فاطمة ناصر العمل في الفن قائم على «الشللية» وعلاقات الوسط «مجرد شو» (حوار)

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

«نصيبي وقسمتك 2» يسمح بوجود أكثر من بطلة.. والمخرج أحمد شفيق خاطر بي أمام «عائلة الحاج نعمان»

رغم قلة الأدوار التي قدمتها الفنانة التونسية فاطمة ناصر، فإنها لفتت الأنظار بسلاسة أدائها فى التمثيل وبساطتها وجمالها وقدرتها على تحدث المصرية بطلاقة شديدة، فكانت بدايتها فى مصر مع فيلم «أسد وأربع قطط» للفنان هانى رمزي، وبعد ذلك شاركت مع الفنانة مني زكي فى فيلم «احكى يا شهر زاد»، مقدمة دور «سلمى حايك المصرية»، ومن ثم شاركت فى عدد من الأفلام لتأتي التجربة التليفزيونية الأولى لها أمام الفنان تيم حسن فى مسلسل «عابد كرمان»، الذي عرض في رمضان 2011، وكان هذا بداية شهرتها فى مصر، لتشارك بعد فى أكثر من عمل درامي من بينها «شربات لوز» و«الخروج» و«مولانا العاشق»، والتوقعات تشير لأن يكون عام 2018 هو الأكثر حظا، حيث تشارك في أكثر من عمل بنفس التوقيت.

«التحرير» تحدثت مع فاطمة ناصر حول تفاصيل مشاركتها فى رمضان المقبل مع النجم حمادة هلال، وكذلك حول تجربتها بمسلسل «نصيبي وقسمتك»، وعن علاقاتها بالوسط الفني..

- حدثينا عن انضمامك للجزء الثاني من «نصيبي وقسمتك»؟

شاركت العام قبل الماضي في بطولة قصتين؛ الأولى بعنوان «هناء وشريف»، والثانية «الجاني بعد يومين»، وهذا مهّد لمشاركتي في الجزء الثاني من المسلسل، وأشارك فى قصة واحدة من القصص التسع، وهى من بطولة الفنانة حنان مطاوع، وإيهاب فهمي، وتيتيانا، ونادية رشاد، وكنت فى البداية مرشحة للمشاركة لقصة أخرى ولكن كان فى توقيت تصوير مسلسل «عائلة الحاج نعمان»، ولكن عمومًا سعيدة أن الظروف لعبت دورها بأن أشارك فى هذه القصة تحديدًا لكونها مختلفة تمامًا عن باقى الحكايات من حيث المضمون.

- أى حكاية تشاركين فيها.. وماذا عن طبيعة الدور؟

حكاية «604»، وأقدم فيها دور فتاة مسيحية تدعى «مارلين»، ولا أرغب في حرق تفاصيل الدور، لكنني أتشوق لمعرفة ردود أفعال الناس عقب عرض المسلسل، فهي شخصية محورية ومحركة فى الأحداث، وأول مرة أقدم دورا بهذا الشكل، وكنت أتمنى أن يكون فيلما أو مسلسلا من 30 حلقة، لأن مادة الحكاية ثرية جدًا، والمخرج أكرم فريد بذل مجهودا كبيرا فى هذه القصة، وسعيدة جدا بمشاركتي فيها، وبالعمل مع حنان مطاوع.

- كيف وجدت التعاون مع السيناريست عمرو ياسين؟

بالنسبة إليَّ أعتبر علاقتي بمنتج المسلسل أحمد عبد العاطي والسيناريست عمرو ياسين ليست عملا فقط فهما عائلتي فى مصر، تجمعني بهما علاقة طيبة جدا سواء اشتغلت فى أعمالهما أم لا، «نصيبي وقسمتك» هو أول إنتاج تليفزيوني للمنتج أحمد عبد العاطي له تجارب سابقة فى السينما، لذلك فهو أعطى المسلسل حقه فى كل شيء، أما بالنسبة للكاتب عمرو ياسين فهو شخص أكثر من رائع استطاع تقديم 9 قصص بأفكار مختلفة على مدى 45 حلقة، وذلك فى وقت قصير جدا تحت ضغط نفسي وعصبي وجسماني، وبالفعل الورق طالع حلو جدا، كل الشخصيات المشاركين أبطال وليس فقط لملء الهواء، إنما متوظفين بشكل جيد جدا، وبحرفية عالية وهذا الشيء نفتقده فى مصر، لأن أغلب المؤلفين يكتبون لفكرة البطل الأوحد والأدوار الأخرى فارغة، تشعر كأن أجزاء حُذفت منها، والسيناريو يعني الأمانة فى نقل الحكاية وإيصال رسالة إنما ظهور البطل وشكله والأكشن الخاص به.

- كيف وجدت التغيرات التي طرأت على الجزء الثاني من العمل بعد انسحاب هاني سلامة؟

صحيح أن الجزء الأول كان من بطولة هاني سلامة وحقق نجاحا كبيرا، لأن كل العناصر كانت متكاملة من الناحية الإنتاجية والاخراجية والكتابية والتمثيل، بدون هذا لن ينجح بطل العمل حتى لو كان بطلا بحجم «هانى سلامة»، وهناك مسلسلات بطولة أسماء كبيرة جدا ولم تحقق النجاح، لأن هذه العناصر غير متوفرة، والجزء الثاني من المسلسل الميزة الوحيدة فيه أنه يتيح بأن يكون هناك أكثر من بطل للعمل بحيث تكون لكل حكاية بطلة.

- لماذا تجذب المسلسلات المنفصلة المتصلة المشاهدين أكثر من غيرها؟

لأنها مختلفة تمامًا عن السائد فى الوقت الحالى؛ «نصيبي وقسمتك» تيمة مميزة من حيث المضمون والقيم والمبادئ التي تقدمها، فكل قصة تقدم رسالة مختلفة، بالإضافة إلى كون الحكايات التي يتم تناولها قريبة جدا من المشاهدين ومن الشارع المصري، وغير قاصرة على الطبقة المرفهة وكذلك غير قاصرة على مشكلات وقضايا المرأة فقط.

- ماذا عن كواليس التصوير؟

ظروف العمل والتصوير صعبة جدا، لأن المسلسل يعرض على الهواء ويتم تسليم قصة قصة، بالتالى شغلنا كله على الهوا، وهو ما يكون ضغطا نفسيا كبيرا جدا، ويعد تحديا لكل كاستنج العمل من ممثلين ومخرج ومؤلف، ولكن أكثر شيء مختلف فى التجربة هو المخرج أكرم فريد، لأن لديه خبرة كبيرة فى الإخراج و«نصيبي وقسمتك» يحتاج إلى رؤية سينمائية فى الإخراج من أجل خروج كل قصة بترتيب صحيح، بالتأكيد كل المسلسلات التي شاركت فيها قبل ذلك فى كفة وهذا المسلسل فى كفة أخرى.

- تخوضين سباق رمضان المقبل من خلال «قانون عمر».. ماذا عنه؟

صحيح؛ إذ تعاقدت مؤخرًا على مسلسل «قانون عمر» للمطرب والممثل حمادة هلال، هذا هو التعاون الأول بيننا، والحقيقة أنني لا أعرفه بشكل شخصي ولكن حب الجمهور له يطمئنني جدا، وكل الكلام الذي سمعته عنه أنه شخصية محترمة ويقدر شغله جدا وهذه هى أخلاق الممثل، بالإضافة إلى كونه شاطرا وموهوبا، والوحيد من أبناء جيله ممن امتهن التمثيل واستمر واستطاع تحقيق نجاح كبير.

- ماذا عن دورك في العمل؟ 

مختلف تمامًا عن كل الأعمال التي شاركت فيها، إذ أقدم دور «سارة» هي شخصية محورية ودور بطولة، فتاة وصولية وشريرة، يجرى حاليا إجراء التعديلات على الـ20 حلقة الأولى ومن المفترض أن يبدأ التصوير آخر الشهر.

- من الذي رشحك للمشاركة في «قانون عمر»؟

مخرج العمل أحمد شفيق، الذي سبق أن تعاونت معه فى مسلسل «عائلة الحاج نعمان» حينها خاطر وأسند إلىَّ دورا مهما ورئيسيا بهذا العمل لفتاة من طبقة فقيرة وبلدي، وكوني تونسية وغير محتكة بهذه الطبقة فكان تحديا كبيرا له، فى البداية لم أكن مقتنعة بأنني أستطيع تقديم هذه الشخصية ولكن حماسه شجعني، وبعد انتهاء التصوير قال لي «إن شاء الله هتكونى معايا السنة جاية»، بالفعل عندما عرض علىَّ مسلسل «قانون عمر» وافقت على الفور لأن الورق حلو جدا، بالإضافة إلى أنه مخرج شاطر يستطيع توجيه الممثل ويجعل الأجواء داخل اللوكيشن حلوة جدا، «لأنى مابعرفش أشتغل مع مخرجين بيزعقوا فى اللوكيشن».

- هل تجدين صعوبة في إثبات نفسك داخل مصر؟

إثبات النفس داخل بلدي تونس ليس سهلًا، بالتالى الأمر بيزداد صعوبة عندما تكون خارج نطاق بيئتك التي تربيت فيها، لأن الوسط الفني صعب جدا، ونحتاج معادلة من أجل النجاح وليس حظا، وهناك طريق آخر أستطيع أن أكون نجمة ولكني لست ممثلة، هذا موجود كثيرًا، ولكني أثبت نفسي كممثلة.

- الفترة الماضية أعلنت أن العلاقات في الوسط الفني صعبة.. ما كواليس هذا التصريح؟

العلاقات داخل الوسط الفني ليست حقيقية وقائمة على المجاملات والتكريمات -فقط مجرد شو- لكن لا يوجد شيء حقيقى ومن يقول غير ذلك فهو يدعى، لأنه من المستحيل أن تكون داخل الوسط صداقات، أكثر علاقاتي تقع تحت بند الزمالة، لأن فى النهاية كله يركز على شغله والمنافسة شديدة، صعب يكون فيه علاقات فى الوسط الفني خاصة بين البنات، عن نفسي أركز على شغلى وبس ولا أبحث عن العلاقات لأنها لا تستمر وتتلف سريعًا.

- هل هذا أحد أسباب قلة مشاركاتك في الدراما؟

ربما، لأن الوسط الفني قائم على الشللية، لازم يكون كل واحد لديه شلة «اللى ماعندهوش شلة بيتعطل فى الشغل، زى مثلا -اللى بعيد عن العين بعيد عن القلب- لأن شلة بيكون فيها المنتج والمخرج والممثل، واللى فى النهاية بيكون قائمة على المصلحة، لأنى عاوزهم يشوفوني كممثل /ممثلة وليس صديقة»، لذلك أنا باحب علاقاتي تكون قاصرة على الزمالة، قد يكون تفكيري بشكل ده أضرّ بي قليلًا.

 

شارك الخبر على