كيف وصف كتاب "نار وغضب" ترامب؟

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط- وكالاتيعد كتاب "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض" لمؤلفه الصحفي الأمريكي المخضرم مايكل وولف -والذي صدر مساء الجمعة الفائتة (5 يناير)- هو أبرز الكتب السياسية على الساحة العالمية حاليا، فهو من الكتب القليلة التي حققت إقبالا منقطع النظير مؤخرا، حيث نفدت طبعته الأولى في بضع دقائق بعد صدوره، وأحدث ضجة في الولايات المتحدة الأمريكية وملأ الدنيا صخبا وضجيجا وشغل الناس.الكتاب يأتي في مدخل، و22 فصلا قصيرا، ثم تذييل- 18 شهرا من حياة دونالد ترامب السياسية مرشحا للرئاسة ورئيسا. وقد اعتمد الكاتب في ذلك على ما إدَّعى أنه تفريغ لأكثر من مائتي مقابلة وحوار مع مطلعين على شأن ترامب أو مرتبطين به، وربما يكون الكاتب حقق لترمب أمنية كان يتمناها إذا كان الكاتب نفسه دقيقا في قوله "إن قصة ترامب هي سعيه الدائب لأن يجعل من نفسه قصة".ووفقا لموقع "الجزيرة.نت" وبحسب مقالة لمحمد بن المختار الشنقيطي -استاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمَد بن خليفة في قطر- هناك تساؤل حول عنوان الكتاب وهل استوحى تعبير "النار والغضب" الوارد في عنوانه من العهد القديم -خصوصا الإصحاح 66 من سفر أشعيا- في إشارة منه إلى خلفية ترامب الأصولية المسيحية المتصهينة، أم أنه استوحاه من خطاب ترامب الذي هدد فيه كوريا الشمالية بـ"النار والغضب"، إشارةً إلى مواقف ترامب السياسية المتعجرفة، أو أنه استلهمه منهما معاً؟غير أن الكاتب رأى أن هذا الكتاب ربما يكون قد حقق أمنية لترامب ولكن بالمقلوب، فعلى غير ما يشتهي ترامب؛ حيث يظهر ترامب -من صفحات هذا الكتاب- شخصا نرجسيا، ومتكبرا، وغاضبا، ومتسلطا، وغريب الأطوار، ولا عهدَ له ولا وفاء، ومُولعاً بالمال، وفارغ العقل، وسطحيَّ التفكير، ولا خبرة لديه في صناعة القرار السياسي، ولا يملك الحكمة والحس السليم الذي يؤهله لذلك. بل يتسم بالكثير من الارتجال والتعجل، ويعجز عن التحليل المنطقي، وعن ربط النتائج بأسبابها.ووفقا للموقع فإن ترامب -في كتاب وولف- أشبه ما يكون بالمراهق الأبله، حيث تنحصر هواياته في ثلاث: مشاهدة التلفزيون، وأكل شطائر الهامبرجر، والثرثرة في الهاتف. ولذلك انتهى به الأمر إلى أن أصبحت تسيِّره حفنة من الأقارب والمقربين، خصوصا صهره جاريد كوشنر وابنته إيفانكا التي اعتنقت الديانة اليهودية لكي تتزوج جاريد اليهودي الأرثوذكسي المحافظ.أما البيت الأبيض -الذي هو رمز قوة أمريكا وفتوَّتها- فقد بدا في الكتاب قصراً باهتاً، خاوياً على عروشه، يسود فيه الارتجال والمزاجية والفوضى، ويغيب عنه التخطيط المتزن والتفكير الاستراتيجي.ويظهر من الكتاب أن ترامب عاجز عن كسب احترام أي من أقاربه أو مقربيه، فقد امتلأ الكتاب بطعونهم فيه وسخريتهم منه، بمن في ذلك أقرب الناس إليه: ابنته إيفانكا وصهره كوشنر. وكل ذلك يدل على انحطاط فظيع في القيم السياسية الأمريكية، وتراجع عميق في الثقافة السياسية الأمريكية.

شارك الخبر على