وأكدت أن الأكراد دائمًا مايعيشون في خطر، مشيرة إلى إيران وما يعانيه الشعب الكردي من اضطهاد كبير على يد الجمهورية الإسلامية، في حين واجه الأكراد بالعراق العديد من العمليات العسكرية، والآن يتكرر نفس الوضع في سوريا، إلا أن "عفرين" ليست معركة يمكن للحكومات الغربية تجاهلها بسهولة كما فعلت في الاستفتاء الكردي بالعراق، ولكن يبقى السؤال هل ستحقق القوات العسكرية التركية المزيد من النجاح في هجماتها على أكراد سوريا؟
"الجارديان" أجابت - بأنه من غير المرجح أن يحققوا ذلك، وإذا نجحوا في هذا الأمر، سيكون له الكثير من الأضرار والعواقب على أنقرة ذاتها، حيث أن الجيش التركي لا يزال يتعافى من الانقلاب الفاشل الذي وقع في يوليو 2016 ضد الرئيس أردوغان.
وتابعت "إذا تورطت القوات التركية أو حتى وكلاؤها في أي هجوم دامي على "عفرين"، فإن ذلك سيثير الشكوك بشأن حكم أردوغان الذي يُفسر على أنه أكثر قومية ومضاد للأكراد".
علاوة على ذلك، يمكن لأكراد تركيا أن يستغلوا هذا الأمر لتكثيف التمرد، كما أن الوضع في العراق وإيران يعتبر دليلاً على الحكم المناهض للأكراد، ولذلك قد يلعب هذا التوحيد الكردستاني المحتمل دورًا هامًا لا يمكن التنبؤ به، وبالتالي فإن الأحداث في عفرين لا تقتصر على مستقبل الأكراد في شمال سوريا فقط، بل يمكن أن تؤثر على المنطقة بأكملها - (تركيا والعراق وإيران) على وجه الخصوص - وتترتب عليها آثار عميقة بالنسبة للغرب، الأمر الذي جعل أمامهم الإجابة على سؤال هام وهو - ما الذي يرغبون في تحقيقه بالشرق الأوسط؟، بحسب الصحيفة البريطانية.
وأردفت "بالتأكيد، إنها مسألة صعبة، لكنها تحتاج إلى إجابة، لأنه في ظل غياب الجواب ستستمر الأحداث في عفرين، وقد تصيب أماكن آخرى، مما يصب في مصالح الأطراف الآخرى".
كانت القوات التركية، أطلقت عملية عسكرية باسم "غصن الزيتون" لاستهداف وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عفرين الواقعة شمال غرب سوريا.