حكايتي مع (البلوم)

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة

٭ منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأنا أعرف مبارك البلال، أعرف في هذا المبارك ابتسامة لا تفارقه بل تراها تحلق أمامه كأنها حمامة بيضاء عرفت في هذا الإنسان الرائع غفراناً إن شعر بالظلم، وسماحاً إن تعرض لشيء من الأذى، كل هذه الرؤى جعلتني كلما رأيته يمشي على طريق شعرت أنه يتجسد في سحابة نورية تبحث عن سماء لها بين الناس، هكذا عرفته رجلاً يحمل الورد لأولئك الذين لا يرون في الورد إلا أشواكه.. أحمد الله أن أعاده لنا جميلاً كما كان لنضعه على أهدابنا ونداري عليه بأنفاسنا.
٭ كان الفنان الراحل أحمد الجابري يعيش حالة من الهيام بطائر البلوم، أذكر أنه قال لي مرة إنه يتمنى أن يغني لهذا الطائر، بعدها بأيام وجدت نفسي أغادر إلى مدينة كسلا وأثناء جولة لي هناك على البساتين في السواقي الجنوبية، وجدت أمامي سرباً من طيور البلوم تتزاحم على جدول مياهه صافية كأنها من زمزم، فجلست هناك تحت شجرة من البرتقال كثيفة الظلال لأكتب أغنية (البلوم في فرعه غنى)، فغناها الجابري ولم تزل حتى هذه اللحظة تنتقل بين الناس تشعل أنفاسهم طرباً
٭ أكد لي عدد من كبار الموسيقيين أن عازف الكمنجة المعروف عبد الله عربي، يتميز بطريقة في عزفه على الكمان قيل إنها من المفترض أن تدرس في أكبر المعاهد الموسيقية على مستوى الوطن العربي.. كنت حين أراه جالساً هناك على مقعد في زاوية بعيدة في اتحاد المهن الموسيقية، ينتابني إحساس بالشجن، وأنا أراه يسافر بعيداً مع قافلة من ذكريات لأحباب له رحلوا، فيظل في حالة من سفر بعيد إلى أيام كانت له معهم، إنه رجلٌ من زمن آخر
٭ هدية البستان
وحياة المقرن وأزهارو
والليل الحاضن أقمارو
الزول الراح خلى ديارو
لويبقى متوج بالأقمر
الغربة تقلل مقدارو

آخر لحظة

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على