طائرات تقصف مستشفى في حلب مع تكثيف هجوم تدعمه روسيا

أكثر من ٧ سنوات فى أخبار اليوم

قال عاملون في مستشفى إن طائرات روسية أو سورية قصفت مستشفى كبيرًا خارج الخدمة في حلب وكثفت القوات البرية هجومها على القطاع المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة في معركة قد تمثل نقطة تحول حاسمة في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد. 

وألحق القصف أضرارًا بمستشفى آخر على الأقل وبمركز لتوزيع الخبز مما أسفر عن مقتل ستة من السكان كانوا يقفون في طابور انتظارا للحصول على الخبز في المنطقة المحاصرة التي يعتقد أنها تضم 250 ألف شخص وتتناقص المواد الغذائية المتاحة فيها.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن لديها تقارير عن أن المستشفيين أصبحا الآن خارج الخدمة.

وقتل المئات في الهجوم المستمر منذ أسبوع الذي أحرقت فيه القنابل المباني فانهارت فوق ساكنيها. ولم يعد بالداخل سوى 30 طبيبًا يتعاملون يوميا مع مئات الجرحى.

وقال محمد أبو رجب وهو طبيب أشعة في المستشفى الثاني المعروف باسم مستشفى ميم 10، إن القصف نفذ حوالي الساعة الرابعة صباحا، مضيفًا " أن سقط الركام على المرضى في غرفة العناية المركزة."

وأوضح عاملون في المجال الطبي بالمستشفى ذاته إن الضربات أصابت أيضًا مولدات الأكسجين والكهرباء وإن المرضى نقلوا إلى مستشفى آخر بالمنطقة. ولم ترد تقارير أولية عن سقوط قتلى أو جرحى في المستشفى.

وأظهرت صور أرسلها عامل بالمستشفى لرويترز مخازن ألحقت بها أضرار ومنطقة مغطاة بالأنقاض وسقف منهار فوق ما قال العامل إنه وحدة كهرباء.

وشنت حكومة الرئيس بشار الأسد مدعومة بقوة جوية روسية وقوات برية إيرانية ومقاتلين شيعة من إيران والعراق ولبنان هجوما كبيرا لسحق آخر معاقل المعارضة الكبيرة في مناطق الحضر.

وقسمت حلب التي كانت أكبر المدن السورية قبل الحرب منذ سنوات إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى يسيطر عليها المعارضون. وقد يحقق سحق المعارضة المسلحة في المدينة أكبر نصر للأسد وحلفائه حتى الآن في الحرب.

واستعادة السيطرة الكاملة على المدينة ستعيد سيطرة الحكومة الكاملة على أهم المدن في غرب سوريا التي كان كل السكان تقريبا يقيمون فيها قبل بدء الصراع الذي شرد نصف سكان سوريا وتسبب في أزمة لاجئين وساعد في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.

وبدأ الهجوم بقصف لم يسبق له مثيل الأسبوع الماضي أعقبته حملة برية هذا الأسبوع مما أنهى وقفا للقتال جاء نتاج جهود دبلوماسية استمرت شهور بين واشنطن وموسكو.

وتقول واشنطن أن موسكو ودمشق ارتكبتا جرائم حرب باستهدافهما لمدنيين ومستشفيات وعمال إغاثة وشحنات مساعدات لكسر إرادة السكان وإجبارهم على التسليم وتقول سوريا وروسيا إنهما لا تستهدفان سوى المقاتلين.

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون اليوم أن الذين يستخدمون "أسلحة أكثر تدميرا" في سوريا يرتكبون جرائم حرب وإن الوضع في حلب أسوأ من مجزر.

وأكد الجيش السوري أن مقر اجتماعات لقياديين في جبهة فتح الشام التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة دمر في حي صلاح الدين في حلب اليوم في ضربات جوية مكثفة قرب المدينة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو الأربعاء 28 سبتمبر، إنه يعمل لطرح قرار على مجلس الأمن الدولي لفرض وقف إطلاق النار في حلب السورية وإن أي دولة ستعارض هذا القرار ستعد متواطئة في ارتكاب جرائم حرب.

وأوضح " أنه في هذه اللحظة نقترح مناقشة قرار لفرض وقف إطلاق النار في حلب، هذا القرار سيضع الجميع أمام مسؤولياتهم.. من لن يصوتوا له يخاطرون بمحاسبتهم للتواطؤ في جرائم حرب."

وأضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب وسكان أن مستشفى آخر هو مستشفى ميم2 ألحقت به أضرار في قصف على حي المعادي في حلب. حيث قتل ستة أشخاص على الأقل وهم واقفون في طوابير انتظارا لتسلم الخبز من مركز قريب لتوزيعه.

وإمدادات الغذاء محدودة للغاية في المنطقة المحاصرة والمحاصرون بالداخل كثيرا ما يقفون في طوابير الغذاء منذ الساعات الأولى من الصباح.

ويترك انهيار عملية السلام السياسة الأمريكية إزاء سوريا في حالة تخبط ويعتبر صفعة شخصية لوزير الخارجية جون كيري الذي قاد المحادثات مع موسكو على الرغم من تشكك مسؤولين كبار آخرين في إدارة الرئيس باراك أوباما.

ومع انهيار وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي وصف عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون مكين وزير الخارجية بأنه "شجاع ولكن مضلل."

تقول واشنطن إن الهجوم يظهر أن الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تخليا على المفاوضات من أجل تحقيق نصر على أرض المعركة وتراجعا عن إجماع دولي سابق مفاده أن لا طرف يمكنه أن يحقق النصر بالقوة. وقال حلفاء الأسد الإيرانيون واللبنانيون من حزب الله في الأيام القليلة الماضية إن النصر سيتحقق على أرض المعركة.

لكن تظل المعارضة تمثل قوة عسكرية قادرة حتى بعد أن فقدت السيطرة على معاقلها في المدن. وينهي انهيار جهود السلام خطة مقترحة لفصل مقاتلين يدعمهم الغرب عن متشددين إسلاميين.

وقال المقدم فارس البيوش أحد قادة المعارضة لرويترز إن دولا أجنبية أعطت المعارضة نوعا جديدا من صواريخ جراد سطح-سطح. وأضاف أن الصواريخ التي يتراوح مداها بين 22 و40 كيلومترا وصلت بكميات كبيرة وستستخدم على جبهات القتال في حلب وحماة والمنطقة الساحلية.

وأظهر تسجيل فيديو نشر على موقع يوتيوب يوم الاثنين معارضين من جيش سوريا الحر يطلقون صواريخ جراد على مواقع حكومية قرب حلب. وقال البيوش إن الأسلحة المصورة في التسجيل وصلت حديثا.

 

قال مسؤول بارز من المعارضة إن القوات الحكومية تحتشد في إطار تحضير فيما يبدو للمزيد من الهجمات البرية في مناطق وسط المدينة.

وأضاف أن مقاتل من جماعة الجبهة الشامية في تسجيل صوتي أرسل لرويترز، مشيرا إلى منطقة في وسط المدينة شهدت قتالا أمس الثلاثاء إن اشتباكات اندلعت في السويقة من الساعة الخامسة صباحا وحتى الآن والجيش تقدم قليلا لكن المقاتلين يتصدون له الآن.

وأشار مسؤول معارض آخر إلي أن القوات الحكومية تهاجم كذلك مخيم حندرات للاجئين الذي تسيطر عليه المعارضة على مسافة بضعة كيلومترات شمالي حلب.

وقال المسؤول زكريا الملاحفجي رئيس المكتب السياسي لجماعة فاستقم لرويترز من تركيا لا يبدو أن عملياتهم في المدينة القديمة هي العملية الرئيسية بل تشتيت لإنهاك الناس على هذه الجبهة والتقدم باتجاه المخيم.

ودعا البابا فرنسيس لوقف قصف المدنيين في مدينة حلب السورية وحذر من يفعلون ذلك اليوم الأربعاء (28 سبتمبر أيلول) من عدالة الرب التي ستحل بهم.

شارك الخبر على