عسكر وحرامية..

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

                                                        
أيام زمان كانت اللعبة المفضلة لدى الأطفال هى عسكر وحرامية، حيث كان يمثل أحد الأطفال دور الحرامى وآخر فى دور العسكرى الذى يطارد الحرامى ويقوم بضبطه لحماية المجتمع من اللصوص، وعندما يمسك به يصفق باقى الأطفال للعسكرى، ولكن هذه الأيام يلعب الأطفال ألعابًا جديدة بعيدًا عن لعبة العسكر والحرامية، وإذا أراد بعض الأطفال أن يلعبوا هذه اللعبة نجدهم ينصرون الحرامى على العسكرى، لما ثبت فى أذهانهم أن العسكرى أصبح يمثل لهم أعمال العنف والجبروت والظلم للمواطن البسيط، الذى يحمل أفكارًا معارضة للحكومة فى الوقت الذى أصبح فيه الحرامى يستطيع أن يضحك على العسكرى ويسرق بحرية حتى يعيش حياة مرفهة. 

وكان الأطفال أيام زمان عندما تسألهم: تحب تطلع إيه؟ فيكون الرد: عايز أطلع ظابط عشان أقبض على الحرامى، كما يشاهدون فى الأفلام المصرية القديمة التى تظهر الحرامى فى شكل قبيح وأنه يسرق الناس، بينما يظهر الضابط بشكل أفضل وأنه ينجح فى النهاية فى ضبط الحرامى وتخليص المجتمع من شروره، بينما هذه الأيام قليلا ما يرغب الأطفال فى أن يصبحوا ضباطًا بعدما شاهدوا الشرطة تقتل الشباب المسالم أثناء ثورة 25 يناير وهم يدافعون عن الحرية والعدالة والكرامة، فى الوقت نفسه نجد أن شكل الحرامى وطريقة ارتكابه الجريمة اختلف كثيرًا، فلم يعد الحرامى الذى يتسلق المواسير ليسرق الشقق، ولكن أصبح الحرامى يسرق قوت الشعب من خلال الحكومة، مثل فساد القمح وسرقة أموال المعاشات وسرقة مشروعات الحكومة الوهمية واختلاسات داخل الوزارات والهيئات الحكومية. 

وأخيرًا نقول لن تعود لعبة عسكر وحرامية للظهور مرة أخرى بعد ظهور حكومة الحاج سماعين.  

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على