لن أكون جزءًا من مسرحية.. السادات يوضح أسباب انسحابه من انتخابات الرئاسة

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

قال محمد أنور السادات إنه قرر وبشكل نهائي عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدًا أنه لن يكون منافسًا شكليًا أو جزءا من مسرحية حسب وصفه.

وأضاف في تفاصيل وأسباب عدم ترشحه للانتخابات: فضلت ألا أكون منافسًا شكليًا أو جزءا من مسرحية ما لم تكن هناك أسس وضمانات واضحة لنزاهة وحيادية مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية وشواهد تؤكد تفعيل تلك الضمانات.

وتابع "أن الجدول الزمني لانتخابات الرئاسة والذي أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات جاء مخيبًا للآمال في العديد من النقاط وعلى رأسها مدة الدعاية الانتخابية وضيق المهلة المحددة لجمع توكيلات المواطنين وتزكيات النواب".

وإلى نص البيان:

وبعد إعادة نظر وقراءة للواقع ولمؤشرات المشهد الانتخابى التى لا تطمئن كان القرار وبكل أسف عدم الترشح وأن أظل أمارس دورى فى الدفاع عن قضايا وهموم ومشكلات المواطنين وحقوقهم وحرياتهم مع أمل لن يموت فى مستقبل أفضل سوف نعيشه يوما ما حين تكون هناك أجواء مغايرة وإيمان بالارادة الشعبية وبحق الشعوب فى أن تحدد مصائرها وتشارك فى الحكم.

وأدعو كل الناخبين إلى عدم المقاطعة والنزول والإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم بإيجابية لبناء مستقبل أفضل لمصرنا العزيزة.

توالت على الشعب المصرى أنظمة وحكومات عدة ولم يشعر الشعب يوما بأنه شريك فى الحكم، لقد كان المصريون يأملون يوما بعد الآخر أن يصبحوا شركاء فاعلين فى بناء مستقبل مصر كما يتطلعون، وأن يكون لهم صوتا مسموعا ورأيا يوضع فى الاعتبار فيما يتعلق بشئون مصر السياسية والاقتصادية وكافة مناحى الحياة.

إن إشراك الشعب فى تحديد مستقبله ومصيره لن يتأتى إلا من خلال بناء مؤسسات مدنية ديمقراطية يحكمها الدستوروالقانون والتزام المواطن بما له من حقوق وما عليه من واجبات تجاه الدولة والمجتمع فى ظل سيادة الإرادة الشعبية حينها سيكون الشعب هو صاحب الكلمة ومصدر السلطات. لا سلطة فوق سلطته. ولا إرادة فوق إرادته.

وانطلاقا من رغبة حقيقية فى التغيير وبناء مستقبل أفضل لمصر وأبنائها جاءت فكرة ترشحى للمنافسة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

‎- لم تكن فكرة الترشح قرارا فرديا وإنما جاءت بناء على رغبة الكثيرين ممن لديهم ثقة كبيرة فى شخصى ورؤيتى للواقع والمستقبل وما يستلزمه من إصلاحات.
‎- جرت مناقشات ولقاءات وحوارات مع فئات وقطاعات مختلفة من المصريين وخاصة الشباب مما جعلنى أشعر أن هناك آمالا وتطلعات لا ينبغى التخلى عنها.

‎- كانت تجاربى وخبراتى فى العمل السياسى والأهلى والتنموى ومواقفى المعروفة على مدى أنظمة وحكومات وبرلمانات مختلفة دافع كبير فى الإيمان بالفكرة وتطبيقها على محمل الجد.

- لمست عن قرب تعطش كثيرين إلى وجود برلمان حر مستقل وإعلام متعدد الآراء وقضاء مستقل وحياد أجهزة الأمن والجيش دون تمييز مع رقابة كاملة للقضاء على الفساد والمحتكرين.

‎- بالنظر إلى ما تمر به مصر من أحداث وظروف اقتصادية قاسية وواقع مؤلم يتحمله متوسطو ومحدودو الدخل يتطلب أن نغير سياساتنا ومن خلال خطط واستراتيجيات واضحة تحدد أولوياتنا بمدى زمنى محدد ومنهج جديد فى التعامل مع دول العالم من حولنا وخصوصا ما تمر به المنطقة العربية من صراعات وتحديات وإرهاب يتطلب لم الشمل لكل القوى الليبرالية والإسلامية والمسيحية على قاعدة نبذ العنف واحترام الدستور وسيادة القانون.

وبدأنا منذ شهور فى إعداد حملة ترشحى للرئاسة إذ قام على الحملة مجموعة منتقاة بعناية من خبراء ومتخصصين وذوى التجارب فى شتى مجالات التعليم والاقتصاد والصحة والإعلام والعدالة وغيرها إلى جانب متطوعين من شباب وشابات وفئات عمرية مختلفة تمثل العمال والفلاحين والنخبة والمثقفين وغيرهم من طوائف الشعب على اختلافها.

-عكفنا على عمل برنامج رئاسى يليق بمصر والمصريين نابع من احتياجاتهم وملبيا آمالهم وتطلعاتهم.

‎- اخترنا شعارا معبرا للحملة وكان الإجماع على شعار (الشعب يحكم).
وبعد نظر وتدقيق ومراجعة انتهينا من إعداد البرنامج وفلسفته وكل ما يتعلق بالحملة.

‎- كانت هناك مجموعة عمل لجمع التبرعات من المواطنين ورجال الأعمال وأخرى مكلفة بالتواصل الجماهيرى لإعداد التوكيلات اللازمة للترشح ٢٥ ألف توكيل من ١٥ محافظة وذلك حسب شروط قبول أوراق الترشح.

‎- وشكلنا لجنة إعلامية على أعلى مستوى مكلفة بمهام محددة للتواصل وترويج أفكار الحملة والرد على استفسارات المواطنين فى الداخل والخارج والتواصل مع منظمات المجتمع المدنى لمتابعة الانتخابات.

‎- استنفدنا وقتا وجهدا هائلا فى التنظيم والإعداد لحملة رئاسية تستطيع أن تنافس بقوة إذا توفرمناخ من الشفافية والحيادية والنزاهة.

لكن يبدو أن هذا كله لا يكفى ولن يكون فعالا مالم يكن هناك إيمان وقناعة بالديمقراطية وبفكرة التداول السلمى للسلطة وأن أى رئيس لا يخلد إلى الأبد فى السلطة.

‎ - فوجئنا بحملات من بعض وسائل الإعلام وصحف موالية ومدعومة من النظام لشن هجوم لا مبرر له على كل من ينتوى الترشح ممن لهم ثقل سياسى فضلا عن مضايقات كثيرة لأنشطتهم وأعمالهم.

‎- بدأت حملات أخرى يتبناها بعض الأجهزة والمسئولين الحكوميين لجمع توقيعات وملصقات فى المصالح الحكومية والوزارات وغيرها لمطالبة الرئيس السيسى بالترشح لفترة رئاسية ثانية نزولا عن الإرادة الشعبية بالإضافة إلى حشد وشحن الرأى العام والإعلام بالحديث المتواصل عن إنجازات الرئيس وأنه لا بديل له، وهذا كله قبل فتح الباب لبدء إجراءات الترشح وهى مخالفات كبيرة لم تتعرض لها الهيئة الوطنية للانتخابات.

- أصبح المناخ العام لا ينبئ بإمكانية التنافس الشريف بل وقد يدفع الثمن بعض من أعضاء الحملة فالانتخابات سوف تجرى فى ظل قانون الطوارئ وتقييد الحق فى التظاهر والتجمع السلمى.

- فضلت آلا أكون منافسا شكليا أو جزء من مسرحية ما لم تكن هناك أسس وضمانات واضحة لنزاهة وحيادية مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية وشواهد تؤكد تفعيل تلك الضمانات.
 

 

شارك الخبر على