روما تحتفل بـ«الملك» في عيد ميلاده الأربعين

روما تحتفل بـ«الملك» في عيد ميلاده الأربعين
ما يقرب من ٩ سنوات فى التحرير

قميص ناديه العريق، هو بمثابة جلده الثاني، وعندما ينزعه ترى أوشامه، من بينها وشم يصور مصارعًا من روما العتيقة، ليبرهن أن حب للنادي والمدينة متجذر في عروقه، هو الذي كبر وترعرع في حي "أبيو لاتينو" لا يلعب فقط من أجل ألوان النادي، بل إنه يقاتل من أجلها ويعيش من أجلها ويمكن أن يفعل أي شيء تقريبًا في سبيلها، وقال ذات مرة "رغم أنه أتيحت لي العديد من الفرص للانتقال وكنت دائما أقول أنني لا أريد أن ألعب سوى لنادي وحيد أنا ابن روما وعاشق نادي روما، هكذا سأظل حتى الموت، كما أنني لا أعرف كيف يمكن تبرير ذلك لأبنائي في المستقبل، فالعشق كان دائمًا أقوى من كل العروض"، هو ملك روما الحقيقي «فرانشيسكو توتي».

في العادة لا يعطي المرء لنفسه هدية يوم عيد ميلاده، لكن عندما تكون الهدايا أرقاما قياسية باهرة، يصبح هذا خيار لا بد منه رغبة في معانقة المجد، والجميع يعرف في نهاية الأمر أن الإنجازات والأرقام القياسية من الصعب للغاية بلوغها.

نجح فرانشيسكو توتي يوم الأحد الماضي، في تحطيم حاجز الـ 250 هدفًا، خلال مباراة روما ضد تورينو، وذلك قبل 3 ثلاثة أيام من بلوغه سن الأربعين، ليقترب من الوصول لرقم "سيلفيا بيولا" الذي سجل أكثر 290 هدفًا في الدوري الإيطالي الممتاز، كما يملك توتي الآن في رصيده 306 أهداف في 763 مباراة رسمية مع ناديه المحبوب روما.

فمنذ بداياته بقميص روما سجل أهدافًا وأرقامًا قياسية بالجملة، إنه اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ النادي وهدافه التاريخي، كما يعتبر توتي اللاعب الأكثر تهديفًا مع ناد واحد في تاريخ كرة القدم الإيطالية.

وحتى خارج الحدود يحظى توتي باحترام كبير، وهو ما تجلى ذلك خلال هذه السنة عندما دخل بديلًا في الدقيقة 74 في مباراة ريال مدريد ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا، وقد وقف حينها ملعب "سانتياجو بيرنابيو" احترامًا له وصفق عليه بحرارة، علاوةً على أن مارسيلو وكاسميرو قاما بتحية توتي شخصيًا على أرض الملعب، كان ذلك تعبيرًا عن تقدير كبير إزاء مشوار رياضي استثنائي.

في نظر الكابتن الخالد، انتصارات روما لا يمكن مقارنتها مع أي شيء، صحيح أن بطل إيطاليا لعام 2001 نجح في التتويج باللقب العالمي رفقة الآزوري خلال نهائيات كأس العالم 2006، لكن عند سؤاله أي من هاتين التجربتين تريد أن تعيشها مجددًا، لم يفكر طويلًا وقال "دون تردد لقب سكوديتو مع روما، إنها فرحة لا تقارن".

توتي هو صانع ألعاب بمؤهلاته ساحرة، فهو يطلق تسديدات متسارعة ويسدد الكرات بالكعب لكنه لم يكن إطلاقًا يحب الجري كثيرًا، يعرف دائمًا كيف يرسل تمريرات عبقرية ويبهر بنظرته الشاملة للعب، وعلق قائلا "كرة القدم شغف وبهجة، يجب علينا أن نحاول إبراز هذه الأحاسيس في جميع المباريات".

ولايزال توتي يتحلى بالشغف والبهجة لأنه لا يفكر حاليًا في الاعتزال حيث عبر مؤخرًا عن ذلك بقوله "أنا في حال جيدة فلماذا إذن أتوقف؟.. طالما أحس أني في لياقة جيدة وبإمكاني مساعدة الفريق سأواصل حمل هذا القميص بكل فخر، وعندما أحس أنه ليس بمقدوري فعل ذلك سأكون الأول الذي سيضعه جانبا، أثق في مؤهلاتي ومن المهم بذل المجهودات اللازمة من أجل البقاء في لياقة جيدة، يعني هذا اتباع أسلوب حياة صحي والتصرف بكل احترافية".

وبما أن توتي لا يفكر بعد في الاعتزال مازال أمامه الوقت ليواصل إهداء ناديه المحبوب هذه البهجة الكروية الباذخة وعندما تحين ساعة الرحيل سيتفرغ كليًا لنشاطه الآخر، وقد أنشأ مع زوجته علامة تجارية للأزياء والملابس "نيفر ويذاوت يو" (معك إلى الأبد)، لذلك من الصعب أن يتخيل المرء أن المقصود هنا سيكون أحدًا آخر غير روما.

فرانشيسكو توتي متزوج من "إيلاري بيلاسي"، وهي عارضة أزياء سابقًا وهي تعمل الآن كمعلقة ومقدمة لعدة برامج تلفزيونية، في شبكه يملكها رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو برلسكوني، لديها طفلان من زوجها فرانشيسكو توتي وهما كرستيان وشانيل.

المسؤولون عن متحف الشمع رأوا في عام 2014، أن الوقت قد حان للقيام بلفتة تقدير وتكريم لتوتي، وأبدعت النحاتة "فرانشيسكا رومانا دي نونزيو" تمثال شمع للمتوج باللقب العالمي في دورة 2006 وهو معروض في المتحف.

ويعد فرانشيسكو توتي، سفيرًا للنواية الحسنة لدى يونسيف، علاوة على أنه نشر منذ فترة كتاباً يحمل نكت مضحكة، وكان يعد هذا الكتاب الأكثر رواجًا في إيطاليا حين نزوله، وتم تحويل إيردات الكتاب لمصلحة الجمعيات الخيرية، وشارك هذا الكتاب أصدقاؤه الثلاثة ألساندرو دل بييرو وجانلويجي بوفون وأنتونيو كسانو.

جوائز «فرانشيسكو توتي»:

جوائز دولية:

• كأس الأمم الأوربية تحت 18 سنة.

• كأس الأمم الأوربية تحت 21 سنة: 1996.

• كأس العالم 2006.

جوائز مع نادي روما:

• الدوري الإيطالي 2000-2001.

• كأس إيطاليا 2006-2007، 2007-2008.

• كأس السوبر الإيطالي 2001، 2007.

جوائز فردية:

• أفضل لاعب شاب في الدوري الإيطالي 1999.

• اختيار ضمن فريق كأس الأمم الأوروبية 2000.