هل يتفادى بن سلمان «كعب أخيليس» ويصل إلى عرش السعودية؟

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

"ولي العهد السعودي يواجه صعوبات خلال صعوده إلى سدة الحكم".. هذا ما قاله برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى، لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وقال "هيكل" مدير معهد الدراسات عبر الحدودية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى في جامعة برينستون: إن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي أصبح الرجل الأقوى في المملكة، وهناك حقيقة قاسية تواجهه خلال صعوده إلى سدة الحكم.

وأكد أن المملكة العربية السعودية غير مستقرة اقتصاديًا ولا سياسيًا، وكانت تتجه نحو الكارثة، إضافة إلى أنها دولة متشددة ذات قدرة إدارية محدودة، واقتصاد يعتمد إلى حد كبير على عائدات النفط الآخذة في الانخفاض، معتبرًا أن الإرث الذي ورثه "ثقيل".

وتابع: "المملكة تضم الآلاف من أعضاء الأسرة المالكة، الذين يعيشون من دون عقاب، ويشكلون عبئا ثقيلا على الاقتصاد".

وأشار إلى أن القطاع العام في المملكة يعاني بصورة كبيرة من التضخم، حيث يتم فيه توظيف 70% من السعوديين العاملين، فضلا عن أن السعودية تنفذ المليارات على التسليح، كما أن النخبة الدينية في البلاد تمنع السعودية من التغيير الاجتماعي، وتسعى للمحافظة على هيمنتها وامتيازاتها، كما أنها تواجه تهديدات من إيران.

ولفت الكاتب إلى عدم وجود ضرائب في المملكة، إضافة إلى أنها توفر نظامًا سخيًا من الاستحقاقات التي يصبح من الصعب الحفاظ عليها في ظل عدم ارتفاع أسعار النفط".

ونوه "إلى مطالبة النساء الأكثر تعليمًا وتحفيزا في المملكة بالكثير من حقوقهن، حتى خرجن بصورة أكبر إلى سوق العمل".

وقال "هيكل": إن "الأزمة المتعلقة بصعود بن سلمان إلى السلطة، تعتمد على طريقة غير عملية لبناء توافق في الآراء بين مختلف عناصر الأسرة الحاكمة في المملكة"، مشيرًا إلى أن تلك الطريقة أثبتت عدم قدرتها على إصلاح نظام الحكم في السعودية.

وشدد على ضرورة أن يخرج محمد بن سلمان من النطاق الضيق إلى قطاع أوسع، في حال أراد تغييرًا حقيقيًا، مشيرًا إلى ضرورة أن يحرم قطاعات كبيرة من الأسرة المالكة عن امتيازاتهم، وجبر المؤسسة الدينية على التخلي عن احتكارها للأخلاق العامة وقيادة إصلاح حقيقي في الاقتصاد والجيش.

وعن نجاحات بن سلمان، أكد الكاتب "أن ولي العهد نجح في إحداث خلخلة داخل الأسرة المالكة، وإنهاء ثقافة الحصانة من المؤسسة القانونية والمالية، ضمن حملة مكافحة الفساد، كما أن البلد يتحول اجتماعيًا، حيث تم ترويض المؤسسة الدينية والمعارضة الإسلامية، واستصدرت قرارات حق المرأة في قيادة السيارات وافتتاح دور السينما وإقامة الحفلات الموسيقية، والعمل على جذب الكثير من الشباب السعوديين الذين يشكلون غالبية السكان".

أما على الصعيد الدولي، فاعتبر "هيكل" أن ولي العهد السعودي نجح في أمرين هامين، أولًا "استئناف العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وإدارة ترامب تحديدًا، بعد توتر العلاقات خلال حكم الرئيس السابق باراك أوباما"، وثانيًا "إقامة علاقة قوية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين".

وتابع إن الأزمة الرئيسية بالنسبة لمحمد بن سلمان والتي تمثل "كعب أخيليس" بالنسبة له، هي الاقتصاد، موضحًا أن ولي العهد يحرص على أن تكون الموازنة العامة للمملكة متوازنة، من خلال إنهاء نظام الإعانات والاستحقاقات، التي تمثل استنزافا هائلا للموارد المالية للحكومة".

وأكد أن بن سلمان يريد أن يصبح الاقتصاد السعودي صعوديًا، والقطاع الخاص أكثر ديناميكية ومولد التشغيل الرئيسي للاقتصاد"، مختتما بقوله: "رغبة بن سلمان في بناء شرعية جديدة للأسرة الحاكمة، قائمة على التحول الاقتصادي للبلد وازدهاره، حتى وإن اختلف مع الطريقة التي يتم فيها تلك التغييرات، هو شرط ضروري للتغييرات التي يرغب في صناعتها للمملكة".

شارك الخبر على