«بوليتكو» مظاهرات إيران بمثابة «سكرات الموت» لنظام الملالي

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

شهد تاريخ إيران الحديث العديد من الانتفاضات والثورات وحركات التمرد، بدءًا من الثورة الدستورية الإيرانية في 1902، مرورًا بالثورة الإسلامية عام 1979، وصولًا إلى الحركة الخضراء في 2009 وأخيرًا انتفاضة 2017.

فالمظاهرات الحاشدة التي واجهتها إيران على مدار الأيام القليلة الماضية، ليست مشهدًا غير مألوف على الشعب الإيراني، إلا أنها لم تشهد مثل تلك الموجة من المظاهرات منذ 2009، أو ربما ثورة 1979، فالانتفاضة الأخيرة تعد أكبر تحدٍ واجه نظام الملالي.

مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، قالت: إن "الغضب الشديد والعنف ضد رجال الأمن والمكاتب الحكومية، بالإضافة لطبيعة المظاهرات المتفرقة في أنحاء البلاد تجعل الأحداث الأخيرة مختلفة تمامًا عن الانتفاضة الخضراء في 2009".

حيث طالت موجة غضب الشارع الإيراني المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي كان بمثابة مفاجأة، إضافة إلى المؤسسة الدينية والسياسية.

وتسببت المظاهرات الأخيرة أيضًا في الكشف عن صدع كبير في نظام الملالي، على الرغم من أنه يبدو متماسكًا من الخارج، إلا أن الشعب الإيراني أبدى استيائه من سياسات النظام الاجتماعية والاقتصادية والدينية والخارجية.

وأضافت المجلة أن هذه المظاهرات تمنح للولايات المتحدة فرصة نادرة لزيادة تأثيرها ضد طهران على خلفية النجاحات الخارجية لإيران مؤخرًا.

كانت قد بدأت انتفاضة 2017 في مدينة مشهد، وسط إشاعات بوقوف المحافظين ورائها اعتراضًا على حكم الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، حيث اتهم الحرس الثوري الرئيس السابق أحمدي نجاد بدعم المظاهرات.

لكن بغض النظر عن ذلك، انتشرت الاحتجاجات في العديد من المدن الصغيرة، وسرعان ما انتشرت كالسهام في ربوع البلاد، لتبدأ موجة من أعمال العنف ضد قوات الأمن، والمكاتب الحكومية، بالإضافة للمؤسسات الدينية التابعة للنظام، وهتف المتظاهرون بسقوط المرشد الأعلى، ومزقوا صوره، في مشاهد تشبه ما حدث في ثورة 1979 عندما أسقط الثوار نظام الشاه.

ويبدو أن المظاهرات التي وصلت العاصمة طهران كانت أقل في حدتها، نتيجة للحالة المادية الأفضل نسبيا لمواطنيها، بحسب خبراء.

إلا أن هذا قد يكون مختلفًا عن الواقع، حيث كان النظام يتوقع المزيد من المظاهرات في طهران وغيرها من المدن الكبرى، كونه ركَز أجهزته الأمنية والاستخباراتية في العاصمة، كما أن طهران حصلت على المزيد من المنافع الاقتصادية، بعد توقيع الاتفاق النووي، فيما واجهت باقي مدن إيران المزيد من الفقر، بعد أن وصل معدل البطالة في بعض المناطق لنحو 60%.

 

واختتمت "بوليتكو" بالإشارة إلى أن الانتفاضة الحالية قد لا تؤدي إلى الانهيار الفوري للنظام، ولكن ما نشهده هو سكرات الموت في الجمهورية الإسلامية، مؤكدة أنه حتى لو انتهت الانتفاضة، فإنها ليست سوى خطوة واحدة في صراع طويل من أجل تشكيل حكومة أكثر تمثيلًا وديمقراطية وشعبية.

وقد يُلقي خامنئي وروحاني باللوم على الأعداء الأجانب للانتفاضة، ولكن أعدائهم هم الشعب الجائع والمضطهد في إيران.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على