أسئلة مشروعة مـاذا بـعد لـقـب «خليجي ٢٣»؟

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

متابعة: سعيد الهنداسيبعد تتويج منتخبنا الوطني الأول بلقب بطولة خليجي 23 والتي أقيمت في كويت المحبة والسلام وحقق فيها منتخبنا كأس البطولة، عمّت الفرحة ليس فقط أرجاء عُمان بل لن نبالغ إذا قلنا إن هذه الفرحة شاركنا فيها كل إخواننا العرب والخليجيين والجاليات التي حضرت على أرض السلطنة وهذا إن دل على شيء فهو دلالة على المكانة الكبيرة التي وصلنا إليها من تقدير شعوب تلك الدول لنا كعُمانيين أولا وللسياسة الحكيمة التي يقودها مولانا جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- في جعل عُمان واحة أمن وسلام للجميع.وبلا أدنى شك فرحة الفوز غالية وكانت لحظة التتويج رائعة وبعد الوصول إلى أرض الوطن احتفلنا وفرحنا مع كل عاشق للمنتخب سواء من خلال الاحتفال في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر أو من خلال المسيرات التي طافت كل أرجاء عُماننا الحبيبة من أقصاها إلى أقصاها. أما الآن فلا بد من طي صفحة خليجي 23 والتفكير في الاستحقاقات المقبلة والتي من أهمها نهائيات أمم آسيا التي ستُقام في دولة الإمارات العربية المتحدة العام 2019 والتي لا بد أن تكون لنا وقفة معها لتحقيق إنجاز هذه المرة على مستوى القارة الآسيوية.فكان سؤالنا لمن شاركنا في هذا الموضوع حول كيفية استثمار النجاح في تحقيق لقب خليجي 23 لتقديم مستويات جيّدة وإنجاز جديد على مستوى آسيا ولأننا خرجنا من بطولة خليجية قبل أيام أردنا أن تشاركنا أيضا مجموعة من المحللين والنقاد الرياضيين من عُمان والخليج بشكل عام.ليس صدفةالبداية مع الإعلامي والمذيع في إذاعة وتلفزيون دولة الكويت الشقيقة جابر نصار الذي وصف الفوز الذي حققه المنتخب العُماني على الإمارات في المباراة النهائية في بطولة خليجي 23 وتتويجه باللقب بأنه لم يكن بمحض الصدفة، وأضاف قائلا: الفوز العُماني بكأس خليجي 23 لم يكن وليد الصدفة بل ذهب الكأس للفريق الأفضل فنيا وجماعيا وجماهيريا، وهذا الفوز أعاد الثقة من جديد للشارع العُماني الذي كان في حالة عدم رضا عن المنتخب خلال السنوات الأربع الأخيرة حيث مرّ بتراجع وتخبطات وغياب الرؤية ومن أسبابها عدم الاستقرار حتى في اختيار اللاعبين وعدم الاستفادة من الإخفاقات السابقة، ولكن مع إدارة الشيخ سالم الوهيبي وهو شخصية رياضية مثقفة رياضيا عرفته عن قرب عندما أجريت معه لقاءً تلفزيونيا في مسقط عندما كان رئيسا لنادي مسقط قبل سنوات ومن خلال حديثه كان الرجل يملك بعد نظر وأفكارا طبّقها في أجندته الرئاسية بعد أن تسلم رئاسة الاتحاد وكان الاختبار في خليجي 23.الاهتمام بالقاعدةوفي إجابته عن كيفية استثمار النجاحات التي تحققت في خليجي 23 وكيف يحافظ الأحمر العُماني على مستواه؟ أوضح «بو نصار» بقوله: الاهتمام في القاعدة وضم اللاعبين من (الفرجان) الحواري وإقامة دوري يشرف عليه اتحاد الكره واختيار الأفضل وكذلك الاستقرار على الفريق فنيا وإداريا وأن تكون هناك مباراة ودية للمنتخب في كل شهر يتم تجميع الفريق من جديد حتى يكون الطموح فيما بعد للوصول إلى أكبر البطولات ومنها كأس العالم.مواصلة الدعمعبدالله بو نوفل إعلامي بحريني تحدّث في البداية عن منتخبنا الوطني واصفا الإنجاز الذي حققه في خليجي 23 بالكويت بأنه مستحق، وأضاف: المنتخب العُماني يستحق بطولة كاس خليجي 23 بكل جدارة واستحقاق وهذه بشهادة الجميع من محللين وإعلاميين ونقاد، فهنيئا للشعب العُماني هذا الفوز وأتمنى أن يتم استثمار هذا الفوز من خلال مواصلة الدعم المنتخب للإعداد الجيّد لهذا الجيل القادر على صناعة تاريخ جديد في أمم آسيا والذي قدّم أوراق اعتماده بشكل كبير وهو قادم للمستقبل وينافس المنتخب السابق أو الجيل الذهبي للكرة العُمانية ويجب الحفاظ عليه من الجميع وتوفير البيئة الصالحة للمدرّب للعمل من حيث الإعداد الجيّد وإقامة معسكرات ومباريات ودية دولية على مستوى عال للاحتكاك ليعود بأثر جيّد. ويضيف بو نوفل: هناك خطوات لتحقيق هذا المطلب وهي التكاتف والتلاحم من الجميع وعدم التقاعس وهناك بوصلة واحدة لتحقيق فرحة قادمة للرياضة العُمانية.الرؤية واضحةالمحلل الرياضي محمد العاصمي والذي كان سفيرا لنا في خليجي 23 عبر قناة الكأس في برنامج المجلس مع الإعلامي خالد جاسم، تحدّث قائلا: من وجهة نظري الآن أصبحت للمدرّب رؤية أكثر وضوحا حول الفريق والمراكز التي تحتاج إلى تعزيز واللاعبين الذين باستطاعتهم تحقيق الأهداف التي يريدها كمستويات، والنواقص الآن أصبحت واضحة بالنسبة للمدرّب، والخطوة الأولى بالنسبة للمدرّب هي إيجاد حلول لمثل هذه المشاكل ومنها الناحية الهجومية للفريق والعناصر التي يرى أنها تستطيع تحقيق النجاح للأسلوب الذي يريده لذلك أصبحت الرؤية الفينة للفريق واضحة من قِبل المدرّب.شخصية وهويةويضيف العاصمي: أصبحت للفريق الآن ثقة واضحة وشخصية وهوية وهذا سهّل لنا الكثير من الأمور؛ فعندما تلعب في مواجهات قادمة ستكون لديك ثقة في الفريق واللعب بأريحية واللاعبون سيظهرون إمكانياتهم وهناك أيضا الاحتكاك القوي الذي من المفترض أن يتوفر للفريق في المرحلة المقبلة، ومن الآن حتى بطولة أمم آسيا نحتاج إلى ما يقارب من 20 مباراة ودية دولية حتى موعد البطولة وتكون على مستويات عالية لا تقل عن مستواك وكذلك استغلال فترة التوقفات في نهاية الموسم وعمل تجمعات قبل الراحة السلبية للوصول إلى نهائيات آسيا، كما أن اللاعبين لدينا في معدلات عمرية صغيرة وهذا عامل إيجابي للاستمرار، وهذه البطولة تختلف عن خليجي 19 التي كان أغلب اللاعبين وصلوا لمرحلة عمرية متقدمة، وميزة الفريق الحالي أنه حقق لقبا وهم في أعمار سنية صغيرة وبإمكانه العطاء حتى سنوات 10 مقبلة بالإضافة إلى إقامة عملية تعزيز مرحلية من خلال ضم لاعب بارز أو الاستغناء عن لاعب قل مستواه.شهادة ميلادفهد الروقي إعلامي سعودي بدأ مشاركته مهنئا منتخبنا بالإنجاز الخليجي وتحقيقه لقب بطولة خليجي 23، وأضاف: نسوق التبريكات للأشقاء في عُمان الحبيبة بالفوز أولا ثم بالأسماء الشابة المميّزة التي كانت في قمة حضورها في البطولة. هذا الفوز هو شهادة ميلاد لجيل جديد للكرة العُمانية حتى يمضي قدما في المنافسة على بقية البطولات.ويضيف الروقي: على القائمين على الكرة والإعلام والجماهير عدم تحميل الفريق فوق طاقاته بالترشيح للبطولة القارية أو غيرها على اعتبار أن أحد أهم أسباب الظفر بكأس الخليج قدوم الفريق من الظل بعيدا عن الترشيحات والضغوطات، ولو تم استثمار نفس الحالة قبل كأس آسيا فربما يكون منتخب عُمان أحد المنافسين على اللقب شريطة أن تتوفر جميع عوامل الانتصار السابق وأهمها إبعاد اللاعبين عن الضغوطات نظرا لصغر أعمارهم وعدم توفر الخبرة العريضة لديهم.كوكبة متميّزةحامد العميري إعلامي كويتي تحدّث عن كيفية استثمار الفوز بلقب خليجي من خلال المحافظة على هذه الكوكبة المتميّزة من اللاعبين الشباب وبالجهاز الفني نفسه مع تطعيمه ببعض الخبرات من بعض اللاعبين الذين لديهم باع طويل في المنتخب العُماني الذين من الممكن توظيفهم، والاستمرار بالتجانس من خلال إقامة مباريات تجريبية تصقلهم لتحقيق الطموح، ودائما الطريق إلى القمة سهل ولكن المحافظة عليه صعب، ويبقى أن المشوار ما يزال طويلا وهناك فرق أخرى أيضا تستعد ولديها نفس الطموح، وأتمنى أن يحقق المزيد من البطولات مع إقامة معسكر خاص للمنتخب العُماني ومباريات ودية يلعبها لأجل زيادة الخبرة والتجانس ودراسة السلبيات التي حدثت في بطولة كأس الخليج لتجاوزها ووضع النقاط على الحروف على كل الأماكن الموجودة في الملعب.تطوير الواقعأنور الحبسي مدرّب نادي المضيبي نختتم معه آراء الفنيين والمحللين حول كيفية استثمار الفوز بخليجي 23 فيقول: أتمنى ألا نربط طموحنا بهدف قصير المدى، فالكل يتمنى أن يرى منتخبا منافسا في بطولة آسيا المقبلة، ولكن وبأمانة يجب علينا أن نستثمر هذه الفرحة الكبيرة باللقب الخليجي في إدراك أهمية الرياضة وكرة القدم بين الشعوب، وأهميتها في رفع اسم البلد في المحافل والمنافسات الخارجية، ولذلك علينا أن نستثمر هذا الفوز في تطوير واقع أنديتنا الصعب، باعتبارها أساس هذا المنتخب، وتغيير نظام الهواية الحالي بدخول عالم الاحتراف الحقيقي للكرة العُمانية أسوة بمنافسيها في القارة الآسيوية. مع الاهتمام بتطوير البنى الأساسية والكوادر البشرية الداعمة لهذا التحوّل. وتأكد أن مع هذه التغيّرات سنمتلك منتخبا عُمانيا منافسا آسيويا بوجود المواهب المميّزة ببلدنا، وبعزيمة وروح عالية عُرف عنها أبناء السلطنة.لا مستحيلوحول الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق هذا المطلب ورؤية المنتخب على منصات التتويج في قارة آسيا يُنهي الحبسي مشاركته قائلا:الوجود بمنصة آسيا ليس بالأمر السهل ولا بالمستحيل ولذلك على المدى القريب علينا أن نسعى ونسهّل فكرة احتراف لاعبي المنتخب في الدوريات الأقوى بالمنطقة الخليجية أو خارجها، وعلى الجهاز الفني تعزيز بدائل الفريق بدكة أقوى مما شاهدناه في كأس الخليج، مع توفير مباريات ودية قوية تتناسب مع المنافسين بكأس آسيا.

شارك الخبر على