خبراء عن عدم وجود منافس للسيسي يجعل الانتخابات مجرد «استفتاء»

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

كتب- محمد فتحي: 

الانتخابات الرئاسية في مصر تشهد جديدا كل ساعة، فما بين خروج مرشحين وتراجع آخرين وانسحاب البعض، يظل المشهد مثيرًا للجدل، ليظل الرئيس السيسي المرشح الوحيد رسميا حتى الآن، يأتي ذلك مع اقتراب غلق باب الترشح خلال 3 أيام، وفقًا للجدول الزمني المحدد من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.

بدورها حرصت "التحرير" على استطلاع آراء خبراء السياسة حول المشهد الحالي للانتخابات، وتعليقهم على عدم وجود منافس للرئيس السيسي.

مبايعة في شكل انتخابات 

الدكتور عمرو الشوبكي الكاتب والمفكر السياسي قال لـ«التحرير» إن عدم وجود منافس حقيقي أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي يحول العملية الانتخابية إلى استفتاء أو مبايعة أو تفويض في شكل انتخابي، لافتًا إلى أنه لو ظهر مرشح في الأيام القليلة المقبلة سيكون مرشحا مُعلقا وليس حقيقيا، ولن يقتنع الشعب أنه مرشح حقيقي.
 
وأضاف الشوبكي، أنه تم استبعاد كل المرشحين لأسباب قانونية أو نتيجة القيود على العملية الانتخابية، مثلما حدث مع الفريق شفيق وعنان وخالد علي، مما يجعلنا أمام استفتاء وليس انتخابات رئاسية، مشيرًا إلى أن الدستور المصري ينص على عدم ترشح الرئيس الحالي لدورة ثالثة، وبالتالي الانتخابات الحالية ستشهد إقبالا ضعيفا من قبل المواطنين لأنها ستكون في صورة مبايعة.

الانتخابات ستعود إلى ما قبل 2005 

الدكتور مطصفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قال «للتحرير» إن الانتخابات تعكس مجمل الوضع السياسي في مصر، وخصوصًا ما يتعلق بالحريات العامة، وتعكس أيضًا الدور الذي يتمتع به رئيس الجمهورية، لافتًا إلى أنه لو توافرت الشروط للمنافسين الذين تم انسحابهم أو استبعادهم ستكون النتيجة محسومه لصالح للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الدولة تسيطر على القنوات الفضائية والصحف القومية، بالإضافة إلى المساندة من قبل رجال الأعمال في الدولة للرئيس الحالي.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أنه من الواضح أن هناك ضيقا في الوقت لظهور معارضة حقيقية من قبل الأحزاب، وبالتالي الانتخابات القادمة ستكون استفتاء، لافتًا إلى أن مصر ستعود إلى ما قبل 2005 من استفتاءات يخوضها منافس واحد دون وجود أي تيارات معارضة متنوعة تتسابق على كسب تأييد المواطنين.

النظام الحالي ليس لديه رغبة في وجود منافس

قال عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إنه طبقًا للدستور يجب أن تكون هناك انتخابات وليس استفتاء حسبما نص الدستور بشأن الانتخابات الرئاسية، لافتًا إلى أن النظام الحالي ليس لديه رغبة في وجود منافس ضد الرئيس الحالي، مشيرًا إلى أنه في حالة عدم وجود منافس يجب على الرئيس الحالي أن يجمع 5% من أصوات الناخبين، وهم يمثلون 3 ملايين ناخب من إجمالي أصوات الانتخابات عن طريق الانتخابات وليس عن طريق الاستفتاء.

استفتاء وليست انتخابات

فيما يرى الدكتور حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون استفتاء وليست انتخابات، لافتًا إلى أنه لن يستطيع أحد من المرشحين جمع توكيلات إلا إذا ساعدتهم مؤسسات الدولة في جمع التوكيلات.

غياب الأحزاب والشخصيات المعروفة عن الانتخابات

قالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية الأسبق لـ«التحرير»، إن مصر ستشهد انتخابات رئاسية قادمة وليس استفتاء كما قدره الدستور، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه حتى الآن، في ظل هذا العدد من الأحزاب السياسية والشخصيات المعروفة في مصر أين هم من الانتخابات الرئاسية؟ ولماذا لم يقدم كل حزب مرشحا للانتخابات الرئاسية؟ كنا نتمنى أن تكون هناك انتخابات تنافسية يشترك فيها أكثر من مرشح ويعرض كل منهم برنامجه الانتخابي، لافتة إلى أن جموع الشعب المصري كانت تنتظر تعدد المشاركة في العملية الانتخابية لبناء الديمقراطية الحقيقية في مصر.

شارك الخبر على