«نسرق أو نموت جوعًا».. فنزويلا في طريقها إلى الفوضى

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

شهدت مدينة بويرتو أورداز شرقي فنزويلا حالة من الفوضى في 9 يناير، بعدما أقدم عدد من المواطنين على سرقة محتويات بقالة بأكملها في أقل من 30 دقيقة.

وخلال الوقت الذي استغرقه المالك فيليب أناتيل في الوصول إلى المتجر الذي افتتحه منذ 5 أشهر فقط، كان المواطنون قد استولوا على كل شيء، بدءًا من اللحوم المجمدة، وصولًا لزجاجات الكاتشب.

صحيفة "الجارديان" البريطانية نقلت عن أناتيل قوله: إن "الأمر يدفعك للبكاء حقًا"، مضيفًا "أعتقد أننا متجهون إلى الفوضى خلال الفترة المقبلة".

وأشارت الصحيفة إلى أن انتشار عمليات النهب وعنف العصابات في قرى ومدن فنزويلا، تعد أدلة على تنبؤات أناتيل بانتشار الفوضى في البلاد.

وأوضحت أن الجموع الغاضبة بدأت في اقتحام مخازن الطعام، ونهب شاحنات نقل المواد الغذائية، واجتياح المزارع.

في المقابل سجَل المرصد الفنزويلي للصراع الاجتماعي -وهي جماعة حقوقية في العاصمة كاراكاس- 107 حالات نهب وعدد من حالات القتل في 19 ولاية من ولايات فنزويلا الـ23، خلال أول 11 يومًا من العام.

لكن تلك الأرقام لا تبرز حالة الإحباط التي يعيشها الشعب الفنزويلي، حيث كشفت عناوين الصحف في فنزويلا خلال الفترة الماضية ما تشهده البلاد حقًا.

حيث قالت إحدى الصحف: "العشرات من سكان جزيرة مارجريتا نزلوا إلى المحيط واقتحموا مراكب الصيد، وسرقوا حمولتها من أسماك السردين التي اصطادتها"، فيما أفادت أخرى "تم اقتحام كلية الطب البيطري في مدينة ماراكاي، وسرقت اثنين من الخيول الأصيلة وذبحت من أجل لحومها".

عدد من المراقبين أعربوا عن خشيتهم من احتمال استمرار حوادث النهب لفترة أطول، نتيجة انهيار الاقتصاد.

واتهم رئيس البلاد نيكولاس مادورو أعداء البلاد من اليمينيين، وأصحاب المصالح الأجنبية، بسن "حرب اقتصادية" ضد الحكومة الفنزويلية، إلا أن العديد من معارضيه أكدوا أن حكومته هي من عطلت عمليات إنتاج الغذاء في الداخل بمصادرة المزارع والمصانع، كما تسببت استراتيجيات السيطرة على الأسعار المصممة لتوفير الغذاء للفقراء في نتائج عكسية، حيث تم تحديد أسعار العديد من المنتجات بأقل من تكلفتها مما تسبب في خروج المنتجين من السوق.

في الوقت نفسه فقدت الحكومة القدرة على شراء المنتجات الغذائية من الخارج، بسبب سوء إدارة قطاع البترول، الذي وصل إلى أقل مستوياته منذ 29 عامًا.

وأدت معدلات التضخم المبالغ فيها وقيمة العملة المحلية المتهاوية في جعل أسعار المواد الغذائية بالسوق السوداء بعيدة عن متناول العديد من الأسر.

ووسط تلك الظروف يُصر العديد من الفنزويليين على الحصول على حقوقهم بأيديهم، حيث اعترض سكان مدينة ماراكايبو غربي البلاد، طريق شاحنتين مليئتين بالقمح والحلويات ونهبوهما بالكامل، حسب الجارديان.

من جهة أخرى، نقلت إحدى الصحف المحلية عن ماريولي كورنيلي أحد المشاركين في نهب الحافلتين قوله: "إما أن نشارك في عمليات النهب أو نموت من الجوع".

وفي الوقت الذي تبدو فيه بعض عمليات النهب عفوية، فإن الشرطة الفنزويلية تشير إلى أن استهداف المتاجر والشاحنات يتم تنسيقه عبر غرف الدردشة على موقع "فيسبوك" وتطبيق "واتس آب".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على