«نيويورك تايمز» إعلان ترامب بشأن الاتفاق النووي يكشف ضعف دبلوماسيته

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

كشف قرار ترامب الأخير بشأن استمرار تجميد العقوبات السابقة بموجب الاتفاق، وإعطاء مهلة نحو 120 يوما لإصلاح عيوب الاتفاق النووي الإيراني، عن ضعف دبلوماسيته، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأوضحت "الصحيفة" اليوم السبت، أن التحدي بالنسبة لترامب، لا يقتصر فقط على إيران، بل امتد ليشمل أزمة كوريا الشمالية التي اتخذت منعطفًا مفاجئًا لدى ترامب، عقب المحادثات التي وقعت بين الكوريتين.

ونقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين قولهم: إن "إدارة ترامب تضطر إلى إعادة النظر في الاستراتيجيات التي اتخذتها في الفترة الأخيرة والتي كانت تعتمد على الاعتبارات العسكرية".

وأضافوا أن البيت الأبيض غير مؤهل للتعامل مع احتمالية تكاتف كوريا الجنوبية مع نظيرتها الشمالية، أو الاضطرابات السياسية الأخيرة في إيران.

وأوضح المسؤولون أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران أدت إلى تعقيد حسابات ترامب بشأن الاتفاق النووي، ففي حين أدت هذه الاضطرابات إلى تصميم الرئيس الأمريكي على معاقبة القيادة الإيرانية، إلا أنها عززت من اقتناع القادة الأوروبيين بضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي.

ويرى القادة الأوروبيون أن الإبقاء على صفقة الاتفاق النووي أصبحت أكثر منطقية الآن، لأنها تلقي الضوء على القادة الإيرانيين، وأعمالهم، بدلًا من السماح للإيرانيين بوصف الولايات المتحدة وحلفائها على أنهم "الأعداء"، حسب الصحيفة.

وأضافوا أن إعادة التفاوض حول الصفقة أمر غير قائم، ولكن أفضل ما يمكن لترامب أن يأمل به، هو البدء في العمل على اتفاق جديد ومستقل، موضحين أن مثل هذه الخطوة تتطلب مشاركة الصين وروسيا اللتين وقعتا أيضًا على الاتفاق وكذلك إيران نفسها، وهو ما استبعده البيت الأبيض.

بدوره قال دينيس ب.روس، المستشار السابق للرئيس باراك أوباما، الذي ساعد في وضع سياسته الإيرانية: "إذا أردنا أن نكون قادرين على وقف ما يقوم به الإيرانيون داخليًا وخارجيًا، نحن بحاجة إلى الأوروبيين.. لكن إذا اعتقدوا أننا مهتمون فقط بالسير بعيدًا عن الاتفاق النووى، فلن ينضموا إلينا".

بينما صرح خبراء آخرون أن الإدارة مُقيدة بسياسة لها ركيزتان رئيسيتان: "تفكيك اتفاق أوباما النووي، ومواجهة إيران بشأن سياستها في المنطقة، من خلال دعمها للمجموعات المسلحة مثل حزب الله في لبنان وغيرهم من الوكلاء في اليمن، وسوريا والعراق".

ويبدو أن البيت الأبيض يعترف بالضعف في صفوفه الدبلوماسية، حيث يواجه المبعوث الخاص لإيران مهمة صعبة بشأن مطالب اتفاق من شأنه أن يقضي على جميع "الشروط المحددة"، وفقًا للصحيفة الأمريكية.

أما بالنسبة لكوريا الشمالية، فكانت سياسة الإدارة الأمريكية أكثر توازنًا بين "الدبلوماسية والتخطيط العسكري"، لكن المحادثات الأخيرة بين الكوريتين، قوضت استراتيجية ترامب التي تتضمن فرض ضغوط على بيونج يانج، بما في ذلك التهديد بضربة عسكرية، للضغط على الزعيم الكوري الشمالي للتخلي عن ترسانته النووية.

وأصبح ترامب محاصرًا بين الاستمرار في "السخرية" من الزعيم الكوري الشمالي، والاعتراف بالانفتاح الدبلوماسي بين الكوريتين.

واختمت "نيويورك تايمز" بقول كبير مستشاري آسيا في شركة أوباما الأمريكية إيفان ميديروس: إن "قضية كوريا الشمالية قد تدخل مرحلة جديدة، متسائلًا هل إدارة ترامب قادرة على الرد على هذا التطور؟".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على