تفاصيل انتحار شاب بسبب لعبة «كونكر»

أكثر من ٦ سنوات فى الموجز

محمد عبدالرحمن
عشرات الأطفال والشباب  يتجمعون وعلى وجوههم يبدو التركيز الشديد، على شاشات أجهزة  الكمبيوتر داخل أحد "السيبرات" بمنطقة المرج؛ لخوض أدوار جديدة من لعبة "كونكر" العالمية.
طوال فترة الوجود داخل "السايبر" تكاد لا تسمع غير أصوات تكات أصابعهم على لوحة المفاتيح، وصيحات غضب عن الإحباط، فيصيح أحدهم بصوت مرتفع: «نحو عشرة مليون بسرعة»، ليرد زميله الآخر: «أنا ناقصلي وقت قد إيه؟»
طبيعة لعبة الــ«كونكر»أحد الشباب المهووس بتلك اللعبة يشرح لنا طبيعتها، وحقيقة انتحار زميل لهم، يدعى "أمير"، كان يلعب معهم لعبة "كونكر" يوميا، وبشكل منتظم، قائلا: "بنلعب وبنتسلى بس للأسف أصبحت شبه إدمان، ومكنتش أتوقع أن صاحبي أو حد بصفة عامة ينتحر بسبب لعبة "كونكر" ومش هنقدر نستغنى عنها للأسف".
يستكمل "ك. ف" بصوت حزين، البدايات التي جمعت صديقه أمير بلعبة "كونكر": «كان بييجى كل يوم يلعب في السيبر عندنا، ويكسب ويخسر والأمور شبه طبيعية، لكن فجأة أول الأسبوع الماضي، دخل أمير علينا في حالة من العصبية وغضب شديد، وجلس على الكرسي أمام الجهاز، قائلا: "انا مستلف من مكان عملي مبلغ ٢٥٠٠ جنيه، وإما أكسب وأسدد جميع ديوني، أو إنني لن أذهب للعمل مرة أخرى"».
أمير شاب عشريني، متزوج منذ أكثر من عام ونصف، رزقه الله بمولودة منذ ثلاثة أشهر، لم يضع أمير الشاب المنتحر بسبب خسارته في لعبة "بوكر كونكر" اعتبارا لحالته، وحال زوجته وابنته الرضيعة، التي لم تتجاوز الثلاثة أشهر، ودفعه الشيطان لإلقاء نفسه في النيل، بعد خسارة ٢٥٠٠ جنيه، وتراكم الديون؛ بسبب المراهنات التى تفرضها اللعبة.
حاولنا التواصل مع شقيق أمير، رفض التحدث معنا، وبسؤال أحد الجيران، قال: «أمير اختفى يوم الخميس من البيت، نزلنا السكن الخاص به وجدناه ترك جميع متعلقاته الشخصية، من أول الفيزا كارت والهاتف المحمول ومفاتيح الشقة، التي تلازمه في جميع مشاويره باستثناء بطاقته الشخصية، قام بأخذها معه».
وبالسؤال، كيف تم إخبارهم بأن أمير انتحر، يقول أحد رواد السايبر الدائمين: "شقيق أمير أخبرنا بأنه تلقى اتصالا تليفونيا من أحد الأشخاص المجهولة، يقول له: «إنت من أسرة فلان الفلاني؟ رد الآخر: أيوة أنا شقيقه. ليبلغه المتصل عثرنا على جثة أخوك غارقة في النيل، بعدما قام بإلقاء نفسه».
كيفية اللعب بـ«كونكر»قمنا بالاستفسار من عامل داخل أحد السيبرات عن طبيعة وشروط تلك اللعبة "كونكر"، قال "ح. م": «في البداية بتقوم بعمل إيميل على السيرفر الخاص باللعبة، والانضمام إلى أحد الجروبات؛ لبدء اللعب مع ملايين الأشخاص حول العالم، لكن الشرط الوحيد أن يكون لديك على الأقل ١٠ ملايين نقطة، ويتم بيع المليون نقطة بسعر ٢ جنيه "سعر ثابت"، في جميع السيبرات داخل مصر، وتحدد السعر الشركات المتحكمة في اللعبة داخل مصر، ولم تكن حالة أمير الحالة أو المصيبة الوحيدة التي كانت لعبة "كونكر" سبب الكثير من مشاكلها».
خسائر ممارسة لعبة "كونكر"بالانتقال للحديث لشاب لم يتجاوز عمره العشرين عاما عن تأثير اللعبة على حياته، قال: «أنا في يوم واحد استلفت ٢٦ ألف جنيه، وللأسف خسرتهم كلهم، وكانت الخسارة سبب رئيسي في عدم استكمال مشروع الخطوبة الخاص بي».
أثناء تفقدنا محل آخر متخصص في تلك اللعبة أيضا، تحدث معنا شاب، قائلا: «أنا بلعب كونكر منذ سبع سنوات وأكثر، ربحت الكثير وخسرت الكثير أيضا، أعلى مبلغ ربحته كان ٨٠ ألف جنيه في يوم واحد فقط، لكن للأسف كله راح، وخسرتهم في نفس الأسبوع بسبب الطمع».
الأمر لم يختلف كثيرا عن زميل آخر له في اللعبة، رفض ذكر اسمه: «أنا قمت ببيع الموتوسيكل الخاص بي، وبعت الهاتف المحمول علشان اللعبة، أصبحت شبه إدمان ليا، يوميا أقضي ما يزيد عن ٨ ساعات أمام الجهاز في منزلي أو داخل أحد السيبرات؛ لتكوين فريق خاص بي، وعبور مراحل جديدة في اللعبة التي يبلغ عدد مراحلها ١٤٠ مرحلة، كل واحدة منفصلة عن الأخرى».
[[{"fid":"1610057","view_mode":"wysiwyg","fields":{"format":"wysiwyg","alignment":"","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false,"external_url":""},"link_text":null,"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"wysiwyg","alignment":"","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false,"external_url":""}},"attributes":{"height":800,"width":480,"class":"media-element file-wysiwyg","data-delta":"1"}}]]

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على