منذ انطلاق "غصن الزيتون" التركية عفرين.. استمرار الاشتباكات وتزايد النزوح

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

نيويورك – عواصم – ش – وكالاتأفاد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بنزوح أكثر من 126 ألف نسمة عن "عفرين" في سوريا منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون" التركية، مشيرا إلى أن أكثر من 300 ألف نسمة مهددون بالنزوح.وقال دوجاريك - في مقابلة متلفزة أوردتها قناة (روسيا اليوم) الإخبارية امس الثلاثاء - "بدأنا اتصالاتنا في محاولة لحلحلة الأوضاع في المنطقة، لأن 60% من أهالي عفرين هم بحاجة للمساعدات اللازمة".وأكد المسؤول الأممي ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي من الأطراف المتنازعة، مرجحا مواجهة تحديات كبيرة إذا ما حاولت المنظمات الإغاثية دخول عفرين والمعارك مستمرة.يذكر أن تركيا بدأت عمليتها العسكرية "غصن الزيتون" السبت الفائت ضد وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين شمالي سوريا.تجدد الاشتباكاتمن جهة أخرى أفادت مصادر إعلامية أمس الثلاثاء، بتواصل الاشتباكات لليوم الرابع على التوالي من العملية العسكرية "غصن الزيتون" التي أطلقتها أنقرة في عفرين شمالي سوريا، بدعم من فصائل معارضة في وجه الوحدات الكردية.من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، أن بلاده تتطلع للعمل مع تركيا لإقامة منطقة آمنة (شمال غربي سوريا)، قائلا إن واشنطن تبحث مع أنقرة وبعض القوات على الأرض كيفية استقرار الوضع على حدودها الجنوبية استجابة لمخاوفها الأمنية المشروعة.يذكر أن المرصد السوري أعلن - في وقت سابق أمس - ارتفاع أعداد الضحايا جراء القصف التركي على منطقة "عفرين" شمالي سوريا إلى 78 قتيلا، بينهم 24 مدنيا و26 مقاتلا من وحدات حماية الشعب الكردية، مقابل 19 مقاتلا من الفصائل المدعومة من أنقرة، وكذا 9 جثامين مجهولة الهوية.وكانت تركيا قد أعلنت السبت الفائت بدء عملية "غصن الزيتون" ضد تشكيلات الأكراد في منطقة عفرين، فيما أدانت دمشق بشدة العملية التركية؛ ودعت موسكو الأطراف كافة إلى ضبط النفس واحترام سيادة الأراضي السورية.حملة سريعةمع قصف تركيا لأهداف في شمال غرب سوريا قالت إنها ستسحق سريعا مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن في حملة جوية وبرية على منطقة عفرين السورية القريبة من حدودها.وفتحت الحملة المستمرة منذ أربعة أيام جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية المتعددة الأطراف، مما يعيد رسم معالم معركة تدعم فيها قوى خارجية مقاتلين محليين.وفي حين عبرت واشنطن وعواصم غربية أخرى عن قلقها، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوجان إنه حصل على موافقة روسيا، الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد الذي يناصب تركيا العداء منذ فترة طويلة.وتعتبر تركيا وجود وحدات حماية الشعب على حدودها الجنوبية تهديدا أمنيا داخليا.وبدأ الجيش التركي وحلفاؤه من المعارضة السورية عملية لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب من الجيب الواقع في شمال غرب سوريا يوم السبت. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب متحالفة مع مسلحين أكراد يخوضون قتالا ضد الدولة التركية منذ عقود. أما الولايات المتحدة فسلحت ودعمت الوحدات باعتبارها حليفها الرئيسي على الأرض ضد داعش.وأطلع مسؤولون كبار في الأمم المتحدة مجلس الأمن على الوضع الإنساني والسياسي في سوريا وذلك في جلسة مغلقة بناء على طلب فرنسا.مطالبات فرنسيةوقال السفير الفرنسي لدى المنظمة الدولية فرانسوا ديلاتر بعد الاجتماع "الوضع في عفرين كان بالطبع جزءاً من المناقشات"، مضيفا أن معظم دول المجلس الخمس عشرة تطرقوا إليه.وأضاف "فرنسا تطالب تركيا بضبط النفس في البيئة المضطربة التي نعرفها جميعا في سوريا".لكن أردوجان قال إن تركيا عازمة على المضي قدما. وقال في خطاب بأنقرة "لا تراجع عن (عملية) عفرين. ناقشنا ذلك مع أصدقائنا الروس ولدينا اتفاق معهم. كما ناقشنا الأمر مع قوات أخرى من التحالف والولايات المتحدة".وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن واشنطن اقترحت العمل مع تركيا والقوات على الأرض في عفرين بشأن "كيفية تحقيق الاستقرار وتهدئة مخاوف تركيا المشروعة بشأن أمنها".لكن تركيا قالت إن واشنطن يجب أن تنهي دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية قبل أي مقترح للتعاون.وقال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداج للصحفيين بعد اجتماع للحكومة "إذا أرادوا التعاون فنحن مستعدون لهذا التعاون. والخطوة الأولى التي عليهم اتخاذها هي وقف تسليح الجماعات الإرهابية واستعادة الأسلحة التي قدموها بالفعل".ولم تؤكد موسكو، وهي حليف للأسد وتدير قاعدة جوية كبيرة في سوريا، منح الضوء الأخضر للحملة، التي تعارضها سوريا بشدة، لكنها لم تتحرك فيما يبدو للتصدي لها وسحبت قواتها من منطقة عفرين.ودعت إيران، الداعم العسكري الرئيسي الآخر للأسد، إلى وقف العملية. ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة خارجيتها بهرام قاسمي قوله إن حملة عفرين قد تؤدي إلى "عودة الإرهاب والتطرف الإقليمي".وقال بروسك حسكة المتحدث باسم الوحدات إن الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد وقوات تدعمها تركيا استمرت في اليوم الثالث من العملية. وأضاف أن القصف التركي أصاب مناطق مدنية بشمال شرق عفرين.وذكرت الوحدات أن عفرين وصلتها تعزيزات بالفعل تحسبا للعملية التركية، لكن هناك نقاشا بشأن إرسال مزيد من التعزيزات. وقد يكون ذلك صعبا لأن الأراضي التي تسيطر عليها الوحدات تفصلها عن عفرين مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية السورية.وتقول الأمم المتحدة إنها قلقة بشدة على مصير أكثر من 300 ألف شخص في عفرين. وقالت المتحدثة ليندا توم إن هناك تقارير عن نزوح أشخاص داخل عفرين جراء القتال وعن توجه أعداد أقل إلى حلب القريبة.تركيا تحتجز 42 شخصاًذكرت وسائل إعلام رسمية امس الثلاثاء أن الشرطة التركية ألقت القبض على 42 شخصا من بينهم سياسي مؤيد للأكراد خلال الليل بتهمة "نشر دعاية إرهابية" على وسائل التواصل الاجتماعي عن العملية العسكرية التركية التي تستهدف فصيلا كرديا مسلحا في سوريا.وقالت وكالة الأناضول للأنباء إن مداهمات الشرطة تركزت على إقليم إزمير الغربي. وبذلك ارتفع عدد المحتجزين إلى حوالي 70 شخصا منذ بدء (عملية غصن الزيتون) في مطلع الأسبوع.ويستهدف التوغل في منطقة عفرين وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا حيث يتركز الأكراد منذ العام 1984.وقالت وكالة الأناضول إن فرق مكافحة الإرهاب شنت عمليات مداهمة متزامنة في مناطق مختلفة من أزمير وإقليمي دنيزلي ومانيسا.وأضافت أن من بين المعتقلين رئيس حزب الشعوب الديمقراطي في إزمير، وهو ثاني أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان وتتهمه أنقرة بأنه امتداد لحزب العمال الكردستاني. وينفي الحزب ذلك الاتهام.وذكرت أن من بين المعتقلين أيضا ستة يشتبه في قيامهم بنشر دعاية في الشوارع تصل إلى حد "إزعاج الناس" وقالت إنهم كانون يخططون لتنظيم احتجاج في إحدى الحدائق.ونفذت الشرطة اعتقالات مماثلة مرتبطة بالتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء البلاد واعتقلت 19 شخصاً.ويوم الاثنين منعت السلطات كل التجمعات الجماهيرية والاحتجاجات والحفلات في مختلف أنحاء العاصمة طوال الفترة التي تستمر فيها عملية عفرين.

شارك الخبر على