من الأشهر اليوم؟

"بوابة أخبار اليوم" تكشف مافيا سماسرة الهجرة الغير شرعية بأسيوط
 كاس العالم 90 بداية الهجرة الغير شرعية والفيزيتا بدأت بـ 20 ألف بالشغل ووصلت إلى 70 ألف جنيه على الشط
عشرات الشباب أكلتهم اسماك أوروبا في صمت ومركب رشيد كشف  المستور
"حمام وشاكور" أشهر سماسرة الموت بأبنوب.. والسرية التامة شرط  السفر الأول
 
 
 لم يكن حادث غرق مركب الهجرة الغير شرعية في رشيد والذي شهد غرق 25 شاباً وطفل من أبناء مركز أبنوب ضمن 165 شخص هو الأول  في تاريخ المركز الذي تخصص في  تصدير شبابه إلى أوروبا، وخاصة ايطاليا، ولكن هذا الحادث حلقة في سلسلة طويلة من الحوادث التي راح فيها العشرات من أبناء أبنوب ضحايا لأطماع لسماسرة الموت وحاجة الشباب الباحث عن العمل والحياة المريحة.

كل الحوادث السابقة كانت في صمت بسبب وقوعها في عرض البحر الأبيض المتوسط، حيث تلتهم أسماكه جثامين الضحايا أو على شواطئ أوروبا حيث ألا يعرفهم أحد ويدفنون في مقابر الصدقة وقد كشفت مركب "رشيد" المستور لقربها من الشواطئ المصرية ومعرفة حجم المأساة.

حوادث متكررة
حيث شهد مركز أبنوب العديد من حوادث الغرق طوال السنوات الماضية وكان أبرزها فى عام 2009، والتي راح ضحيتها 33 من أبناء أبنوب ولم تظهر جثثهم حتى الآن بعد أن التهمت أسماك البحر المتوسط ولم يعثر على آثارهم ولا أهالي هؤلاء الضحايا حتى الآن أين هم ولا أين دفنوا وأن كان احتمال ابتلاع البحر المتوسط لجثامينهم هو الاحتمال الأقوى.

كان ثاني أكبر الحوادث ما وقع في عام 2014 وراح ضحيتها 12 من أبناء مركز أبنوب في مركب للهجرة الغير شرعية، ولا يعلم أحد من أي شيء عنهم حتى الآن لأن الشرط الرئيسي في الاتفاق ألا يعرف أحد أي شيء عن عملية التهريب ولا موعدها ولا المركب والبلد التي سوف يتوجهون إليها، ولولا وقوع الحادث الأخير قرابة السواحل المصرية لكان مصيرهم مثل الذين سبقوهم  حيث ابتلعهم البحر بدون حس ولا خبر.
 
البداية كأس العالم 90
وحكاية أبنوب مع الهجرة إلى أوروبا بدأت منذ أكثر من 25 سنة وبالتحديد في 1990 عندما صعدت مصر الى كأس العالم  في ايطاليا وجاءت مجموعتها في مدينة ميلانو الساحلية، حيث سافر الآلاف من المصريين لتشجيع المنتخب وعقب خروج مصر من الدور الأول في نهائيات كأس العالم عقب الخسارة من انجلترا صفر -1 بعد تعادلها مع كل من هولندا وايرلندا، وكان ضمن المشجعين العشرات من شباب مركز أبنوب، والذين سافروا ضمن رحلات  نظمتها شركات السياحة عبر وسطاء من المدينة.

وقد تخلف هؤلاء الشباب عن العودة عقب انتهاء فعاليات كاس العالم وكونوا نواة لاستقبال المسافرين من أبناء أبنوب سواء الذين سافروا إلى ايطاليا بطريق شرعي ورسمي أو عبر الطرق الغير الشرعية.

فتح نجاح الطليعة الأولى من الشباب المهاجر إلى ايطاليا شهية جموع الشباب للسفر إلى ايطاليا وخاصة ميلانو التي تحولت إلى مركز أبنوب الايطالي، حيث فتح القدامى من المهاجرين الأبنوبين مشروعات تجارية مثل المطاعم والمحلات والمتاجر، مما أتاح أمام المهاجرين الجدد فرص عمل سهلة وسريعة بل إن أصحاب المتاجر والمحلات والمتاجر أصبحوا يطلبون عمالة مما خلق دور السماسرة التي تحولوا إلى أثرياء الموت، وذلك بالإضافة إلى العمل في المزارع الايطالية والعمل في الميناء، وأصبح السماسرة يقومون بتوفير السفر والعمل والإقامة مقابل 20 ألف جنيه في نهاية التسعينات ووصلت إلى 70 ألف جنيه في 2016 بدون توفير العمل والاكتفاء بإنزالهم في البحر قبل كيلومترات قليلة من الشواطئ الأوربية.
 
 مافيا سماسرة الموت
"بوابة أخبار اليوم" انتقلت إلى أبنوب لاقتحام مافيا سماسرة الموت التي سيطرت على المدينة والتي تحولت  خلال العقد الأول من الألفية الجديدة إلى أبراج شاهقة بعد أن بيوت ومنازل وعمارات أقصى ارتفاعاتها ثلاثة طوابق فأصبحت تتكون من 12 طابق وتآكلت الأراضي الزراعية، واستولى المهاجرون على الأراضي الزراعية على أطراف المدينة وحولوها إلى أبراج شاهقة الارتفاع وأطلق عليه أهالي أبنوب حي ايطاليا نظرا لوجود أغلب أصحابه في ايطاليا.

"سماسرة الموت" هو اللقب الذي يطلق على من يتولون تسفير الشباب للهجرة الغير شرعية، خاصة بمركز أبنوب، حيث وجدوا أن ملاذهم الوحيد للنجاة هو الهجرة إلى الخارج لتكوين مستقبلهم وتوفير الأموال اللازمة لاحتياجاتهم، دون أن يعبئوا بمخاطرها أو الموت فى أثناء رحلتهم.

"بوابة أخبار اليوم" حاولت كشف مافيا سماسرة الهجرة لأوروبا فالجميع يعلمهم وبعضهم يدافع عنهم تحت مبدأ "العمر واحد والموت والحياة بيد الله "وآخرون يتهمونهم بالسبب في ضياع أبناءهم لأنهم يظهرون أمامهم ما يغاير الواقع ويزينون لهم الرحلة بأحلام وردية.

ويقول "أحمد.ج" معلم من مركز أبنوب أن عمل السمسار يبدأ عندما ينتشر خبر هو مروجه بأن مركبا سوف يتجه إلي إيطاليا خلال أيام ولا يجد الشباب حلا أمامهم إلا المخاطرة والسفر فربما يحالفه الحظ مثل هؤلاء الذين تحولت عائلاتهم من الضيق إلي اليسر ومن الفقر إلى الثراء  وهنا يكون دور السماسرة الذين يوهمون الشباب أن الرحلة سهلة ويسيرة جدا وإنها سوف تستغرق ثلاث ليال في البحر ويصطدم الشاب وأسرته بواقع مرير فيعود إما جثة هامدة أو مازال بعضهم "مفقودين، مشيرا إلى أن الأسرة تقوم بالاستدانة بأي أسلوب حتى تقوم بدفع المبلغ المقدم.

وأضاف أن هناك عدة سماسرة أبرزهما علاء شاكور وحمام بقرية بعرب العوامر، حيث محل أقامتهم، ويتم الاتفاق على المطلوب وهو عبارة عن ٧٠الف جنيه يسدد منها ٣٠ألف مقدم والباقي بإيصال أمانه يأخذه السمسار على والد المهاجر ليسدده عقب تمام الوصول،مع ضرورة التزم المهاجر بالسرية التامة وعدم الإفصاح عن نية سفره أو موعده لأحد.

وأشار "صابر. م" شاب عاطل أنه حاول السفر إلا أنه فشل ويضيف أنني  أعلم وغيري من الشباب خطورة الرحلة لكن هنعمل أيه "كده ميت وكده ميت " ويضيف أنا عمري الآن 26سنه ومنذ عامين حاولت السفر ولكنى فشلت وسأكررها وسأنجح بإذن الله"حسبما ذكر"، مشيرا إلى أن السمسار لا يضرب أحد على يده أو يجبره على السفر وعلى الرغم من أن الجميع يعلم خطورة التجربة  إلا أنهم يواصلون البحث عن طرق جديدة للسفر لإنقاذهم من الفقر المدقع أو إبعادهم عن دائرة المشاكل.

ومن جانب آخر ذكر" م ف" أحد جيران" حمام "أحد السماسرة أن جاره هارب منذ أن إنتشر نبأ غرق المركب مشيرا إلى أن الأهالي حضروا إلى منزله وسألوا عليه ولم يجدوه، مشيرا إلى أنهم لو عثروا عليه لفتكوا به، وأضاف جار السمسار أن قوات الأمن تبحث عنه ولكنه لاذ بالهرب فور غرق المركب.

وكان مركب هجرة غير شرعية يحمل اسم "موكب الرسول"، غرق يوم الأربعاء، بمياه البحر المتوسط على مسافة 12 كيلو من ساحل رشيد بالبحيرة، وكان يقل أكثر من 300 مهاجر غير شرعي من بينهم 16من أبناء مركز أبنوب في محافظة أسيوط, 4متوفين ,بينما مايزال 10 مفقودين وهم كلا من "حسام محمد سلامة"و"عمر سيد حامد العنقودي" و"عبد الظاهر أحمد حامد" و"أحمد منصور غيط عبد الحكيم"ونجل "عبد المنعم قطب يسن".

وقال "مصطفي حبيب" بفقدان "نجل أخيه" وفقدان "محمود إبراهيم فاروق" من آل نصار -بقرية عرب العوامر وفقدان "عاطف عبد العظيم حبيب"من آل "قايل" بالمركز،و"مصطفي محمد منصور "
وتم التأكد من نجاة كلا من "عماد حمدان رفاعى" و" مينا جمال داود"، فيما لايزال البحث عن"أحمد محمد عبده محمد صالح".

 وأدى الآلاف من أهالي مركز أبنوب قد أدوا أمس صلاة الجنازة بمساجد وكنائس المدينة على جثامين "4" من أبنائها وهم كلا من"عثمان محمد على"وشيع الأقباط بمطرانيه أبنوب جثامين "مايكل جمال داود "16" سنة و"نشأت مرزوق أيوب" 24 سنة.