إسحق «الداخلية» لم تسمح لنا بزيارة أقسام الشرطة.. ونتقدم ببلاغ حول حالة عفروتو

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

في الوقت الذى اندلعت فيه أحداث قسم شرطة المقطم فجر السبت الماضي، بسبب وفاة المواطن "محمد عفروتو"، 22 عامًا، خرجت روايتان للقضية: الأولى هى لوزارة الداخلية، وتشير إلى أنه توفى نتيجة تعاطي كمية من مخدر "الأستروكس" أدت لوفاته، بينما خرجت مصادر مسئولة بمصلحة الطب الشرعي لتلمح إلى وفاته نتيجة إصابات متعددة بجسده وليست نتيجة تناول مخدر الأستروكس، وذلك بالتزامن مع موقف المجلس القومي لحقوق الإنسان غير المحدد حتى الآن.

المجتمع لن يصمت أمام تلك الحوادث

عبد الغفار شكر نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، علق على الأزمة قائلًا: منذ أيام حادثة خالد سعيد والمجتمع لا يصمت على مثل تلك الحوادث.

وأشار شكر في تصريحاته لـ"التحرير" إلى أن النائب العام المستشار نبيل صادق، كان قد أصدر قرارًا بإنشاء إدارة عامة لحقوق الإنسان ملحقة بمكتبه، لمتابعة هذا النوع من القضايا وإحالتها للتحقيق، منوهًا بأن هذه الإدارة يمكن أن تكون السبيل لأخذ حقوق الناس إذا ما عملت وفقًا لصالح المواطنين والحقائق التي تنتج عن التحقيقات.

وأكد شكر أن المجلس ينتظر تقرير الطب الشرعي عن الواقعة، مشيرًا إلى أنهم علموا من متابعتهم للقضية بأن هناك شبهة جنائية، والتقرير النهائي للطب الشرعي سيحدد خطواتهم وتحركاتهم بالقضية، مؤكدًا أنه إذا ثَبُتَ وجود تعذيب فالمجلس سيتقدم ببلاغ للنائب العام فورًا.

بلاغ للنائب العام 

جورج إسحق رئيس لجنة الحقوق المدنية والسياسية بالمجلس، قال لـ"التحرير" إنهم سيبدؤون عملهم في القضية بداية من غد الإثنين، مشيرًا إلى أنهم سيتوجهون للنائب العام بعد صدور تقرير الطب الشرعي عن حالة "عفروتو".

وعبر إسحق عن غضبه من تكرار وقائع الوفاة في أقسام الشرطة بسبب واقعة قسم المقطم، قائلًا: الداخلية لم تسمح لنا بزيارة الأقسام وأماكن الاحتجاز رغم مخاطبتنا لها رسميًا مرات عديدة، وهذه مسألة مريبة وغريبة الشكل، مؤكدًا عدم التفات الداخلية لمخاطباتهم الرسمية، معلقًا: مافيش فايدة للأسف كل حاجة في الأمور دي طول الوقت مش مفهومة، وهما معندهمش استعداد للاستجابة خالص ولا لتعديل الأوضاع.

وكانت حالة من الذعر والتوتر قد خيمت على حي المقطم بالقاهرة، مع الساعات الأولى من فجر السبت الماضي، عندما تجمهر أهالي منطقة الزلزال وحاولوا اقتحام قسم المقطم، بعد وفاة محتجز على ذمة إحدى القضايا يدعى محمد "عفروتو"، 22 عاما، داخل محبسه بالقسم.

وفاة إصابية

مصدر مسئول بمصلحة الطب الشرعي، أكد لـ"التحرير" في تصريحات خاصة أن وفاة "محمد عفروتو"، 22 عاما، الذي لقى مصرعه إثر احتجازه داخل محبسه بقسم المقطم على ذمة إحدى القضايا، جاءت نتيجة وفاة إصابية لا نتيجة تناوله مخدرا.

وقال المصدر -الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه في تصريحات خاصة لـ"التحرير"- إن عددا من الأطباء الشرعيين قاموا بتشريح جثمان المجني عليه فى مشرحة زينهم ظهر أمس "السبت" للتأكد من حقيقة وفاته، موضحين أنه لم يتم الانتهاء حتى الآن من تشريح الجثمان، قائلاً: "الأطباء الشرعيون قاموا بفحص جثمان المجني عليه بمجرد استقباله فى مشرحة زينهم".

وأوضح المصدر لـ"التحرير" أن الوفاة نتيجة تعرضه للإصابة وليس نتيجة مخدر، مستطردا: "تبين من فحص الجثمان وجود إصابات في أجزاء من جسد القتيل وهو ما يؤكد أن الوفاة إصابية".

وأكد المصدر أن فحص الجثمان أثبت أن الوفاة ناجمة عن الإصابة التى تعرض لها المجني عليه والتى كانت سببا فى وفاته.

وقال المصدر فى تصريحات مقتضبة لـ"التحرير": "فحصنا الجثمان وأجرينا تشريحا كليا للمجني عليه وليس فحصا ظاهريا لبيان كافة أجزاء الجسد وسبب الوفاة، وسيتم خلال الساعات المقبلة إرسال التقرير المبدئي للجهات المختصة لاتخاذ اللازم ومباشرة التحقيقات في القضية".

وشهد محيط قسم شرطة المقطم مناوشات بين أفراد الأمن وأهالي المتوفى، الذين أشعلوا النيران في إطارات "الكاوتش" أمام القسم، وألقوا زجاجات المولوتوف الحارقة على مبنى القسم وعدد من سيارات الشرطة الموجودة بالموقع، ما تسبب في اشتعال النيران في بعضها، وهو ما دفع أفراد التأمين من الشرطة إلى إطلاق الأعيرة النارية نحوهم لمنع محاولات الاقتحام، وذلك حسب معلومات أفاد بها شهود من موقع الأحداث.

وباشرت نيابة جنوب القاهرة الكلية، بإشراف المستشار عز الدين عبد الشافي، أمس، التحقيق في واقعة وفاة "محمد عفروتو" أثناء احتجازه من قبل ضباط مباحث قسم شرطة المقطم بتهمة الاتجار في المواد المخدرة "الإستروكس". واستمرت محاولات اقتحام القسم قرابة 30 دقيقة تقريبًا، وشهدت كرا وفرا بين الأهالي وقوات الأمن التي واصلت إطلاق النيران، قبل أن يتم الاستعانة بمديرية أمن القاهرة والدفع بتعزيزات أمنية ضمت عناصر من القوات الخاصة والأمن المركزي، تمكنت من تأمين محيط القسم وأفشلت محاولات الاقتحام، وأوقفتها تماما.

وفرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة بمحيط القسم، وتم إغلاق الشوارع المحيطة، وكلفت مجموعات أمنية بتتبع العناصر المهاجمة للقسم وضبطهم، كما حضر اللواء خالد عبد العال، مدير أمن القاهرة، إلى مقر قسم شرطة المقطم، للاطلاع على كل جوانب الواقعة والتوجيه باتخاذ التدابير الأمنية والقانونية اللازمة.

شارك الخبر على