فينغر وادارة ارسنال.. يقودان الجمهور للانتحار

أكثر من ٦ سنوات فى تيار

تعرض جمهور ارسنال الى فجيعة كبيرة، بعدما خسر فريقه بفضيحة كروية، من فريق نوتنغهام فوريست الذي ينشط في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (الشامبيونشيب)، بنتيجة قوامها رباعية مقابل هدفين.. وتم اقصاءه من الدور الثالث في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وهي نتيجة لم تحدث للعريق اللندني منذ أكثر من قرن، وهي الخسارة التي من الطبيعي في حال حدوثها في فريق كبير أو حتى متوسط، أن نجد رد فعل قوي من ادارة النادي، لكن مع ادارة مثل ادارة النادي اللندني الكبير، فمن المخجل والمؤسف أن الأمر سيمر وكأن شيئًا لم يكن!
 
محـــاكمـة فينغــر..
 
 
 
لو قصصنا مشهدا تخيليًا، لمحاكمة عقدتها جماهير الغانرز للمدرب العجوز آرسين فينغر، فمن المؤكد سيكون هناك صيحات غاضبة، ونظرات نارية من جماهير الحضور موجهة للفرنسي المخضرم، وربما عبارات (+18) في حقه، وتلويح بقبضات منتفخة الأوردة، وعيون جاحظة تشبه أعين تنانين أسطورية..
 
 
ولكن المدعي المدني الرزين سيوجه كلماته بعناية ودون أن تجرفه حماسة الجمهور الحاضر، ورغبته المتأججة بالثأر ممن كسر كبرياء ناديهم، ووضعه في درجة مهينة له.. لذا فقد حدد اتهامات محددة وساقها كالتالي:
 
- "عبد" الادارة الذليل.. في العقد الأخير تحول "الجد" فينغر الى أداة في أيدي الإدارة، يحركونها أو يلوكونها حسبما شاءوا، أوهموه بتفاقم الديون مع ان راعي الاستاد الجديد يضخ أموالا باهظة، أوهموه بالفقر مع أن الاحتياطي النقدي للنادي هو الأعلى من بين كبار البريميرليغ، وهو منصاع لهم، ولا يبالي بسمعة الفريق، ولا بخيبات الجماهير،وهم يرون جماهير لفرقٍ أخرى كانت في السابق لا تبيت ولا تنام ليلة مواجهة الغانرز خوفا من بطشه، والآن بات التعادل معها فرحة تكسو وجه الفرنسي الخرف، وفي حال الخسارة فتجد محياه يبدو بلا مبالة.
 
- شخص محدود الطموحات.. عندما تكون أقصى أهدافك هو مجرد الحصول على بطولة كأس الاتحاد، أو التواجد بالمربع الذهبي، فهو أمر ربما يكون مقبولا من فريق متوسط مثل توتنهام-سابقًا، ولكن مع المدفعجية فهو أمر سلبي وجد خطير، لأنه ينتقل بسهولة الى اللاعبين ويعتادوا استنشاقه، ويتغير ويتقلص سقف طموحاتهم، تبعا لما يحدث من المدرب، ومن يبقى من هؤلاء اللاعبين فهو بدون رغبة حقيقية في التحول لنجم، الا من تأبى عليه نفسه هذا الوضع فيرحل سريعًا، وحتى قدرته على احداث الفارق فنيا بالمباريات شبه معدومة، لا يستطيع الحفاظ على تقدم، ولو حتى في نهائي أكبر بطولة مثلما خسر التشامبيونز أمام البرسا، فدوما تجده يجلس بلا حراك، أو يقف مكتوف الأيدي، في لغة جسد توحي بالخواء والعجز.
- "مفلس" فنيًا.. المدرب الذي لا يعرف كيف يدافع في بطولة مثل البريميرليغ، ويهاجم وهو يمتلك لاعبين من عينة جيرو، ويلباك، فهو فاقد للوعي الفني، والمدرب الذي يقترب من المنافسة على اللقب، ويكون بطلا للشتاء، ثم لا يدعم دفاعاته ويجد كل شيء طيبا، ثم يخسر البطولة فلديه مشاكل فنية لا تجعله مدربا كفئا، المدرب الذي لا يتحرك الا بعدما يمنى مرماه بهدف أو أكثر هو "دبة" تدريبيًا، وثقيل العقل، المدرب الذي في آخر عقد لا تجده يقدم أي جديد يذكر للفريق، ويغير الخطة بعدما يشاهد غيره يسبقه، يلعب بثلاثة مدافعين ويتعرض مرماه للأهداف، وهولا يعرف أن قوة الدفاع من فلسفة الفريق بداية من المهاجم، وبات معتادا على الهزائم المخزية من الكبار والصغار، فمن ينسى ما حدث في مباراتيه أمام بايرن ميونيخ بنسخة التشامبيونز الفائتة..من فضيحة تستوجب الاقالة.. بعدما استقبل مرماه 10 أهداف في لقائيّ الذهاب والعودة!
 
- قرارات اراقت كبرياء النادي.. عندما يرحل أسطورة الفريق تيري هنري يائسًا من سياسات فينغر، وطمعًا في كتابة تاريخ شخصي خارج النادي، فهو بسبب سياسات الفرنسي الشيخ، عندما تجد نجما الفريق حاليًا، اليكسيس وأوزيل، يرفضان رفضا قاطعا التجديد، مهما كانت المغريات المادية، مع توسلات الفرنسي المهينة لهما بالبقاء والتجديد، ثم تجده بالرغم من هذا لا يتخذ قرارا ببيعهما، فإعلم انه مدرب يسوق الفريق نحو الهاوية.. الأدبية والفنية، فلم يسبق أن رأينا فريقا كبيرا يرضخ لنجومه، ويتركهم يرحلون مجانا سوى ارسنال وعلى يد فينغر.
 
وتبقى التهمة الأخيرة.. من نصيب الإدارة التي تركت فينغر يعيث فسادا وبلادة بالفريق، ولم تحرك ساكنا، لمواسم طويلة بدون سبب مفهوم، فالكثير يتفهم مثلا ترك السير فيرغسون ما يزيد عن الـ ربع قرن بسبب انجازاته، لكن لماذ تترك ادارة المدفعجية هذا الـ فينغر مستمرا؟ ربما ردا لجميل سابق له بالتقتير في الانفاق لمدة تتجاوز 5 أعوام متتالية، وربما استكانة وشعور بأن هذا هو وضع الفريق الأمثل، وعدم القدرة على مجاراة ومقارعة الكبار..
 
على من نطلق الرصاص؟ على هذا الفرنسي العجوز الآثم؟ أم على الادارة الرخوة اللا مبالية؟
 
أم يطلق الجمهور الرصاص على نفسه..أو ينتحر في نهر التايمز؟ وهو مرتديًا لقميص فريقه المفضل؟
 
فقد بات تشجيع ارسنال مثل البلاء الذي لا دواء منه.. قد تفلح بعض المسكنات في تثبيط حدة وأعراض المرض.. عند الفوز على فريق كبير، أو تحقيق لقب بطولة محلية من خارج البريميرليغ.. ولكن يظل المرض العضال مستشريا في جسد المشجع، المشجعون الذين استأجروا من قبل طائرة خاصة بها لافتة تطالب فينغر بالرحيل أثناء احدى مباريات الفريق.. مذا عساهم هم فاعلون أكثر من هذا؟

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على