«جمال رمسيس».. الأوروبي الذي حوله فطين عبد الوهاب إلى «لوسي ابن طنط فكيهة»

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

«مين دي ياسميحة، صاحبتك؟.. دي؟ إيه ده يا بابا؟ مش عارف لوسي؟.. (يُكرر نظرته إليه) مين دي يا بنتي؟ أنا مشفتهاش قبل كده... جرالك إيه يا بابا؟ ده ولد.. لا يا بنتي، ده ولد! قولي كلام غير ده، بسم الله الرحمن الرحيم.. ده لوسي ابن طنط فكيهة».. نص مشهد كوميدي خفيف بين السندريلا سعاد حسني والقدير يوسف بِك وهبي حول الفنان جمال رمسيس، بفيلم «إشاعة حب»، 1960، حيث لم يكن يعلم الأخير إن اسم شخصيته تلك سيصبح بطاقة تعارف دائمة بينه وبين الجمهور الذي لم يعرفه قبلها ولا بعدها، وترصد «التحرير» في هذا التقرير، أبرز المعلومات عنه..

1- ولد في 20 يناير عام 1921 بحي شبرا لأم إيطالية.

2- بعد وفاة والده، بعدما طلب خاله، الذي يعيش في الولايات المتحدة، أن يعيش معه وأخاه الفنان ميمو رمسيس، ويُقال بأنهما شاركا هناك في أدوار صغيرة بالتليفزيون الأمريكي.

3- في عام 1959 عاد «جمال وشقيقه» لمصر وشاركا سويًا في أول عمل فني هو فيلم «إسماعيل ياسين في البوليس السري»، وحاز الثنائي منذ ظهورهما على لقب «شريري السينما» بسبب ظهورهما في هذا الدور رغم أنه قُدِم بشكل غير مماثل للشر الذي اعتادت الأفلام المصرية على تقديمه.

4- أهم أدوار الراحل على الإطلاق، تلك التي قدمها في فيلم «إشاعة حب»، حيث لا يزال الجمهور يتذكر شخصية «لوسي ابن طنط فكيهة»، والتي قدّمها خلال الفيلم، وعلقت في أذهان الجميع، ولم يصدق نفسه حين اختاره المخرج فطين عبد الوهاب، ليقوم بدور الفتى المستهتر الذي ينافس عمر الشريف على قلب سعاد حسني، مع نجوم زمنه أمثال يوسف وهبي وهند رستم وعبد المنعم إبراهيم، ليكون «لوسي ابن طنط فكيهة».

5- جاء ترشيحه إلى تلك الشخصية بشكل غريب، حيث كان «فطين» يريد تقديم كوميديا مختلفة، بعد أن قدّم فيلم «إسماعيل يس في البوليس السري»، في العام السابق، ولكن يبدو أنه لم ينل إعجابه على الشكل الأمثل، ما جعله يعكف بنفسه على اختيار شخصيات فيلم «إشاعة حب»، وكان اختيار الشخصيات مفاجئًا حيث بدت وكأنها جادة مع أن الفيلم كوميدي، إلا أنه استقر على الشخصيات يوسف وهبي، وسعاد حسني، وعمر الشريف، وغيرهم، رغم انتقادات البعض، لكن شخصية «لوسي» حيّرته وجعلته يفكر باستمرار، حيث كان يريد شخصًا مثاليًا للدور حتى يظهر كما يريد، ولكن بعد فترة تسلل اليأس إليه، حتى أنه فكر في تغيير مواصفات دور «لوسي» حتى يجد ممثلًا مناسبًا للدور، تلك الحيرة توقفت حين رشح له أحد مساعديه «جمال»، الذي كان استعان به في فيلمه السابق، وبالفعل حدث ذلك ووجد المخرج ضالته في الفنان الذي كان مازال في بداية عمره الفني، واجتهد في تلك الشخصية بجدارة واقتدار، وافتعل بعض الحركات والإفيهات التي أصبحت فيما بعد أيقونة للولد «الدلوع» الذي يعتمد على أموال أسرته لكي يتفرغ هو لمغازلة النساء وتعلم أحدث الرقصات.

6- موهبة جمال رمسيس أصبحت بعد ذلك محل اهتمام المنتجين والمخرجين، ولكن مع ذلك لا يتعد رصيده السينمائي الفيلمين «إشاعة حب» و«إسماعيل يس بوليس سري» حيث هاجر هو وشقيقه ميمو رمسيس قبل عرض الفيلم وتحقيقه النجاح في دور العرض السينمائي، وكان أيضًا «ميمو» له فيلم سيُعرض وهو «ملاك وشيطان»، حيث توفى خالهما فسافرا إلى أمريكا لإدارة أعماله ولم يعودا لمصر من وقتها، حيث لم يقدم أيًا منهما إلا دورين فقط في مشوارهما الفني.

7- أقاويل كثيرة أُثيرت بشأن «جمال»، وقيل في الثمانينيات أنه الشخصية الحقيقية لرجل المخابرات، رأفت الهجان، خاصةً أن الشخصية التي قدّمها الفنان محمود عبد العزيز في أحد المسلسلات الشهيرة اتضح أنها شاركت في أدوار تمثيلية قليلة قبل أن تسافر ضمن برنامج مخابراتي، كما أن «تسريحة الشعر» التي ظهر بها «عبد العزيز» في الفيلم كانت أشبه لما ظهر به «جمال» في «إشاعة حب»، لكن تلك الأقاويل لم تثبت صحتها، ووفقًا لما ذكرته «الأهرام» سابقًا، فإن المخابرات المصرية أفرجت فيما بعد عن شخصية «الهجان» الحقيقية والتي لم تكن «رمسيس» من قريب أو من بعيد.

8- توفي جمال رمسيس، في 25 سبتمبر عام 2001، عن عمر يناهز 80 عامًا، في ولاية ألاباما الأمريكية، تاركاً خلفه شخصية حُفرت في الأذهان رغم قلة أدواره الفنية.

شارك الخبر على