دوافع القطيعة بين الشعب والأحزاب
over 7 years in الشروق
لقد تابع الرأي العام الوطني بكل ذهول ووجل مسار الأحداث الثلاثة التي عاشتها البلاد في مدة زمنية متقاربة وفيها صفقة الوصل والترابط المذهبي وتفوح منه رائحة التكتلات على مستوى الوطن العربي وما يجاوره من أقطار اسلامية: إيران وتركيا.. وكانت البداية مع الانتخابات الجزئية التي هبّت إليها جموع مهاجرينا العاملين في ألمانيا فتم تسجيل أسمائهم على قائمات.. هذه الانتخابات تخوضها بشفافية الحقوق الديمقراطية ـ الإنسانية لانتخاب نائب بمجلس نواب الشعب.. لكن الأغلبية الساحقة من مغتربينا قاطعتها وغابت عن المشاركة فيها نظرا الى فداحة التجاوزات والإخلالات التي باشرتها جلّ الأحزاب وفي مقدمتها حزبا النهضة والنداء.. لتزييفها فتمثل هذا الخطب كفضيحة.. مدوية نزعت الشرعية عن هذه الانتخابات إذ أن المشاركين فيها لم يتجاوز 5 ٪ من عدد المسجلين على قائمة هذه الانتخابات والبالغ عددهم 16 ألف ناخب.. وفي هذا الجو الصاخب بالغضب تم انتخاب ياسين العياري الاسلامي القريب من النهضة.. فغاب سعي النداء في الفوز به.. لأن النهضة خذلته بعد وعد بالوفاء لعرى التوافق بين الحزبين الحاكمين وبعد ذهول الصدمة زمجر أبناء النداء وتعالت من داخله أصوات تدعو إلى فك باب التضامن السياسي وترابطه السلطوي عند تقسيم الغنائم والمناصب في الخفاء بين الحزبين الحاكمين إذ أن فعل التغيب والمقاطعة قبس يعتمده شعبنا اليوم لكشف عورة هذه الانتخابات المسيرة من الخارج لوأد أهداف انتفاضة 17 ـ 10 ـ 2010 الشعبية المبشرة بالحرية والكرامة والحقوق الاجتماعية ـ الاقتصادية. أما الحدث الثاني فقد تجسم في رفض الناقلة الاماراتية من تمكين نساء من تونس من ركوب هذه الطائرة وبعد حوار تم تجاوز هذا المشكل.. لكن سحب التصعيد حفّت به مما أفضى إلى منع طائرات البلد الشقيق من استعمال المطارات الوطنية فكان أول المتضررين من هذا القرار أبناء العاملين في هذا القطر وعددهم بالآلاف فتمكّن منهم الهلع والضيق خوفا من مجهول يهدّد عملهم المغري ماديا في هذا البلد الخليجي إذ يعاملون باحترام وتقدير من لدن مسؤوليه نظرا الى تفرّد هذه الاطارات الوطنية بجودة الاختصاص في عديد المجالات مثل قيادة الناقلات الجوية ومهندسي اصلاحها ومضيفاتها وعدد كبير من أساتذة الطب والمهندسين في جميع الدروب وأساتذة التعليم العاليم في الحقوق وعلم الاجتماع والفن المسرحي وفي المجال الرياضي وعاملات وعمّال.. فكيف يا ترى سيكون حالهم لو تم انهاء عقودهم والحال أن الكفاءات التونسية وقدراتها ونخبها أخذت طريقها إلى الهجرة منذ سنوات إلى البلدان الغربية والعربية بعد انتظار مرهق مضن لتحسين ظروفهم. هذا إلى جانب الهجرة السرية عن طريق زوارق العناء في عرض البحر.