نكشف كواليس المشاهد المحذوفة بمقص الرقابة من «الكهف»
أكثر من ٧ سنوات فى التحرير
كتب - أحمد شعراني
يسارع صناع فيلم «الكهف» عقارب الزمن لتحديد موعد العرض الخاص تمهيدا لانطلاق طرحه بدور العرض بعد تأخر أكثر أسبوعين، بسبب عراقيل التصريحات، التي ترجع إلى أزمة العمل السينمائي مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، الذي من ناحيته لم يمنح أسرة العمل التصاريح اللازمة قبل إتمامهم حذف عدد من المشاهد بناء على طلبه.
واكتملت السينمات الفترة الأخيرة من عرض جميع الأفلام المشاركة في الموسم السينمائي النصف سنوي حيث يشارك في سباق ضخم عدا فيلم واحد وهو فيلم «الكهف»، الذي كان مقررا أن يشارك في بداية الموسم بعد انتهاء مخرجه من أعمال المونتاج في وقت مبكر، لكنه واجه أزمة كبيرة عطلته عن العرض وهي أزمة مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية.
تنازل اضطراري
وشهد فيلم «الكهف» انفراجة مؤخرا بعدما أجازت الرقابة على المصنفات الفنية طرحه بدور العرض، وحصل المخرج الشاب أمير شوقي على التصاريح النهائية للفيلم، وذلك بعد معركة طويلة خاضها مع جهاز الرقابة حاول في بدايتها الوصول إلى حل وسط مع الرقابة، وانتهى به المطاف إلى التنازل عن قراره بعد حذف مشاهد من الفيلم، رغبة منه في عرض الفيلم وعدم تعطيلة، وبناء عليه وافق أمير على تعديل الفيلم بناء على ملاحظات الرقابة وقطع بعض المشاهد واللقطات بالفيلم.
وكشف مصدر من صناع «الكهف» لـ«التحرير»، كواليس أزمة الرقابة مع عملهم السينمائي، قائلا إن الرقابة تعاملت مع الفيلم بعين مختلفة وتحليلية، ووصل الأمر إلى تحليل ما وراء الجمل الموضوعة بالفيلم، وتندر المصدر ووصف ما حدث لـ«الكهف» بأنه يشبه ما حدث سابقا لبرنامج أبلة فاهيتا، والادعاء بأنها ماسونية من خلال تحليل بعض الجمل والكلمات التي تقولها، والتي هي في الواقع كلام طبيعي وعادي.
وأكد المصدر - الذي فضل عدم نشر اسمه في تصريحاته- أن «الكهف» لا يحتوي على مشاهد جنسية أو أي إساءات لأشخاص بعينها أو لدين أو لعرق، وأبدى اندهاشه في نفس الوقت من قرار جهاز الرقابة بتصنيف الفيلم «+18»، مشيرا إلى أنه بذلك قد يفقد قطاعا عريضا من الجمهور يمكن له مشاهدة الفيلم دون أي حرج.
وعن تفاصيل أزمة الرقابة، أوضح المصدر أن قائمة ملاحظات الرقابة تجاوزت الـ37 ملاحظة الأمر الذي لم يحدث بهذا الشكل من قبل، وتابع: «من بين الملاحظات اعتراض الرقابة على لفظ «ابن الكلب» الذي سمعنا الأكثر منه في أفلام أخرى، واعترضت أيضا على مشهد لتدخين (سيجارة حشيش) في سياق أحداث الفيلم».
وأبدت الرقابة اعتراضها أيضا على أن يتم إظهار الحارة الشعبية بواقعية فـ«الكهف» الذي وصفه المصدر بأنه ينتمي للأفلام الواقعية وينقل الحارة الشعبية بكل ما فيها من حسنات وسيئات والمشاكل الاجتماعية بين سكان هذه الحارة، ورأى الجهاز الرقابي أن الفيلم يظهر سكان الحارة الشعبية على أنهم خونة وبهم صفات سيئة واعتبر أن هذه المشاهد ضد المجتمع.
مقص الرقابة
وطالبت الرقابة بحذف مشاهد كاملة، منها أحد المشاهد لأحد الأبطال والذي يعمل «حانوتي» ويعيش في المقابر ويقوم بدفن الجثث، وبين المصدر ذلك بقوله: «في أحد المشاهد، وهو مأخوذ من إحدى روايات شكسبير عن المهرج الذي كان يتحدث مع الموتى وهو يقوم بدفنهم، فهناك مشهد لهذه الشخصية بالفيلم يتحدث مع أحد الموتى بعد دفنهم، اعترضت عليه الرقابة بشكل كامل وقالت إنه انتهاك لحرمة الموتى».
وأردف المصدر: «على الرغم من أن نهاية الفيلم حافظت على القيمة وانتقام الله من الشخصيات السيئة إلى أن الرقابة صممت على حذف بعض المشاهد الخاصة بهم، فالفيلم يتعرض لبعض التحولات في شخصياته فهناك شخص متدين ومعروف بالصلاح ينقلب به الحال ويصبح شخصا شريرا والعكس هناك أحد الشخصيات تظهر في البداية كأشرار ومنفرين ولكن فيما بعد تجدهم أتقياء ويحافظون على الصلاة وتأتي بعد ذلك مشاهد تجمع الطرفين ببعضهم فاعترضت الرقابة على المشاهد التي تجمعهما».
وأضاف المصدر أن رغم حذف كل هذه المشاهد والملاحظات أخذ الفيلم تصنيف +18 الأمر الذي فسره
الرقابة كانت قاسية جدا في الحكم على «الكهف»، بحسب رأي أحد صناع العمل الذي تعجب من تصنيفه لفئة «+18» رغم حذف عدد من المشاهد والالتزام بملاحظات الراقبة، واستطرد: «الحظ السيئ للفيلم أنه جاء للرقابة بعد التحقيق معهم فيما يخص فيلم الشيخ جاكسون مما جعلهم (ينفخون في الزبادي) وأياديهم مرتعشة في التعامل مع الفيلم».
وفي ختام تصريحاته لـ"التحرير" قال المصدر إنهم يستعدون حاليا لإتمام الاستعدادات الخاصة بعرضه في السينمات، مشيرا في نفس الوقت إلى أن شركة الإنتاج ستعرض من جانبها المشاهد التي تم حذفها للجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها مشاهد مهمة وجديدة في طريقة التناول والكتابة.
يذكر أن موسم منتصف العام يشهد تزاحما في الأفلام، إذ بدأ الفنان طلعت زكريا الموسم السينمائي بفيلمه «حليمو أسطورة الشواطئ» وتبعه «طلق صناعي» لماجد الكدواني وحورية فرغلي، و«عقدة الخواجة» لحسن الرداد، و«رغدة متوحشة» للفنان رامز جلال، و«خلاويص» للفنان أحمد عيد، و«جدو نحنوح» بطولة مجموعة من النجوم الشباب، و«اطلعولي برة» لكريم محمود عبد العزيز وخالد الصاوي وأحمد فتحي.