فيدرير ليس عاجزًا عن التتويج بالألقاب.. كيف استعاد السويسري بريقه؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

"أتمنى أن أتواجد في ذلك الموقف مرة أخرى، وأن أكون قادرًا على التتويج بأول ألقابي في بطولات الجراند سلام".. كانت تلك كلمات روجر فيدرير، تعليقًا على نهائي فردي السيدات في منافسات بطولة أستراليا المفتوحة بين سيمونا هاليب وكارولين فوزنياكي، حيث لم يتوج أي منهن من قبل بأي لقب في الجراند سلام، ومع ذلك بإمكان اللاعب السويسري الاستمتاع بلحظة أخرى مثيرة في حال تغلبه على مارين سيليتش، غدًا الأحد، في نهائي البطولة وتتويجه بلقب الـ20 له في البطولات الكبرى.

ولم يسير نصف النهائي بين فيدرير وهيون تشونج، أمس الجمعة، كما كان متوقعًا له حيث توقع الكثيرون مباراة مثيرة أمام اللاعب الكوري الجنوبي الذي أقصى ألكساندر زفيريف ونوفاك دجوكوفيتش، إلا أن فيدرير هيمن على المجموعة الأولى بنتيجة (6-1) ومن ثم تقدم في المجموعة الثانية بنتيجة (5-2) قبل أن ينسحب تشونج بسبب الإصابة، ليتأهل فيدرير إلى نهائي جديد في البطولات الكبرى هو السابع له في أستراليا والـ30 في مسيرته الاحترافية المدججة بالألقاب.

ومع تقدم فيدرير في العمر لا تظهر عليه أي ملامح في تراجع المستوى بل يزداد بريقه لمعانًا بصرف النظر عن تساقط منافسيه من أمثال المصنف الأول عالميًا رافائيل نادال الذي لعب نهائي العام الماضي قبل أن يخرج من ربع نهائي هذا العام أمام سيليتش بعد الانسحاب بسبب الإصابة في مباراة استمرت ثلاث ساعات و47 دقيقة، كما ودع دوكوفيتش وفافرينكا المنافسات بسبب عدم تعافيهم بصورة كاملة من الإصابة، كما لم يشارك أندي مواري في البطولة بسبب الإصابة.

وفي وسط تلك الإصابات لم يبالي فيدرير وواصل هيمنته على ملاعب الكرة الصفراء مشيرًا إلى أنه منذ 10 أعوام خلق وحش جديد في اللعبة هو نوفاك دجوكوفيتش عندما خسر أمام اللاعب الصربي البالغ من العمر 20 عامًا وقتها في نصف نهائي أستراليا وكانت المرة الأولى التي يخسر فيها اللاعب السويسري في نصف نهائي بطولة من البطولات الأربع الكبرى منذ خسارته أمام رافائيل نادال في نصف نهائي رولان جاروس، ومنذ ذلك الحين أدرك فيدرير أنه خلق وحش جديد في اللعبة وبات لزامًا عليه التتويج بالألقاب ومنافسة اللاعب الصربي.

ومع مرور السنوات بدأ بريق فيدرير يختفي فمنذ تتويجه بلقب ويمبلدون عام 2012 لم يتوج اللاعب السويسري بأي لقب في البطولات الكبرى لمدة 4 سنوات، ففي الوقت الذي يصل فيه إلى الأدوار النهائية لا يتمكن من التتويج باللقب لتبدأ التساؤلات هل بات فيدرير عاجزًا عن التتويج بالألقاب الكبرى مع تقدمه في العمر.

ليأتي الرد من فيدرير نفسه بالتغلب على رافائيل نادال في نهائي أستراليا المفتوحة العام الماضي وفي 5 مجموعات أمام غريمه الذي يتفوق عليه في المواجهات المباشرة باكتساح ويتفوق عليه أيضًا في عنصر اللياقة البدنية ليظهر منذ ذلك الحين نسخة متطورة للغاية من فيدرير القديم بضربات خلفية مميزة وأسلوب هجومي فريد من نوعه.

وفي الوقت الذي يسيطر فيه العامل البدني على رياضة التنس في السنوات الأخيرة، لم تظهر أي علامة من علامات التراجع على مستوى فيدرير البدني أو الخططي، حيث حافظ على بدنه بذكاء شديد من خلال تقليص عدد البطولات التي يشارك بها والحفاظ على ذهنه ولياقته البدنية في حال منتعشة دائمًا بالابتعاد عن البطولات لبعض الوقت والعودة إليها من جديد بشغف كبير، فبعد غيابه عن الملعب 6 شهور في عام 2016 عاد ليتوج بلقب أستراليا العام الماضي، ومن ثم قرر الانسحاب من موسم الملاعب الترابية بالكامل لتركيز على موسم الملعب العشبية وتنجح خطته ويتوج بلقب الثامن في بطولة ويمبلدون.

وعن هذا الأمر قال فيدرير، إنه لم يتوقع بأن يقلص عدد البطولات التي يشارك بها في يوم من الأيام، حيث ظن بأنه سيشارك في 20 بطولة كل عام منذ شهر يناير وحتى نوفمبر، ولكنه غير الفكرة وتأقلم معها بصورة جيدة، ولذلك لا يزال يلعب التنس في أعلى المستويات مع تقدمه في العمر.

وفي هذا العام وتحديدًا وفي بطولة أستراليا أظهر فيدرير راحة كبيرة وسهولة في اللعب وتنويع ما بين القوة والدقة، حيث فاز في 6 مباريات أمام 3 أجيال مختلفة من جين لينارد ستراف (27 عامًا) وريشارد جاسكيه (31 عامًا) وما بين مارتون فوكسفيكس (25 عامًا) وتوماس بيرديتش (32 عامًا) وأخيرًا تشونج (21 عامًا) ولا يزال فيدرير لم يخسر أي مجموعة.

وسيكون فيدرير غدًا اللاعب الأكبر الذي يصل إلى نهائي أستراليا منذ عام 1972 في مواجهة أمام مارين سيليتش الذي تغلب عليه في 8 مباريات سابقة آخرها نهائي ويمبلدون العام الماضي، وخسر أمامه في مباراة واحدة فقط في نصف نهائي أمريكا المفتوحة 2014، وعن تلك المباراة قال فيدرير إنه يتوجب عليه تقديم مباراة جيدة ففي تلك المرحلة من البطولة لا يتوجب عليه تطوير أي شيء حيث قدم كل شيء بصورة جيدة منذ انطلاق البطولة، معربًا عن أمله في أن يحظى بإنطلاقة جيدة وتنويع أسلوب لعبه بسهولة وأن يرسل بصورة طيبة وعدم المعاناة في المباراة مبكرًا، كما أعرب فيدرير عن أمله في أن يقرأ إرسالات سيليتش مبكرًا ومواصلة عروضه الطيبة في البطولة.

شارك الخبر على