أبناؤك، وأبناء أنجلينا جولي..

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

لميس ضيفقد تواجهون صعوبة في تصديق أن النجمة أنجلينا جولي، التي تجني الملايين سنويا من عملها، لا تملك خدما وحشما وتضطر لرعاية أطفالها الستة بنفسها بمساعدة الكبار منهم! وستُفاجأون حتما إن علمتم أن نجماً كجورج كلوني، الذي أصبح أبا مؤخرا، لا يستعين بمربيات ويشتكي من قلة النوم لكونه يستيقظ كل ليلة لمساعدة زوجته -المحامية المرموقة- في العناية بتوأمها! ففي تلك المجتمعات، وبغض النظر عن القدرة المالية للعائلة، ليس من الشائع الاستعانة بعمال منزليين. بل يستعين الوالدان عند الحاجة بـ«جليسة أطفال» تتقاضى من 5-10 دولارات في الساعة نظير مجالسة الصغار في حال اضطر والداهم لتلبية دعوة زفاف أو حضور مناسبة ما.يصعب علينا استيعاب هذا الأمر -نقول- لأننا أكثر شعوب العالم اتكالا على العمال المنزليين. %38.5 من مجموع العمال الوافدين -التي تفوقنا عددا- هم عمال منزليين. ولا تكاد أسرة، صغرت حجماً أم كبرت، تستغني عن العاملات تستوي في ذلك الأسر محدودة الدخل والأسر الميسورة والسبب في ذلك واضح: حقيقة أن أغلب من بالمنزل يتعاملون معه معاملة الضيوف. فلا يخطر ببالهم مد يد المساعدة. بل ولا يفكرون في ترتيب أشيائهم وحاشا لله أن يتصدى أحدهم لغسل أو كي ملابسه أو ترتيب حاجياته ناهيك عن مساعدة والدته أو زوجته. ولا تقتصر تلك الاتكالية الأنانية على الذكور؛ فالفتيات اليوم ينافسن إخوانهن في الكسل واللامبالاة فلا تجد الأم مناصا من الاعتماد على عاملة منزل أو اثنتين لتتمكن من إدارة شؤون المنزل وخدمة هذا العدد من الأفراد.الأمر يشبه لحد بعيد خدمة الأم لعائلة من المعوقين. فهم بحاجة لمن يطعمهم، ويغسل صحونهم، ويرتب أسرّتهم وينظّف مخلّفاتهم التي يرمونها في كل مكان. وربة المنزل ليست ضحية هنا كما تُوحي السطور. بل هي جانية على زوجات أبنائها مستقبلا وعلى بناتها اللواتي سيلعبن دورها في الغد القريب؛ لأنها النموذج الذي سيبنون عليه مفهومهم للزواج والأمومة.لسنا ضد الاستعانة بالعاملات المنزليات -سيما إن كانت المرأة عاملة- ولكننا ضد الاتكالية والأنانية والحياة الخالية من المسؤولية. إنه من المعيب حقا أن يكون المرء بكامل صحته وقوته ويحتاج لمن يلتقط مهملاته من ورائه. إنها صورة بشعة لم نعد نشعر بخزيها من فرط ما ألفناها. ومن واجب الوالدين أن يحرصوا على إعداد أبنائهم لكافة الظروف وأولها أي خطب سيضطرنا للاستغناء عن تلك العاملات اللاتي أغرقن مجتمعاتنا وغيّرن ماهية شخصياتنا وصارن يربين أبناءنا عوضا عنا.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على